رحلة بلا عودة .. كيف انتهت مأساة صيادي الصقور التائهين في صحراء مطروح؟
الإثنين 03/أكتوبر/2022 - 02:25 م
فاطمة قمر الدولة
طباعة
ليست قصة في فيلم سينمائي، أو رواية تحكى للقراء، بل واقع حقيقي ومأساوي عاشه 3 أفراد بينهم طفل، من عائلة آل مطير من مدينة مطروح، الذين خرجوا لكسب رزقهم في رحلة صيد الصقور في صحراء مطروح، ولكن يشاء القدر أن يصبحوا تائهين في وسط الصحراء، وتحولت رحلتهم من رحلة لصيد الصقور إلى مأساة موتهم بسبب الجوع و العطش.
انقطاع الاتصال..بداية المأساة
وتعتبر رحلة صيد الصقور، عادة قديمة يمارسها بدو و أهالي صحراء محافظة مطروح، ولكن هذه المرة انتهت بفاجعة غير متوقعة، راح ضحيتها ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة، حيث خرجوا للصيد بسيارتهم منذ 7 أيام، وانقطعت الاتصالات بينهم وبين أسرتهم، ومنذ ذلك الحين لم يعلم أحد عنهم شيء.
وكانت البداية عندما قرر رمضان بوحتيته أبو مطير وابنه الطفل شاهين، وشقيقه مساعد أبو مطير، خوض مغامرة الصيد و التي تعتبر وسيلة رزق لهم، وقاموا بإبلاغ أسرتهم بأن الرحلة تستغرق ٣ أيام، ولكن بعد مرور المدة، سيطر الخوف على قلوب الأسرة، حيث ضل الصيادين طريقهم في الصحراء، ونفذ وقود سيارتهم.
مشاركة الأهالي في البحث
وبدأت القبائل البدوية في مطروح، بالقيام بعمليات بحث عنهم في داخل الصحراء، إذ شارك في عمليات البحث أكثر من 100 سيارة دفع رباعي، في محاولة للبحث وانقاذهم من الموت، واستمر البحث لمدة 3 أيام على التوالي، آملين أن يكونوا على قيد الحياة.
وفي أخر أيام البحث، تمكنوا من تحديد موقع المفقودين من خلال تقصي الأثر، وتم العثور على جثامين صيادي الصقور، الشقيقان و معهم جثمان الطفل، بعد الوصول إلى سيارتهم في وسط الصحراء، ولكن كانت جثث الضحايا في مكان بعيد على بعد أكثر من 2 كيلو من السيارة، وكانت سبب وفاتهم الجوع و العطش و شمس الصحراء الحارقة، ونفاذ مؤن الطعام و الشراب معهم.
العثور على جثث المفقودين
وفي مشهد تدمع له العيون، وعقب مزيد من البحث وتقصي الأثر، وجدوا الطفل شاهين مدفون وعليه علامة على قبره، ومع البحث المستمر وجدوا جثامين الشقيقين.
وخيمت حالة من الحزن علي أهالي محافظة مطروح، بسبب هذا الحادث المأساوي، والمعاناة التي شعر بها الضحايا قبل موتهم، من عطش وجوع وتيه في الصحراء، وخوف من المجهول.
ونعى أهالي مطروح اسر وذوي الضحايا، ويعد هذا الحادث، بمثابة دليل على وحدة بدو وقبائل مطروح، بسبب مشاركة العديد من الأشخاص في البحث، إذ شارك نحو أكثر من 500 فرد، وعمليات البحث والتقصي التي شملت أكثر من 150 سيارة دفع رباعي، بعدما انقطعت اتصالات المفقودين.