في ذكرى ميلاده.. من هو رفاعة الطهطاوي؟
السبت 15/أكتوبر/2022 - 06:23 م
حبيبة الحاكم
طباعة
رائد حركة التنوير المصرية "رفاعة الطهطاوي"
ولد "رفاعة الطهطاوي" عام (1801م/1216 هجري)، بمحافظة سوهاج بصعيد مصر، وسمي بذلك نسبة لبلده "طهطا"
يُعَدُّ رفاعة الطهطاوي، من أركان النهضة العلمية في مصر في العصر الحديث، و تميّز برؤية تنويرية واضحة، ووعي ناضج بالرغبة في انتشال مصر من الفقر والإنهيار.
نبذة تعريفية
تلقى الطهطاوي تعليمه الابتدائي في بلدته "طهطا"، ثم رحل إلى القاهرة، و التحق بالأزهر الشريف سنة 1817م، وتتلمذ على يد الشيخ العالم "حسن العطار" شيخ الأزهر آنذاك، و بعد أن تخرّج من الأزهر سنة 1821، وكان عمره 21 سنة، درَّس في الأزهر سنتين وبعد ذلك انتقل إلى وظيفة إمام واعظ في الجيش المصري، وبعدها قرر "محمد علي" إرسال بعثة كبيرة إلى فرنسا للتخصص في مجموعة من العلوم التقنية العصرية، و رشَّح شيخ الأزهر "حسن العطار" الطالبَ النابغةَ "رفاعة الطهطاوي" ليرافق البعثة إمامًا واعظًا لها في مدينة باريس، وهناك تعلم اللغة الفرنسية، وتفوَّق في تحصيلها، وأجادها قراءة ونطقًا واطلاعًا على أدب كبار الكتَّاب الفرنسيين، وأضاف إلى قراءاته دراسة ما كتبه رجال القانون الفرنسي، وبعدها أدَّى رفاعة امتحان الترجمة، وقدَّم مخطوطة كتابه الذي نال بعد ذلك شهرة واسعة "تخليص الإبريز في تلخيص باريز".
العودة إلى مصر
وبعدما عاد رفاعة إلى مصر افتتح سنة 1251هـ / 1835م مدرسة الترجمة، التي أصبحت فيما بعد مدرسة "الألسن" التي كانت مشعلًا للعلم، و منارة المعرفة، وعُيـِّن مديرًا لها إلى جانب عمله مدرسًا بها، كما وضع الطهطاوي الأساس لحركة النهضة، لكن تم إغلاق المدرسة في عهد الخديوي "عباس" الأول وذلك في سنة 1265هـ /1849م، وأوقف أعمال الترجمة، وقصر توزيع الوقائع على كبار رجال الدولة من الأتراك، وأصبح عائق تجاه أفكاره وطموحاته، كما أمر الخديوي عباس بإرسال رفاعة إلى السودان بحجة توليه نظارة مدرسة هناك.
العودة من جديد
وبعد وفاة عباس الأول سنة 1270 هـ/1854م عاد الطهطاوي إلى القاهرة، وأسندت إليه في عهد الوالي الجديد «سعيد باشا» عدة مناصب تربوية، فتولى نظارة المدرسة الحربية التي أنشأها سعيد لتخريج ضباط أركان حرب الجيش سنة (1277هـ/1856م)، وقد عنى بها الطهطاوي عناية خاصة، وجعل دراسة اللغة العربية بها إجبارية على جميع الطلبة، وأعطى لهم حرية اختيار أجدى اللغتين الشرقيتين: التركية أو الفارسية، وإحدى اللغات الأوربية: الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، ثم أنشأ بها فرقة خاصة لدراسة المحاسبة، وقلمًا للترجمة برئاسة تلميذه وكاتب سيرته "صالح مجدي"، وأصبحت المدرسة الحربية قريبة الشبه بما كانت عليه مدرسة الألسن.
انجازات الطهطاوي
-نجح الطهطاوي في إقناع الحكومة بطبع عدة كتب من عيون التراث العربي على نفقتها، مثل تفسير القرآن للفخر الرازي المعروف "بمفاتيح الغيب".
- أصدر مجلة روضة المدارس سنة (1287هـ / 1870م) و جعل منها منارة لتعليم الأمة ونشر الثقافة بين أبنائها، فقد نظمها أقسامًا، وجعل على رأس كل قسم واحدًا من كبار العلماء من أمثال "عبدالله فكري" و "إسماعيل الفلكي".
- ألَّف العديد من الكتب في التاريخ: "أَنْوارُ تَوْفِيقِ الجَلِيل فِى أَخْبَارِ مِصْرَ وتَوْثِيقِ بَنىِ إِسْمَاعِيل".
وفي التربية والتعليم والتنشئة : "مَبَاهِجُ الأَلْبَابِ المِصْرِيَّةِ فِى مَنَاهِج الآدَابِ العَصْرِيَّةِ" "المُرْشِدُ الأَمِينِ للبَنَاتِ والبنَينِ".
وفي السيرة النبوية : "نِهَايَةُ الإِيجَازِ فِى تَارِيخِ سَاكِنِ الحِجَازِ"، بالإضافة إلى الكتب الذي ترجمها والتي أشرف على ترجمتها.
-كان له الفضل في إنشاء مدرسة للمترجمين عرفت بمدرسة "الألسن"، (1251هـ / 1835م)، وتولى الطهطاوي نظارتها.
-ومن أبرز الأعمال التي قام بها رفاعة في عهد الخديوي إسماعيل نظارته لقلم الترجمة الذي أنشئ سنة (1280هـ /1863م) لترجمة القوانين الفرنسية.
-وأنشأ مكاتب محو الأمية لنشر العلم بين الناس وعاود عمله في الترجمة (المعاصرة) ودفع مطبعة بولاق لنشر أمهات كتب التراث العربي.
وفاته
توفى العالم الجليل رفاعة الطهطاوي سنة 1290 هـ/1873م. عن عمر ناهز الإثنتين وسبعين عام.