الكوكب يستغيث ونحن المنقذون... بدأنا مؤخرًا نفيق علي أخطار هائلة تواجهه كوكبنا، وتأثيرات مناخية عالمية لم يسبق لها مثيل، حتى أدركنا إننا الآن أمام أختيارين لا ثالث لهما، اما أن نقف مكاننا دون حراك مكتوفى الأيدى، أو نبدأ بالتكاتف والتغيير، فأننا في اللحظة الحاسمة، وعلينا أن نتخذ القرار، حتى لا ننهي بحياة كوكب الأرض مبكرًا ونحافظ على حق الأجيال القادمة فيه. 

فالتغيرات المناخية لم تؤثر فقط على درجات الحرارة، بل هي صاحبة تأثيرات وتغيّرات أبعد، فنحن الآن أمام خطر بدأ في التأثير على الكثير من جوانب الكوكب، حيث أن تغيير أنماط الطقس بدوره أن يهدد الإنتاج الغذائي، وأرتفاع منسوب البحار وبالتالي يؤدي إلى خطر الفيضانات الكارثية، والعديد من الكوارث التي سيصعب علينا مواجهتنا، ومنهُ لجأ الإتجاه العالمي إلى المحافظة على الكوكب والتقليل من الإنبعاثات المؤثرة على المناخ إلى النصف، وذلك بحلول عام 2030. 

ومن هنا ظهرت فكرة مؤتمر المناخ العالمي، وعمل قمة سنوية له تحضرها أكثر من 190 دولة، من أجل مواجهة التغيرات المناخية التي تهدد الحياة، واعادة النظر في هذه المشكلة ومحاولة معالجتها ومواجهتها.

استعدت مصر لتجهيزات مؤتمر المناخ العالمي cop27 المقيم بمدينة "شرم الشيخ" بشكل راقِ وحضاري ومتطور وحافظت الدولة فيه على البُعد البيئي، عُقدت الجلسة الأفتتاحية له في 6 من نوفمبر وسيستمر المؤتمر في الأنعقاد حتى 18 من نفس الشهر 2022، ويُذكر أن مصر هي الدولة الوحيدة في أفريقيا التي أقترحت أستضافة مؤتمر المناخ العالمي على أراضيها.

جُهزت مدينة شرم الشيخ بعدد من المشاريع القومية استعدادًا منها لأستقبال مؤتمر المناخ العالمي في دورته ال27، حيث أقامت 27 مشروعًا مختلفًا، ومن أهمهم... أنشاء محطات شحن سريع للسيارات الكهربائية للزوار، ومنتزه سنترال بارك، ومجمع بنوك، وثلاث محطات للطاقة الشمسية، ومول تجاري وتشغيل مشروع التاكسي الذكي الذي يتضمن الدفع الإلكتروني ومؤمن بالكاميرات، مشفى ميدانية مجهزة لذوى الهمم، ودخلت الروبوتات من ضمن المشاريع المُعدة للتجهيزات، حيث تعمل في مجال التمريض ونقل عينات التحاليل، وغيرهم من المشارع التي تخدم المنطقة والمؤتمر وزائرينه.

ضمت التجهيرات في مدينة شرم الشيخ  أفتتاح ركن خاص، سُمي بـ "القرية البدوية" تم أفتتاحه من قِبل اللواء "خالد فودة" محافظ جنوب سيناء، في حضور اللواء "محمود عيسى" مفوض المحافظ للتخطيط والتنفيذ والمتابعة، وممثلي وزارة البيئة، وقيادات تنفيذية بالمحافظة، وعددًا من مستثمري شرم الشيخ.

حيث أن "القرية البدوية" أضافت على المنطقة خدمات للمشاركين في مؤتمر المناخ 2022، كما أنها أتخذت الطابع البدوي مما ساهم في الترويج للسياحة بمدينة شرم الشيخ والتعريف بالهوية المصرية أمام الزوار والمستثمرين الأجانب.

تُقام "القرية البدوية" الجديدة في المنطقة الخضراء بحديقة السلام في "شرم الشيخ"، حيث تعتبر المنطقة الخضراء هي منطقة يجتمع فيها رجال الأعمال، والسكان المحليين، والفنانين، ومجتمعات الموضة من كافة أنحاء العالم من الزوار والوفود، وذلك للتعبير عن أنفسهم من خلال المعارض التي سيجري إقامتها بها.

كل هذه التجهيزات بهرت العديد من الزوار الأجانب المقيمين بمدينة شرم الشيخ، حيث أن مواقع التواصل الاجتماعي الأجنبية تشتعل بالفيديوهات التي تم تصويرها من قِبل أجانب مبهورين بالأستعدادات المصرية للمؤتمر، فـ هذه التجهيزات تخدم الحضور والمشاركين بالمؤتمر، كما أنها تروج لمصر سياحيًا وترفع قيمتها الحضارية بين شعوب العالم.

ومن جانبه حضر الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لمؤتمر قمة المناخ المقام بمدينة شرم الشيخ، أما عن بريطانيا فبعدما أعلنت المتحدثة بأسم رئيس مجلس الوزراء اعتذار"ريشي سوناك" عن الحضور، مبرره ذلك بـ "التزامات مُلحة" بسبب إعداد عرض للميزانية في 17 نوفمبر، حيث إنه أمر أصبح مترقبًا في بريطانيا وخاصًا بعد التقلبات المالية التي تعرضت لها بريطانيا في الآونة الآخيرة، تابعه أعلان ثانِ بحضور "ريشي سوناك" للمؤتمر وبالفعل تواجد رئيس مجلس الوزراء البريطاني في الجلسة الأولى لمؤتمر المناخ العالمى.

كما تواجدت رئيسة مجلس الوزراء الايطالي "جورجيا ميلوني" في شرم الشيخ لحضور قمة المناخ، وذلك ما أكدته وكالة أنباء نوفا الإيطالية من قبل نقلًا عن تصريحات مجلس الوزراء الأيطالي، وتعتبر هذه هي أول رحلة خارجية تقوم بها "ميلوني" منذ توليها رئاسة الحكومة الإيطالية في 21 أكتوبر لعام 2022.

كما حضر رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد" إلى شرم الشيخ ليشارك في المؤتمر، ويُذكر أن إسرائيل يقام فيها إنتخابات الكنيست وذلك يوم الثلاثاء المُقبل، ولكن تشكيل الحكومة سيستغرق وقتًا طويلًا.

اما عن الرئيس الفرنسي "إمانويل ماكرون"، و"أولاف شولتز" مستشار جمهورية ألمانيا الأتحادية، ورئيسة وزراء فنلندا، كانوا أيضًا من الحضور في مؤتمر المناخ بشرم الشيخ.

الجانب العربي  

وعلى الصعيد العربي حضر الأمير "محمد بن سلمان" ولي العهد السعودي مؤتمر المناخ في دورته ال 27، كما أكد على أنطلاق الدورة الثانية من "قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" والتي تقام في 7 نوفمبر، وتعتبر هذه القمة هي دعوة لقادة العالم لمناقشة العمل المناخي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وشارك الشيخ مشعل الأحمد جابر الصباح "نائب رئيس الكويت" في cop27.

كما أعلن نائب رئيس دولة الأمارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد" في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بتويتر، أن دولة الأمارات قدمت طلب بإستضافة مؤتمر المناخ العالمي في نسخته ال 28 لعام 2023، حيث أنه أكبر مؤتمر عالمي لرؤساء الدول والحكومات حول مشكلة المناخ والبيئة، وفازت الأمارات بأستضافة مؤتمر الأطراف للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في دورته ال 28، مضيفًا أن الامارات ستكون جاهزة للحدث العالمي بأستضافة المؤتمر العالمي للنظر في التغيرات المناخية في 2023.

وفي الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة المناخ بمصر 2022، كان هناك مقاعد فارغة لرؤساء دول لم يحضروا المؤتمر، ومنهم الرئيس الصيني "شي جين بينج"، كما غاب الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ووكل مستشاره "رسلان إيدلجيرييف" رئيسا للوفد الروسي الذي حضر المؤتمر.