جامع الزيتونة المعمور.. منارة فكر تحتضن تراثا إنسانيا
الأحد 14/أغسطس/2016 - 05:43 م
لن يجد الزائر صعوبة في الوصول لجامع الزيتونة، فهو يزين القصبة بالعاصمة التونسية، بتاريخه العريق الممتد منذ قرون، وتأثيره الباقي على العالمين العربي والإسلامي.
هذا الجامع الشامخ الذي يعد ثاني أقدم المساجد في تونس بعد مسجد عقبة بن نافع في القيروان منارة العلم والثقافة التي لا تخفى على أحد، تخرج فيها عدد كبير من العلماء ساهموا في نشر الإسلام الصحيح والوسطية بالمغرب العربي.
قبل الوصول للجامع العتيق ومن كل الطرقات التي تؤدي إليه يوجد السوق القديم، لا يوجد موضع لقدم إلا وتوجد المنتجات التراثية والفلكلورية في محال تكاد تتشابك من فرط الزحام، وتتنوع فيها المنتجات خاصة اليدوية.
السوق أصبح المقصد الأول لشراء المنتجات ذات الجودة العالية والمتقنة، كما أصبح الملاذ وسر بقاء المهن الحرفية شديدة الدقة التي تتوارثها الأجيال، في ظل حماية "جامع الزيتونة" الذي بات يحتضن تراثا إنسانيا بمحيط أرجائه العتيقة.
وفي صحن جامع الزيتونة الذي يرجع تأسيسه في 698 (79 هـ) أثناء الفتح الإسلامي بأمر من حسان بن النعمان وأتمه عبيد الله بن الحبحاب في 732 ويقع على مساحة 000 5 متر مربع ولديه تسعة أبواب وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمودا، يوجد بصفة مستمرة العلماء وطلاب العلم والزائرين، فهو مازال يحتفظ بعبق التاريخ الإسلامي والأحداث التاريخية، ورغم التحديثات والترميمات التى شملت الجامع طوال تاريخه، إلا أنه احتفظ ببناينه القديم.. ليحتفظ برونقه وقيمته الإنسانية والتاريخية والدينية.
كان لوجود شجرة زيتون في وسط الأرض التي بني عليها الجامع، الفضل في إطلاق اسم الزيتونة، ومنذ إنشاء الجامع شهد عمليات ترميم وتبديل عبر مختلف السلالات الحاكمة التي مرت على تونس، ففي سنة 990، أمر الأمير الزيري المنصور بن بلكين بن زيري بإنشاء قبة البهو، كما زود أبو عبد الله محمد المستنصر المسجد بخزانات مائية ضخمة في 1250، وإنشاء مكتبة قام بتمويلها السلطان العثماني مراد الثاني في 1450، وغيرها من عمليات الترميم والتوسعة.
وجامع الزيتونة يضم فناءً خماسيا، وقبة الصحن الموجودة في مدخل قاعة الصلاة، تتكون من زخارف من حجر المغرة والطابوق الأحمر، والمحارب الموجودة في المسجد ترجع للطراز الفاطمي، وقاعة الصلاة المعمدة ذات الشكل المربع (56 متر * 24 متر)، تغطي مساحة 344 1 متر مربع، بينما حوالي 160 عمودا يحددوا حدود 15 فناءً و6 أروقة.
ولم يكتف الجامع فقط بتاريخه المعماري بل ساهم في تخريج العلماء والمفكرين، وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية أشاعت روحا علمية ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا، ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي بن زياد مؤسسها، وأسد بن الفرات، والإمام سحنون صاحب المدونة التي رتبت المذهب المالكي، والفقيه المفسر والمحدث ابن عرفة التونسي صاحب المصنفات العديدة، وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، وأبو الحسن الشاذلي، وإبراهيم الرياحي، وسالم بوحاجب، ومحمد النخلي، ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر.
إنه الجامع العتيق، الذي يحترمه ويجله العالمين العربي والإسلامي والذي تخطى كونه "مسجدًا" إلى كونه "جامعًا" يجمع كافة العلوم والمدارس الفكرية.. ومن بين جنباته تخرج علماء رفعوا مشعل الحضارة.
هذا الجامع الشامخ الذي يعد ثاني أقدم المساجد في تونس بعد مسجد عقبة بن نافع في القيروان منارة العلم والثقافة التي لا تخفى على أحد، تخرج فيها عدد كبير من العلماء ساهموا في نشر الإسلام الصحيح والوسطية بالمغرب العربي.
قبل الوصول للجامع العتيق ومن كل الطرقات التي تؤدي إليه يوجد السوق القديم، لا يوجد موضع لقدم إلا وتوجد المنتجات التراثية والفلكلورية في محال تكاد تتشابك من فرط الزحام، وتتنوع فيها المنتجات خاصة اليدوية.
السوق أصبح المقصد الأول لشراء المنتجات ذات الجودة العالية والمتقنة، كما أصبح الملاذ وسر بقاء المهن الحرفية شديدة الدقة التي تتوارثها الأجيال، في ظل حماية "جامع الزيتونة" الذي بات يحتضن تراثا إنسانيا بمحيط أرجائه العتيقة.
وفي صحن جامع الزيتونة الذي يرجع تأسيسه في 698 (79 هـ) أثناء الفتح الإسلامي بأمر من حسان بن النعمان وأتمه عبيد الله بن الحبحاب في 732 ويقع على مساحة 000 5 متر مربع ولديه تسعة أبواب وقاعته الداخلية تتكون من 184 عمودا، يوجد بصفة مستمرة العلماء وطلاب العلم والزائرين، فهو مازال يحتفظ بعبق التاريخ الإسلامي والأحداث التاريخية، ورغم التحديثات والترميمات التى شملت الجامع طوال تاريخه، إلا أنه احتفظ ببناينه القديم.. ليحتفظ برونقه وقيمته الإنسانية والتاريخية والدينية.
كان لوجود شجرة زيتون في وسط الأرض التي بني عليها الجامع، الفضل في إطلاق اسم الزيتونة، ومنذ إنشاء الجامع شهد عمليات ترميم وتبديل عبر مختلف السلالات الحاكمة التي مرت على تونس، ففي سنة 990، أمر الأمير الزيري المنصور بن بلكين بن زيري بإنشاء قبة البهو، كما زود أبو عبد الله محمد المستنصر المسجد بخزانات مائية ضخمة في 1250، وإنشاء مكتبة قام بتمويلها السلطان العثماني مراد الثاني في 1450، وغيرها من عمليات الترميم والتوسعة.
وجامع الزيتونة يضم فناءً خماسيا، وقبة الصحن الموجودة في مدخل قاعة الصلاة، تتكون من زخارف من حجر المغرة والطابوق الأحمر، والمحارب الموجودة في المسجد ترجع للطراز الفاطمي، وقاعة الصلاة المعمدة ذات الشكل المربع (56 متر * 24 متر)، تغطي مساحة 344 1 متر مربع، بينما حوالي 160 عمودا يحددوا حدود 15 فناءً و6 أروقة.
ولم يكتف الجامع فقط بتاريخه المعماري بل ساهم في تخريج العلماء والمفكرين، وفي رحابه تأسست أول مدرسة فكرية أشاعت روحا علمية ومنهجا حديثا في تتبع المسائل نقدا وتمحيصا، ومن أبرز رموز هذه المدرسة علي بن زياد مؤسسها، وأسد بن الفرات، والإمام سحنون صاحب المدونة التي رتبت المذهب المالكي، والفقيه المفسر والمحدث ابن عرفة التونسي صاحب المصنفات العديدة، وابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع، وأبو الحسن الشاذلي، وإبراهيم الرياحي، وسالم بوحاجب، ومحمد النخلي، ومحمد الطاهر بن عاشور صاحب التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر.
إنه الجامع العتيق، الذي يحترمه ويجله العالمين العربي والإسلامي والذي تخطى كونه "مسجدًا" إلى كونه "جامعًا" يجمع كافة العلوم والمدارس الفكرية.. ومن بين جنباته تخرج علماء رفعوا مشعل الحضارة.