الغدر بطل الحكاية.. 9 رصاصات تحرم "عريس شبرا" من ليلة العمر
الإثنين 28/نوفمبر/2022 - 02:51 م
محمود حربي
طباعة
كان مصطفى، صاحب الـ 26 عامًا، المقيم بناحية شبرا الخيمة، يرتب التجهيزات الأخيرة لإقامة حفل زفافه.. يطبع دعوات الزفاف وينهي التجهيزات الأخيرة تمهيدا لزفافه بعد أيام قليلة.. يجري اتصالا بخطيبته تارة وأهلها تارة أخرى، للانتهاء من كافة الترتيبات، ووسط كل هذا وصل إليه خبر نشوب شجار بين شقيقه الأكبر عبد الرحمن، صاحب كافيه، وبين أحد الأشقياء، ويدعى شعبان الشهير بـ "دودو" وأشقاؤه، المعروفين في المنطقة بالاتجار في المواد المخدرة.
ما قبل الواقعة
وعلى الفور توجه مصطفى إلى كافيه شقيقه، محاولًا التدخل لفض الشجار، ليعرف أن شقيقه "عبد الرحمن" حاول منع "دودو" من الجلوس في "مكان أكل عيشه" حتى يحافظ على سمعة المكان من القيل والقال، وهو ما أزعج المتهم وأثار حفيظته، فأجهز عليه بسلاح أبيض، وأسقطه جريحاً، وفق ما تقول والدة الضحية.
توجه الشقيقان مع "دودو" ورفاقه إلى قسم الشرطة، ليحرروا محاضر بعدم التعرض لبعضهم بعضاً، غير أن الطغيان بلغ بالمتهم تاجر المخدرات، إلى أن طلب من "عبد الرحمن" 5 آلاف جنيه "إتاوة" نظير السماح له بفتح الكافيه ومباشرة عمله فيه بسلام، وهنا تدخل مصطفى جاهداً ليصلح بين دودو وشقيقه، ليعاودا فتح الكافيه مرة أخرى دون إحداث تلفيات أو أضرار، لكن المتهم لم ينصاع للصلح وتعمد إحداث المشاكل متوعداً الشقيقين بالقتل إذا لم يلبوا طلباته.
الصلح المحرم
وبعد مرور أيام، ظهر إسلام، صديق المتهم، ليخبر مصطفى وشقيقه أنهم مستعدون للصلح، وأن المعلم "دودو" سوف يتنازل عن طلباته، واستطاع "إسلام" بكلامه اللين أن يقنع الشقيقين بوعود "دودو" الزائفة ويستدرجهم إلى وكره.
وصل مصطفى وشقيقه إلى المكان المحدد، وهو يقول "أخيراً هنخلص من المشاكل ونرجع لحياتنا الطبيعية"، وجد شعبان يجلس بمفرده واضعاً ساقاً تعلو ساق، وينفث من فمه الدخان كمن بيت العزم لأمر ما، ولم يتوان مصطفى في المضي وهو يمد يده بالصلح.
مع سبق الإصرار
بعد دقائق، يخرج إسلام من مخبئه ويغلق الباب بإحكام، ثم يخرج شخصان آخران يقفان بجوار دودو، أحس عبد الرحمن بشيء من عدم الطمأنينة، لكن مصطفى أخذ يشد على يده شقيقه، فام يرد إلا الصلح حتى ينشغل بحفل زفافه المرتقب.
احتدم النقاش بين الطرفين، فسارع دودو إلى سلاح ناري يخبئه خلف ملابسه، وباغت مصطفى بـ 9 رصاصات متفرقة في جسده، ومحدثا جروح للشقيق الأكبر، ثم ولى هارباً مع عصابته.
مصطفى في المشهد الأخير
وبعدها بوقت قليل، تنطلق عربة شرطة بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة، مدوية صوتها المعتاد، وترافقها سيارة إسعاف مجهزة بكافة التجهيزات، كانا في طريقيهما إلى مكان حادث جريمة قتل، بعد ورود إخطار لمأمور قسم الدائرة يفيد نشوب شجار وسقوط قتلى ومصابين بناحية قسم ثان شبرا.
وبهدوء المتمكن من عمله، حمل المسعفون مصطفى بقلب يدق لآخر ساعاته، بعد إصابته بـ 9 طلقات نارية، أودت بحياته بعد وصوله إلى المستشفى ومكوثه عدة أيام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.