الهيدروجين الأخضر يقود مسيرة سلطنة عمان نحو العالمية
الإثنين 24/أكتوبر/2022 - 05:37 م
فاطمة بدوي
طباعة
أطلقت سلطنة عمان، فرصًا جديدة وحوافز للاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، وذلك ضمن مساعيها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأعلنت وزارة الطاقة والمعادن العمانية، في مؤتمر صحفي ، إطلاق فرص الاستثمار الجديدة، بجانب التدشين الرسمي لشركة هيدروجين عمان، بالإضافة إلى تفاصيل موعد تحقيق الحياد الكربوني، وإنشاء مركز عمان للاستدامة، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي هذه الخطوة من جانب سلطنة عمان، لتعزيز وتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر والاستثمار فيها، بهدف مواكبة التحولات والتغيرات العالمية باتجاه الحدّ من الانبعاثات الكربونية ومكافحة تغير المناخ، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
الحياد الكربوني في سلطنة عمان
قال وزير الطاقة والمعادن المهندس سالم بن ناصر العوفي، إن توجّه سلطنة عمان والسلطان هيثم بن طارق إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وإنشاء مركز عمان للاستدامة، جاء بناءً على مخرجات مختبر إدارة الكربون.
ويرى العوفي أن هذا التوجه إيجابي ومهم لتحقيق الحياد الكربوني، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل، وإيجاد فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وتحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحدّ من تداعيات تغير المناخ، والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة لتحقيق الاستدامة وبناء اقتصاد المعرفة، وتنويع مصادر الطاقة.
وأضاف: "سيتكفل مركز عمان للاستدامة بضمان تنفيذ مخرجات الخطة الوطنية للحياد الكربوني لسلطنة عمان، ومتابعة الأنشطة المختلفة وتحقيق النسب المستهدفة للحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة، وسيواصل تطوير الفرص في كل القطاعات لتفعيل الخطة التنفيذية ومتابعتها مع المتغيرات على الساحة الدولية أو المحلية التي قد تطرأ خلال مدة التنفيذ".
وتابع: "اتخذنا خطوات مهمة لتسريع إجراءات تنظيم قطاع الهيدروجين الأخضر، ووضع الأطر القانونية والسياسات اللازمة لنموه، وتخصيص المواقع المناسبة لإنتاجه، لجذب الاستثمارات وتوطين هذه التقنية وإعداد الدراسات اللازمة لها، لمواكبة التحولات العالمية للحدّ من انبعاثات الكربون".
وأوضح الوزير العماني أن بلاده تطلق الفرص والحوافز الموجهة للاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر، لأن خططها الطموحة تستهدف إنتاج مليون طن من هذا الوقود المستقبلي المهم، بحلول عام 2030، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولفت إلى سعي بلاده لتكون مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، لما تمتلكه من مقومات رئيسة لإنتاجه، تتمثل في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأراضي الواسعة والكوادر البشرية، بالإضافة إلى أن خبرة سلطنة عمان في إنتاج وتصدير الطاقة، بجانب موقعها وطرق التجارة العالمية، يسهمان في ريادتها بهذا المجال.
حماية الموارد بسلطنة عمان
بدورها، قالت رئيسة دعم أولوية الطاقة والبيئة والموارد الطبيعية في وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، المهندسة فايزة بنت محمد الحارثي، إن الرؤية تتمثل في تأسيس منظومة متوازنة وفعالة ومرنة لحماية موارد سلطنة عمان الطبيعية واستدامتها لدعم الاقتصاد الوطني.
وأضافت أن هذا الهدف سيتحقق من خلال تحديد الأهداف وآلية القياس ومنهجية متابعة المبادرات والمشروعات التي تساعد على الوصول لمرحلة الحياد الكربوني، لا سيما أن مبادرات الاستدامة الطموحة الجديدة تأتي قبل أسابيع من انعقاد مؤتمر المناخ كوب 27 في مصر، والذي تشارك فيه سلطنة عمان.
وأوضح مدير عام الطاقة المتجددة والهيدروجين المهندس عبدالعزيز بن سعيد الشيذاني، إن سلطنة عمان تستهدف ريادة إنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، إذ عملت وزارة الطاقة والمعادن خلال الأشهر القليلة الماضية على تطوير إستراتيجية طموحة للهيدروجين.
كما وضعت الدولة هيكل قطاع الهيدروجين الأخضر، ليوفر تطوير اقتصاد الهيدروجين فرصة إستراتيجية للشركات العمانية والدولية للتعاون والمشاركة في دعم أمن الطاقة على المستوى المحلي والعالمي، وتحقيق التنويع الاقتصادي، وفوق كل ذلك التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ.
شركة هايدروم الجديدة
أعلنت سلطنة عمان، اليوم، تأسيس شركة "هايدروم"، وهي شركة مستقلة ومملوكة بالكامل لشركة تنمية طاقة عمان، وتخضع لإشراف وتنظيم وزارة الطاقة والمعادن، لقيادة إستراتيجية الهيدروجين الأخضر الطموحة.
وتشمل مهام الشركة تحديد ورسم مساحات الأراضي المملوكة للحكومة، التي ستُخَصَّص لمشروعات الهيدروجين الأخضر، وهيكلة المشروعات الكبرى المرتبطة بها، وإدارة عملية تخصيصها للمطورين، بجانب تسهيل تطوير البنية الأساسية المشتركة والصناعات والمراكز الخاصة بها، بالتعاون مع الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة.
ومن المقرر أن تطلق شركة هايدروم، بتاريخ 6 نوفمبر المقبل أول جولة عطاءات عامة تهدف لتخصيص الدفعة الأولى من الأراضي المخصصة لمشروعات الهيدروجين الأخضر في عام 2023، لبدء الإنتاج في عام 2030.