أخطأ البشر حين ظن إنه لم يشاركه احد في الشارع المصري غيره، فهناك مخلوقات نعلمها و نراها وآخرى لا نعلمها ولا نراها، فنحن الآن نتعايش مع ما يزيد عن ١٥ مليون كلب ضال، وعلى الرغم من أن عدد الكلاب الضالة فاق عدد التوازن البيئي لهم إلا أن البعض يرى أنهم مخلوقات لا حول لها ولا قوة فيكرمهم ببعض الطعام والماء، ويوفر لهم العلاجات اللازمة،وهذه فئة.
أما عن الفئة الثانية هم من يتعايشوا معهم بكف الأذى عنهم ويكتفوا بذلك، والفئة الأخيرة وهم كُثر، فمنهم من يعتدى علي الكلاب بالرجم بالحجارة، ومنهم من يربطهم بالحبال تسليًا للأطفال، ومنهم من يقوم بحبسهم، ومنهم من يستعرض قوته عليهم، مثلما حدث منذ عدة سنين حينما قام عدد من الشباب عديمي الرحمة بربط كلب في أحد الأعمدة وقاموا بضربه بالسكاكين حتى الموت، وقد حكم القضاء المصري في هذه القضية بما يستحقوا.
استراتيجية الدولة للقضاء علي السعار
فلا شك إن مع وجود هذا الكم الهائل من الكلاب الضالة، فمجموعة منهم يصابوا بمرض خطير وهو مرض السعار، ولهذا قررت الدولة المصرية العمل علي القضاء على هذا المرض الخطير.
وأطلقت الدولة المصرية استراتيجية وطنية طويلة المدى للتنمية المستدامة ٢٠٣٠ للقضاء على مرض السعار بحلول عام ٢٠٣٠، وذلك في إطار الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، والتخلص من الكلاب المسعورة من خلال الشكاوى المقدمة من بعض السكان للجهات المعنية.
كيفية تحقيق التوازن البيئي
ومن هنا قامت الحكومة بحملات "مقننة" تحت إشراف مديرية الطب البيطري لمكافحة إنتشار الكلاب الضالة من خلال القتل بالخرطوش أو إلقاء الطعام السام لهم، وهنا السؤال هل هذا التصرف الغير أدمي هو نهج للجهات المعنية، أم هو تصرف فردي من الأفراد المكلفين بالمهمة؟.
حيث صرح الدكتور "الحسيني محمد عوض" ان للوصول للتوازن البيئي المطلوب في أعداد كلاب شوارع؛ يجب أن نقلل أعدادهم حتى نصل إلى التعداد الطبيعي لهم وهو من ٤ الى ٦ ملايين كلب، وهذا العدد بعيد كل البعد عن الواقع الذي نعيشه.
و في حالة إنخفاض أعداد الكلاب عن المعدل الطبيعي لهم فسيؤدي هذا إلى خلل كبير في الهرم البيئي، فتظهر لنا حيوانات أخرى تختلف في طباعها وسلوكياتها وأمراضها عن الكلاب ويصعب التحكم فيها لعدم قدرتهم في التآلف مع البشر، بالإضافة إلى ظهور بعض الحشرات والزواحف الآخرى الأكثر ضررًا من الكلاب وصعب السيطره عليها.
فعند التفكير مليًا سنرى أنه علي الرغم من القتل الغير رحيم لكلاب الشوارع تزداد اعدادهم وهو عكس المتوقع ، وأيضًا زياده في شراستهم بسبب خوفهم من البشر، ولكن إذا أرادنا تحقيق التوازن البيئي الطبيعي فعلى مديريات الطب البيطري أن تلجأ إلى عمليات التعقيم وخصوصًا مع وجود عدد كبير من خريجي كليات الطب البيطري سنويًا وسهولة إجراء عمليات التعقيم وقله تكاليفها، حيث إن جراحة التعقيم للكلب الذكر لا تستغرق أكثر من ١٠ دقائق.
الشرع وقتل الحيوانات
صرح الدكتور "محمود شلبي" مدير إدارة الفتوى وأمين الفتوى بدار الإفتاء "أن الكلاب أُمة من الأمم لا يجوز قتلهم لإننا لم نؤمر بذلك".
وأوضح شيخ الأزهر الدكتور "أحمد الطيب" "أن الدين الإسلامي يُحرم قتل الحيوانات إلا في حالة الفائدة اللازمة، فالقتل هو بالشئ الغير إسلامي وغير إنساني وغير حضاري"، وتابع الطيب "أن ترى الحيوانات جثث هامدة أمامك فهذا غير جائز، دعك من حرام وحلال، فهذا حضاريًا لا يليق"
فالنبي محمد أمر بقتل الكلب العقور وهو المصاب بالسعار، فالتوازن مطلوب في كل أمور حياتنا ومن أهمها التوازن البيئي.