بين قبول المجتمع ورفض الأهل.. قصة أغرب عارض أزياء في التاريخ
بعد مرور 36 ساعة على ولادة جونو لانكستر في المشفى، غادر والداه إلى المنزل دون اصطحابه معهم، هرباً من تحمل المسؤولية، لإصابته بمتلازمة "تريتشر كولينز" التي تصيب 1 من بين 50 ألف شخص حول العالم، وظهرت على شكل تشوهات في الوجه والرأس.
نشأ لانكستر وحيداً، حتى رأفت لحاله إحدى السيدات التي لم ترزق بالذرية، فضمته إلى بيتها، ولشدة تعلقها به قررت التقدم بطلب رسمي لتبنيه عند بلوغه الخامسة من عمره.
في وجه التنمر
نجحت الأم الجديدة في إخراج جونو، من شعور الوحدة وافتقاد العائلة، ومنحته كافة مشاعر الأمومة، وسارعت لإلحاقه بإحدى المدارس.
وفي المدرسة تعرض جونو للتنمر بشكل كبير، بسبب التشوهات التي بدأت تملأ وجهه كلما كبر، وفي نهاية كل يوم كان يتمكن من التغلب على مشاعره السلبية بفضل دعم والدته الجديدة له بشكل دائم.
شعور واحد لم يستطع جونو أن يخرجه من صدره طوال سنوات صغره، شعوره تجاه عائلته الحقيقية ومشاعر الاستياء لهم، والتي كانت تفزعه من نومه، ليجد يد حانية تربت على كتفه مطمئنةً له، وبمثابة وعد أنها لن تغادره كما فعل أبواه.
عارض أزياء
شيئاً فشيئاً تمكن لانكستر، من ترك التفكير في فعل الأبوين والتركيز أكثر على أحلامه، فلطالما كانت تمتدحه سيدة المنزل، واصفةً إياه بأنه أجمل عارض أزياء كلما ارتدى ملابساً جديدة.
اشتركت السيدة، لجونو بإحدى مسابقات عارضي الأزياء، والتي لاقى فيها ترحيباً كبيراً من المسؤولين، الذين وجدوا أنهم يستطيعون من خلاله طرح منتجاتهم إلى شرائح جديدة من المجتمع.
أبواب الشهرة
بكل ثقة تجول جونو لانكستر، مرتدياً أحدث صيحات الموضة وسط حشد كبير من الناس، مصفقين ومحيين له، ووجد نفسه أمام كاميرات ترصد خطواته كلما تقدم أو توقف.
أغرت الشهرة لانكستر، ومنى نفسه بالعودة لأهله بعد أن لاقى نصيب وافر من الشهرة والمجد، تجعل أبويه يفتخران بالانتساب له، فسرع إلى إرسال خطاب يطلب فيه التواصل معه، لكنه فوجيء بالتجاهل للمرة الثانية.
أحبني وأحب وجهي
بعدها قرر جونو، أن يسهل قليلا من حياة الأطفال المصابين بمتلازمة تريتشر كولينز، عن طريق تأسيس منظمة خيرية باسم "أحبني، وأحب وجهي"، لدعم أصحاب المتلازمة حتى لا يواجهون نفس الأزمات التي أتعبته طوال سنوات الطفولة والمراهقة، ليصبح بعدها جونو مصدر إلها للكثير من الأسر والأطفال الصغار.