وأعلنت وكالة روتيرز  في وقت سابق، عن توقعاتها بشأن النفط الأمريكي، حيث تتوقع أن تتجاوز صادرات أمريكا وارداتها العام المقبل الأمر الذي دفع الجميع يتساءل عن السبب وراء تلك التوقعات.

منذ الحرب العالمية الثانية لم تتمكن أمريكا من أن تتخطى صادراتها واردتها، لا سيما وأن استهلاكها من النفط يصل إلى 20 مليون برميل يوميًا في حين أن إنتاجها لا يتجاوز حاجز الـ 13 مليون برميل يوميًا، فمجرد التفكير أن تتجاوز صادرات الولايات المتحدة من النفط واردتها بعيدًا عن الأذهان.

ولكن ما فعلته أمريكا يجعل التفكير في أن تحقق ذلك أمرًا مقبولًا، فقد بلغت مبيعاتها من النفط الخام لدول آخرى 3.4 مليون برميل يوميًا، بجانب صادرتها التي سجلت 3 مليون برميل يوميًا من البنزين والديزل.

العقوبات الاقتصادية التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي على روسيا منذ حرب الأخيرة على أوكرانيا كلوي ذراع لها أتاح الفرصة أمام الولايات المتحدة بأن تظهر قوتها بشكل أكبر لينفذ الرئيس الأمريكي جو بايدن استراتيجة لتجديد الموارد من احتياطي البترول الاستراتيجي لمعالجة الاضطراب العالمي الذي حدث نتيجة وقف روسيا إمداتها لأوروبا.

ففي شهر يوليو الماضي لجأت المزيد من الدول الأوروبية إلى استيراد النفط الأميركي، حيث استحوذت أوروبا على متوسط نحو 213.1 مليون برميل من النفط الأمريكي، في المدّة من يناير إلى مايو من 2022.

وليس ذلك فقط ما يزيد من قوة تلك التوقعات، بل أظهرت البيانات الحكومية الأمريكية خلال الشهر الماضي، تراجع صافي واردات أمريكا من النفط إلى 1.1 مليون برميل يوميًا وهو أدنى مستوى منذ 2001، حيث سجلت أمريكا صافي واردات خلال الخمس سنوات الماضية 7 ملايين برميل يوميًا.

كيف ستحقق أمريكا حلم تجاوز صادراتها وارداتها؟.. بأت هو السؤال الأهم هنا، إذ يتوجب عليها زيادة الإنتاج أو خفض الأستهلاك.

ومن جانبه، قال محلل السوق في شركة فورتيكس المتخصصة في الطاقة، روهيت راثود إن «الحرب الروسية الأوكرانيا أدت إلى تحفيز الطلب على الطاقة الأميركية من جديد، وينبغي أن يدفع ذلك صادرات النفط لتتجاوز الواردات في أواخر العام المقبل بافتراض تسارع إنتاج النفط الصخري»  وفقا لـ رويترز.

وتوقع المحللون لرويترز، أن يرتفع الطلب الأميركي على المنتجات البترولية 0.7% إلى 20.51 مليون برميل يوميًا العام المقبل، وهو ما يعني ضرورة زيادة الإنتاج. 

وأعلن مكتب الاحتياطيات البترولية بوزارة الطاقة الأميركية، في وقت سابق  أنه سيبدأ في إعادة شراء النفط الخام للاحتياطي البترولي الاستراتيجي، حيث تحتاج إلى شراء 3 ملايين من النفط الخام عالي الكبريت لتجديد الاحتياطي الاستراتيجي.

الجديد بالذكر، أن عقوبات النفط الغربية على روسيا دخلت حيز التنفيذ 5 ديسمبر 2022، والتي تتضمن وضع سقف لسعر الغاز الروسي عند مستوى الـ 60 دولارًا للبرميل، الخطوة التي حذرت منها روسيا مرارًا.