الكلى تصيب الأب والسرطان يهاجم الابن.. أحمد ووالده على قائمة الانتظار
«صحابي
عايروني في المدرسة أني أقرع ورجلي مقطوعة».. قالها أحمد عبد الله ذو الـ 10 سنوات
والدموع تتساقط من عينه كالسباق الذي لا يتمكن أحد من إيقافه، امتلكه المرض ولم
يكن يعرف، ليكتشفه عن طريق الصدفة بعدما اصطدم بأحد من أصدقاه في المدرسة ليقع على
الأرض ولا يسيطع الوقوف بسبب الآلم في قدمه، ليهرول به والديه إلى المستشفى
ويكتشفوا أن طفلهم مريض بسرطان العظام من الدرجة الأولى.
في
محافظة البحيرة وتحديدًا مركز شبراخيت قرية شبراريس، يقطن أحمد عبدالله
الطالب في الصف الثالث الابتدائي، الأبن الأكبر لوالده صاحب الـ 29 عامًا و الذي
يعمل فلاحًا باليومية.
بداية الحزن
يحكي
والده لبوابة «المواطن» الإخبارية، أنه اكتشف مرض ابنه في شهر يناير الماضي عن
طريق الصدفة، ليبدأ مع فلذة كبده رحلة العلاج التي لم تنتهي.
فخلال
رحلة العلاج خضع «أحمد»، إلى ست جلسات علاج كمياوي، مع إجراء عملية بتر للقدم
اليمنى أسفل الحوض مباشرة ليدخل الطفل ذو الـ 10 سنوات رحلة أكبر من عمره.
معاناة
يعيشها الطفل، آلالم يمر بها، ولا تجدي أدوية المسكنات المفعول المناسب لتخفيف
آلالم له.
الصراخ
وآلالم يصاحبان الطفل وكأنهم اقسموا على عدم فراقه، يؤكد والده أن «أحمد» يخشى أن
يراه الآخرين لا سيما أصدقاه بسبب معايرتهم له على بتر قدمه، حتى أنه توقف عن
الذهاب إلى المدرسة لتجنب لقاء أصدقاءه.
لم
تتوقف معاناة «أحمد» على هذا القدر فقط بل استكمال رحلة العلاج بجرعات الكيماوي
توقفت وتم وضعه على قائمة الانتظار: «أحمد بياخد جلسة كل 21 يوم وبقاله فترة محطوط
على قائمة الانتظار ومش بياخد الجرعة ولما بياخرها حالته بتسوء» يحكي والده
عبدالله.
تحولت
أحلام والد «أحمد» بأن يرى طفله متفوقًا في دراسته وصاحب شأن كبير في المستقبل إلى
أن يأخذ طفله جرعة الكيماوي بانتظام وأن تعود البسمة على وجه التي اختفت.
المعاناة لا تتوقف
ولم يكن «أحمد» فقط هو من يعاني من مرض، فوالده مريض بداء الكلوي، فعندما كان عمره 13 عامًا اكتشف الطبيب أن إحدى كلياتيه تحتاج إلى الغسيل ليبدأ رحلة علاجه، وبسبب الظروف المالية التي يعاني منها حيث أصبح لا يعمل منذ اكتشاف مرض ابنه، توقف وأخبره الطبيب بأن كليته تحتاج إلى إجراء عملية.