فصول السنة وعلاقتها بالحالة النفسية للإنسان.. وهم أم حقيقة؟
يصاب بعض منا باضطرابات في المزاج والحالة النفسية مع تغير فصول السنة، يجهل معظمنا السبب أو يسنده إلى ضغوط العمل والهرمونات المختلفة أو أحيانا إلى اختلاف ساعات النوم وكمية تعرض الجسم لضوء الشمس أو حرمانه منه، كلها أسباب منطقية لكنها عوامل مساعدة بجانب الاصابة بالاضطراب العاطفي الموسمي، يصيب هذا الاضطراب الأشخاص فوق العشرين عاما، وقد يؤثر على جودة حياتهم بشكل قوي، مما يتسبب في الكثير والكثير من العوائق اليومية.
الاضطراب العاطفي الموسمي
الاضطراب العاطفي
الموسمي هو اضطراب يصيب الفرد بين تغير الفصول أو أثناء فصل الشتاء، وهو نوع من
انواع الاكتئاب المرتبط بالتغيرات الموسمية، وتظهر الأعراض مشابهة للاكتئاب كثيرا
فمنها، الشعور بالحزن أغلب الأيام مما يليه فقد الشغف والقدرة على عمل الأعمال
اليومة والأعمال الحياتية التي كانت تتسبب في استمتاع للفرد، شعور الفرد بالكسل و
الخمول وفقد النشاط والشهية والوزن أحيانا، بالإضافة إلى ضعف التركيز.
وحسب الاحصائيات الرسمية فإن الاضطراب العاطفي الموسمي يؤثر على نحو 10 ملايين مواطن أمريكي فقط، أي أن 20 % من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يصابون به، ويرجح أن سببه الأساسي له غير معلوم لكن يوجد عوامل مساعدة على تشكل الاضطراب وظهوره كاختلاف عدد ساعات الليل والنهار، حدوث تغيرات في الطقس، غياب ووجود الشمس خلال اليوم.
الساعة البيولوجية و الهرمونات في الجسم
تختلف طريقة عمل الساعة البيولوجية وهو ما يؤثر على الأحوال العامة للفرد، بالإضافة إلى إفراز هرمون الأندروفين في الدماغ، و توازن مستويات هرمون الميلاتونين و السيروتونين المسؤولين عن تحسن المزاج اليومي، فمثلا يعتبر التعرض لأشعة الشمس محفز طبيعي لإفراز السيروتونين الذي يعمل بشكل مباشر على تهيئة الجسم نفسيا للهدوء والتركيز.
أما مع الليل وانخفاض
وهج الإضاءة الطبيعية ينخفض السيوتونين، مما يسبب الاكتئاب، لكن في المقابل يرتفع
هرمون الميلاتونين الذي يساعد على الإسترخاء والنوم، ويساعد تغير الفصول واختلاف
طول عدد ساعات الليل والنهار على عدم توازن مستويات هرمون الميلاتونين مما يتسبب
في الأرق وتغير المزاج.
طرق علاج الاضطراب العاطفي الموسمي
يمكن للإنسان تثبيت
مجموعة من العادات الصحية اليومية للتغلب على هذا الاضطراب، الخروج من المنزل
والتنزه في الحدائق وممارسة رياضة المشي صباحا يساعد على تحسين الحالة العامة، التعرض
لضوء الشمس بالدرجة المعقولة يساعد أيضا على تعديل المزاج العام، ممارسة الرياضة
عامل أساسي في التعايش مع الاضطراب العاطفي الموسمي.
ممارسة الرياضة مفتاح التحسن
لا يرغب معظم الناس في
ممارسة الرياضة عند الشعور بالاكتئاب والإرهاق النفسي والبدني، لكن على العكس من
ذلك تنتج عن ممارسة الرياضة نتائج مذهلة في معالجة مثل هذه الاضطرابات، يفرز الجسم
مع ممارسة الرياضة وهرمونات ومواد كيميائية كالإندروفين وهو مسؤول عن إشعار الفرد
بالنشوة والإيجابية، ولأنها مواد طبيعية غير مصنعة يفرزها الجسم من تلقاء نفسه فلا
تسبب اي نوع من أنواع الإدمان، يؤدي للحيوية والراحة النفسية.