بين باقات الورود والاحتجاجات.. اليابان تودع "شينزو آبي"
تكرم اليابان اليوم -الثلاثاء- "شينزو آبي"
رئيس الوزراء السابق وتودعه بجنازة رسمية لتكون الأولى من نوعها منذ 55 عامًا،
وكانت قد أقيمت مراسم الوداع التقليدية حسب الطقوس البوذية في يوليو الماضي والتي
حضرها قرابة 2500 شخص من الدائرة المقربة لـ"آبي".
بدأت مراسم الجنازة في مركز نيبون بودوكان
بطوكيو وذلك في الساعة الثانية بعد الظهر حسب التوقيت المحلي لطوكيو، بدأت تلك المراسم
وسط أنغام الموسيقى وطلقات تحية من حرس الشرف، حملت أرملة "آبي" رماد
زوجها إلى المركز وكان في الاستقبال رئيس الوزراء"فوميو كيشيدا".
داخل القاعة وضعت صورة لـ"آبي"
يحاوطها شريط أسود تعلق فوق باقة كبيرة من الزهور، وعلى جدار آخر علقت مجموعة صور
له يظهر فيها مع قادة مجموعة السبع وأخرى يصافح فيها الأطفال وأثناء زياراته
للمناطق المنكوبة.
ومنذ الصباح الباكر تدفق الآلاف من اليابانيين
على مكان الجنازة للمشاركة بها والذي أجبر المنظمين على فتح أبواب القاعة قبل
الموعد بنصف ساعة.
شارك في الجنازة العديد من الضيوف الأجانب
ورؤساء الدول ومنهم نائبة الرئيس الأمريكي"كامالا هاريس" ورئيس المجلس
الأوروبي "شارل ميشال"، ورئيس الوزراء الهندي"ناريندرا مودي" ونظيره
الأسترالي"أنتوني ألبانيزي"، وكان الرئيس الفرنسي السابق"نيكولا
ساركوزي" ممثلاً لفرنسا، أما الصين نظراً لتدهور علاقتها مع اليابان اكتفت بإرسال
ممثل عنها بدلاً من مسؤول حكومي.
وسط هذا الحضور الوطني والدولي اللافت للنظر
لم يحضر إمبراطور اليابان"ناروهيتو" وزوجته لأنهما رمز سياسي محايد إلا أن
أفراد آخرين من العائلة الإمبراطورية قد شاركوا في المراسم.
وكما أظهر التليفزيون الياباني أن آلاف
الأشخاص قد وضعوا باقات الورود إضافة إلى الانحناء في صلاة صامتة أمام صورة"آبي"
بينما انتظر المزيد في صفوف طويلة.
وعلى الجانب الآخر توجد معارضة شديدة من عدة
أحزاب على تلك الجنازة التي تعد الحدث الأول من نوعها منذ عام 1967، وتلك المعارضة
بسبب أنها كلفت الدولة 11.5 مليون دولار في الوقت الذي يعاني فيه الشعب بسبب أزمات
اقتصادية.
شهدت منطقة بوسط طوكيو احتجاجات مع التلويح
بلافتات مكتوب عليها" لا للجنازة الرسمية"، ووفق ما ذكرت وسائل الإعلام
المحلية أن رجل حاول إحراق نفسه بالقرب من مكتب رئيس الوزراء الاسبوع الماضي.
وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 60%
تقريباً من اليابانيين يعارضون هذه المراسم التي حضرها آلاف الأشخاص بجانب المسؤولين
الأجانب.
وتعرض "آبي" لطلق ناري أثناء إلقاءه خطاب أمام تجمع انتخابي
في 8 يوليو الماضي مما أدى لإصابته بجروح خطيرة ثم تم نقله على الفور إلى المستشفى
وبعد ساعات أعلنت هيئة الإذاعة والتليفزيون اليابانية خبر وفاته عن عمر يناهز 67
عاما في مستشفى بمدينة كاشيهارا.
تفاصيل الحادث
كان "آبي" يلقي خطاب خارج محطة قطار
"نارا" الرئيسية قبل أن يسمع صوت إطلاق النار لتظهره اللقطات صريعًا،
وركض حراس الأمن تجاهه قبل أن يمسك بصدره وتملأ قميصه الدماء.
وبعد لحظات رصدت الكاميرات حراس الأمن أثناء قفزهم فوق رجل يرقد على رصيف ووجهه للأسفل وكان يحمل مسدس يدوي الصنع عبارة عن جهاز مزدوج الماسورة، وبعد وقت أكدت شرطة محافظة نارا اعتقال المشتبه فيه وهو "تيتسويا ياماغامي" البالغ من العمر 41 عاماً، وقال لعناصر الشرطة أنه كان يشعر بالاستياء تجاه "آبي" وينوي قتله.
والجدير بالذكر أن شخصية "آبي" طوال حياته كانت مثيرة للجدل، فقد تولى رئاسة الوزراء أول مرة عام 2006 حيث كان أصغر من تولى ذلك المنصب منذ الحرب العالمية الثانية لكن بعد عام ظهرت فضائح سياسية، وبسبب فقد السجلات الخاصة بمعاشات التقاعد غضب الناخبين واستقال"آبي" مبررًا ذلك بتدهور صحته، لكنه عاد للمنصب من جديد عام 2012 ثم استقال مرة أخرى عام 2020 لتدهور صحته ثانية، ليكون بذلك أكثر رئيس وزراء ياباني يبقى في المنصب.