في ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يلى ذكرى حرب السادس من أكتوبر اجتمعت الهويات التي يمتلكها الشعب المصري في وقت واحد، فالشعب المصري قوميا عربي، ودينيا إسلامي، ويمتلك الهوية الوطنية وهي الهوية المصرية والإفريقية أيضا كهوية إقليمية في آن واحد، فهو قوي العقيدة، شديد الإنتماء، أسمر اللون، عربي في الاتحاد، ذو كلمة موحدة وصوت واثق.

احتفالات السادس من أكتوبر تتزين بالأغاني الوطنية

في ذكرى السادس من أكتوبر تحتفل البلاد بالنصر المحقق بالأغاني الوطنية القديمة، فزمن "عبد الحليم حافظ" بأغانيه يعاد ببهجة النصر وحماسة الحرب، تتولى وسائل الإعلام نشر الخطابات و المقاطع المصورة للحرب وتعيد نشرها خلال اليوم بل والأسبوع كاملا.

وتقوم الدولة بتقديم عفو رئاسي في هذا اليوم عن بعض السجناء تقديرا لهذا اليوم، فتمنح الحرية بعد طول انتظار لبعض السجناء، و تقرر الدولة دائما أخذ هذا اليوم إجازة رسمية لكل المؤسسات الحكومية والخاصة احتفاءً باليوم.

العفو الرئاسي هدية الدولة في ذكرى النصر المجيد

يصدر قرار العفو الرئاسي على من ليس له عقوبة سياسية، فيصدر العفو بذكرى السادس من أكتوبر على المحكوم عليهم بالسجن المؤبد لكن قضوا 15 سنة منه بالفعل،كما يوضع المفرج عنه تحت مراقبة الشرطة ل5 سنوات بعد الافراج عنه حتى التأكد من حسن سيره وسلوكه.

ويتم الافراج عن المحكوم عليهم بعقوبة سالبة للحرية بشرط قضاء ثلثها قبل السادس من أكتوبرمن عام الافراج بشرط  ألا تزيد مدة العقوبة عن المقرر عنه في إجراءات العفو الرئاسي، ولا يوضع المفرج عنه في هذه الحالة تحت مراقبة الشرطة شرط ألا تقل مدة العقوبة الأصلية عن 4 أشهر، و تقوم الجريدة الرسمية للدولة بنشر أسماء الحاصلين على العفو الرئاسي، بعد موافقة مجلس الوزراء برئاسة الدكتور" مصطفى مدبولي".

احتفالات المولد النبوي الشريف

أما عن المولد النبوي فيحيي التسابيح و العادات الدينية المفقودة وسط زحام الحياة، ليزين اللوحة الجميلة بعروسة المولد و الملبن والسمسمية التي ينتظرها أطفال مصر من العام للعام.

تتميز أجواء المولد النبوي من العام للعام بالتزاور بين الأهل والأقارب، و بصلة الرحم عن طريق التهنئة بالمولد النبوي الشريف، كما تجني متاجر الحلويات مكاسب كبيرة من بيع حلويات المولد.

تختلف مظاهر الاحتفال من جيل لآخر ومن محافظة لأخرى، ففي بعض المدن تتزين السماء بالألعاب النارية، وفي مدن أخرى بجلسات الذكر، وفي مناطق أخرى بالموالد والغناء الصوفي، لكن يجتمع الجميع على الفرحة، رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم وأشرف الخلق فبمولده نحتفي، وبالصلاة عليه نبتهل، وبحبه نجتمع.

الشعب المصري غني بأمته ووطنيته ودينه وقارته، الشعب المصري لا يقهر تماما كما فعل في حرب السادس من أكتوبر، تماما كما قيل عنه أن فيه خير أجناد الأرض، فهو ثري بلغته العربية، بليغ بقرآنه، السلام على مصر..السلام.