ويتنافس 32 منتخبًا تم تقسيمهم على 8 مجموعات من أجل تحديد هوية البطل الذي سيرفع الكأس في المونديال العربي الأول يوم 18 ديسمبر على ملعب لوسيل.

 

وتتواجد 8 منتخبات في قائمة الشرف لأبطال كأس العالم، أولهم البرازيل برصيد 5 مرات ثم الثنائي ألمانيا وإيطاليا 4 ألقاب لكلًا منهما، يليهما الثلاثي أوروجواي والأرجنتين وفرنسا بطولتين لكل منتخب، وأخيرًا الثنائي إنجلترا وإسبانيا بكأس واحد فقط.

 

 

وانطلقت البطولة في نسختها الأولى عام 1930 في أوروجواي، وظهرت الفكرة للنور للمرة الأولى عام 1904 بعدما طرحها الهولندي “كارل فيلهيم هيرشمان” خلال أول اجتماع للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” من أجل إقامة بطولة للمنتخبات الكبرى في العالم بعيدًا عن إطار الدورات الأولمبية التي كانت موجودة في ذلك الوقت، وهو ما رفضته اللجنة الأولمبية الدولية حتى لا تسحب البطولة الجديدة البساط من تحت أرجل المسئولين فيها واللجنة بشكل عام ويذهب كل الشو الإعلامي والاهتمام للبطولة الوليدة، لتظل الفكرة حبيسة الأدراج نتيجة لقلة الموارد المالية حينها ورغبة الفيفا في توحيد قوانين اللعبة وجمع شمل الأندية والمنتخبات تحت إمرة اتحادات وطنية وقارية تابعة له.

 

وفي عام 1921، وبعد تولي محام فرنسي يُدعى “جول ريميه” رئاسة الفيفا بعد أن كان رئيسًا للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، عادت الفكرة لتُطرح من جديد، واستغرق تنفيذها هذه المرة سبع سنوات فقط، قبل أن يستطيع “ريميه” ومواطنه “هنري ديلوني” السكرتير العام انتزاع قرار تاريخي من مجلس الفيفا بإقامة البطولة في الاجتماع الذي عُقد في 25 مايو 1928.

 

وبالفعل أعلن الفيفا إقامة النسخة الأولى من البطولة في عام 1930، وتقدمت 5 دول لتنظيمها هي إيطاليا وهولندا وإسبانيا والسويد وأوروجواي، وبعد دراسة كل العروض المُقدمة، وافق الفيفا على تنظيم أوروجواي للبطولة في اجتماع 18 مايو 1929 لثلاثة أسباب.

 الأول هو قوة منتخب السيليستي وقتها حيث كان بطل اللعبة في أخر دورتين أولمبيتين عامي 1924 و1928، والثاني أن عام 1930 يوافق عام الذكرى المئوية لاستقلال البلاد وهو ما يعطي البطولة زخم جماهيري أكبر واهتمام أعلى من قبل الحكومة والمسئولين ووسائل الإعلام هناك وفي كل بلدان العالم، والثالث هو إعلان الحكومة في أوروجواي تحمل كافة مصاريف استضافة وفود المنتخبات المشاركة.     

تقرر إقامة نسخة “أوروجواي 1930” بمشاركة 16 منتخبًا بدون تصفيات مؤهلة، وبدعوة لجميع المنتخبات المُنتسبة للاتحاد الدولي لكرة القدم والراغبة في المشاركة لإعلان تواجدها في النسخة الأولى.

وتم تحديد 28 فبراير 1930 كموعد أخير للمشاركة، انتهت المهلة المحددة ولم يُعلن المشاركة إلا 8 منتخبات فقط ليس من بينها أي فريق أوروبي، بسبب طول مدة الرحلة وتكلفتها المالية الكبيرة.

بعدها نجح رئيس الفيفا في إقناع 4 منتخبات أوروبية بالمشاركة من أجل إنجاح الفكرة وهي بلجيكا وفرنسا ورومانيا ويوغسلافيا، مع أوروجواي، وكانت منتخبات البرازيل وبيرو وباراجواي وبوليفيا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وتشيلي والمكسيك قد كشفت عن نيتها خوض البطولة بشكل رسمي. 

 

وتم تقسيم الـ13 منتخب على 4 مجموعات، وتم وضع الرباعي الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وأوروجواي على رأس المجموعات والتي جاء تشكيلها كالآتي:

 

المجموعة الأولى: الأرجنتين – تشيلي – فرنسا – المكسيك.

 

المجموعة الثانية: البرازيل – بوليفيا – يوغسلافيا.

 

المجموعة الثالثة: أوروجواي – بيرو – رومانيا.

 

المجموعة الرابعة: الولايات المتحدة الأمريكية – بلجيكا – باراجواي. 

 

 

وبدأت فاعليات البطولة خلال الفترة من 13 : 30 يوليو 1930 في مدينة مونتيفيديو العاصمة على 3 ملاعب هي بوكيتوس وسينتيناريو وجران بارك سنترال، وشهد اليوم الأول إقامة مباراتي الافتتاح اللتان أقيمتا في توقيت واحد بين فرنسا والمكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا، فاز منتخب الديوك في مباراته بأربعة أهداف مقابل هدف تحت قيادة تحكيمية للأوروجوياني دومينجو لومباردي وانتصر منتخب أمريكا بثلاثية نظيفة تحت قيادة تحكيمية للأرجنتيني خوسيه ماسياس.

 

وكتب الفرنسي لوسيان لوران اسمه في كتب التاريخ بتسجيله أول هدف في تاريخ البطولة في الدقيقة 19 من عمر أول مباراة.

 

وكان نظام البطولة يقضي بتأهل متصدري المجموعات الأربعة للدور نصف النهائي، وهو ما حدث بترشح الأرجنتين ويوغسلافيا وأوروجواي والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفيه تقابلت الأرجنتين مع الولايات المتحدة الأمريكية ودكت شباكها بسداسية مقابل هدف، وهي نفس النتيجة التي آلت إليها مواجهة أوروجواي ويوغسلافيا.

 

وفي النهائي والذي جرى يوم 30 يوليو تحت قيادة تحكيمية للبلجيكي جون لانجينوس، اصطدمت أوروجواي البلد المنظم بالأرجنتين في نهائي مُكرر لنهائي أولمبياد أمستردام 1928 على ملعب سينتيناريو، وكررت أوروجواي فوزها ولكن هذه المرة برباعية سجلها بابلو دواردو وبيدرو سيا وسانتوس إريارتي وهيكتور كاسترو مقابل هدفين لكارلوس بيوسيلي وجييرمو ستابيلي وتحت قيادة المدرب الوطني ألبيرتو سوبيتشي.

 

 

وشهدت مباراة الأرجنتين والمكسيك في 19 يوليو تسجيل أكبر عدد من الأهداف في لقاء واحد وهو 9، بعدما اكتسح راقصو التانجو منافسيها بسداسية مقابل 3 أهداف، فيما لم تنتهي أي مباراة بنتيجة التعادل السلبي بدون أهداف.

 

وسجل الروماني أدلبيرت ديشو أسرع هدف في تاريخ النسخة الحالية والبطولة في الدقيقة الأولى بمرمى بيرو في اللقاء الذي انتهى بفوز رومانيا بثلاثية مقابل هدف، فيما أحرز المكسيكي مانويل روساس أول هدف عكسي في تاريخ البطولة لصالح منتخب تشيلي في المباراة التي انتهت لصالح الأخير بنتيجة 0 / 3.

 

كما نجح نفس اللاعب في تسجيل أول ركلة جزاء في شباك الأرجنتين في المواجهة التي انتهت باكتساح لراقصو التانجو بنتيجة 3 / 6، وأحرز الأمريكي بيرت باتينود أول ثلاثة أهداف “هاتريك” في تاريخ المونديال في مرمى باراجواي في دور المجموعات.

 

تم تسجيل 70 هدف خلال 18 مباراة بواسطة 37 لاعبًا، وتوج الأرجنتيني جييرميو ستابيلي بجائزة هداف البطولة برصيد 8 أهداف، ونال الأوروجوياني خوسيه ناسازي جائزة أفضل لاعب.

 

 

أوروجواي البطل.

 

الأرجنتين الوصيف.

 

الولايات المتحدة الأمريكية الثالث.

 

يوغسلافيا الرابع.