أوروبا بين تخريب خطوط الغاز وتبادل الاتهامات
قال متحدث باسم شركة "غازبورم"الروسية ان 800 مليون
متر مكعب من الغاز الطبيعي تسربت بعد ألانفجارات التي حدثت في خطي نورد ستريم
كما أشار المتحدث الى أن كمية الغاز المسربة تعادل ثلاثة
اشهر من الامدادات إلى الدنمارك.
وتوقف الغاز عن التسرب من خط
أنابيب "نورد ستريم2" تحت بحر البلطيق بعد حدوث توازن ضغط بين الغاز
والمياه، وفق ما قاله المتحدث باسم الشركة المشغلة أولريش ليسيك، وبحسب تقرير دنماركي سويدي صدر الجمعة
إلى أن التسربات نتجت من انفجارات تحت الماء تعادل في نطاقها استعمال مئات
الكيلوغرامات من المتفجرات.
هل ستقطع روسيا الامدادات عن
أوروبا نهائيًا ؟
وبعد الانفجارات العديدة التي
حدثت روسيا تقطع امدادات الغاز عن إيطاليا إعتبارًا من السبت وأعلنت
"غازبورم" أنها غير قادرة على توفير كميات الغاز المطلوبة،مشيرة إلى
أنها لا يمكنها توريد الغاز عبر النمسا ومن المتوقع قطع الغاز نهائيا عن أوروبا
بالكامل .
تخريب" نورد ستريم"
واتهامات متبادلة
قال الرئيس فلاديمير بوتين إن
التخريب الغير المسبوق لنورد ستريم هو عمل من أعمال الإرهاب الدولي واتهم بشكل غير
مباشر الولايات المتحدة بالإضافة إلى إعلان الإتحاد الأوروبي أن الأضرار التي حدثت
بخطوط الغاز ناتجة عن تخريب،والجدير بالذكر ان خطي نورد ستريم لم يكونا قيد
التشغيل وقت اكتشاف التصدعات إلا أنهما كانا يحتويان على غاز.
النفط سلاح ذو حدين
بالإضافة إلى أهمية النفط العالمية
فقد يُستخدم كسلاح حاد للضغط على بعض الدول ويكون كإستراتيجية فعالة لصالح روسيا
وخاصة في أيام الحرب هذه ، إعتبر المستشار السابق لأمن الطاقة الأوروبي في وزارة
الخارجية الإمريكية الأمريكية الدكتور بنيامين شميت أن روسيا تستهدف أمرين الأول هو
استغلال الوضع لقلب لقلب الواقع لصالح كسر العقوبات خصوصًا على شركاتها بداعي
إعادة إصلاح الأعطال التي لحقطت بخطوط الغاز أما الثاني فيتعلق بالضغط على الاتحاد
الأوروبي ليدفع أوكرانيا إلى فرض نوع من وقف إطلاق النار للحفاظ على سلامة هذه
الأنابيب التي تدور حولها الحرب منذ ستة أشهر.
ما سبب
الأهمية البالغة لخط أنابيب الغاز الروسي ؟
يمتد خط
أنابيب نورد ستريم على عمق 1200 كيلو متر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب
من مدينة سان بطرسبرغ ألى شمال شرق ألمانيا وقد افتتح منذ عشر سنوات ويمكنه نقل
170 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا كحد أقصى إلى ألمانيا.
من المتضرر؟
لطالما كانت أوروبا وخاصة ألمانيا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي لتلبية إحتياجاتها من الطاقة ، وعندما أعلنت روسيا عزمها تقليص الامدادات في يوليو الماضي ارتفع خلال يوم واحد سعر الجملة للغاز في أوروبا بنسبة 10 %
وباتت
أسعار الغاز الأن أعلى بنحو 450 %مما كانت عليه في مثل هذا الوقت العام الماضي.
وقالت كارول نخلة الرئيسة
التنفيذية لشركة كريستول إنيرجي للتحليل الاقتصادي، قبل إعلان غازبروم الأخير:
"السوق محدودة للغاية في الوقت الحالي لدرجة أن أي انقطاع في الإمدادات قد يؤدي
إلى أي إنقطاع في الامدادات.
رد الفعل الأوروبي
اتهم الرئيس الأوكراني زلينيسكي روسيا
بأنها تدمر الحياة الطبيعية في أوروبا
وتضيف: "إنها تحاول إظهار أنها لا تزال قوة
عظمى في مجال الطاقة، ويمكنها الرد بقوة على العقوبات التي فرضتها عليها
أوروبا".
قبل غزو روسيا لأوكرانيا، كانت ألمانيا تحصل على 55 في المئة من احتياجاتها من الغاز من روسيا،
وقد تمكنت من خفض هذه النسبة إلى 35
في المئة وتعهدت بإيقاف الواردات الروسية من الغاز بشكل كامل.
وفي إطار سعيها إلى وقف الاعتماد على الغاز
الروسي، حاولت برلين الحصول على إمدادات بديلة من الغاز من كل من النرويج وهولندا.
وتحاول إيطاليا وإسبانيا بدورهما استيراد المزيد
من الغاز من الجزائر للتعويض عن نقص الغاز الروسي.
تقول دوريان: "بات كل بلد يتصرف بشكل
منفرد، الجميع يتخذون خطواتهم الخاصة لحل مشاكل النقص في الطاقة، ويعملون على عقد
الصفقات الفردية الخاصة بهم".
تقول السيدة نخلة: "في ألمانيا يشتري الناس
مواقد الحطب ويركبون ألواح الطاقة الشمسية..الجميع يحاول اتخاذ إجراءات خاصة
لتقليل استخدامهم للغاز".
وتضيف "لا ينبغي أن نقلل من شأن مدى جدية
الناس في التعامل مع احتمال نقص إمدادات الغاز".