عندما جلست بمفردي أفكر في هذا الموضوع الخطير الذي يهدد بقاء استقرار الأسر والعلاقات ويجلب معه بعض المشاكل الأخرى التي تهدد المستقبل وتخلق جيل يمر بالأزمات النفسية ويكون الأطفال هم الضحية الأكبر، وعندما سألت نفسي هل العامل الاقتصادي والعنف الأسري والصراع بين الأدوار هم السبب؛ فقررت أن أتناول الموضوع عن طريق حالات مرت بالفعل بهذه التجارب التي أدت إلى الطلاق لمعرفة الأسباب الحقيقية.
وجدت أن فعلياً هناك ارتفاع أعداد الطلاق في مصر يتزايد كل عام عن الأعوام الماضية، والأمر الذي يحتاج إلي إلقاء نظرة حقيقية على الأسباب الفعلية المؤدية إلى الطلاق.
وجدت أيضًا أن ارتفاع نسبة الطلاق تكون في السنوات الأولى من الزواج؛ وذلك بسبب عدم وعي الزوج والزوجة بأهمية حقوق وواجبات الزواج.
فقد تراوحت الفئات العمرية الأكثر من سن ٣٠ عاماً إلى ٣٥ بلغت عدد الإشهادات بها في عام ٢٠٢١ إلي ٤٨٣٤٢ إشهادا بنسبة ١٩,٨٪ ومن سن ٢٥ عام إلى ٣٠ عام عدد الإشهادات ٤٣٤٢٧ بنسبة ١٧,٨٪ وبلغ عدد الإشهادات في الريف ١١٠١٦٦ إشهادًا في ٢٠٢١ بمعدل زيادة ١٣,٥٪ عن عام ٢٠٢٠.
وبلغ عدد الطلاق الفعلي ٢٥٤٧٧٧ حالة في ٢٠٢١ مقابل ٢٢٢٠٣٦حالة في عام ٢٠٢٠ بزيادة قدرها ١٤,٧٪
العوامل الأكثر المسببة في ارتفاع نسبة الطلاق
الاختيارات الخاطئة
الاختيارات الخاطئة التي تكون على أساس طمعي في المال أو الجمال أو العائلة والنسب
العوامل الاقتصادية ومتطلبات الحياة
العنف الأسري وعدم التفاهم بينهم
تدخل الأهل في المشاكل
وتعتبر هذه المشاكل الأكثر انتشارًا.
وبسؤالي إلى ن. ض عن سبب انفصالها قالت سبب الانفصال كان بسبب تدخل أهله في مشاكلنا وخاصة والده والذي كان يتدخل في معظم شئون حياتنا ووصل به الأمر أن يتطاول عليا بالضرب والسب أكثر من مرة.
وقالت ح. ن أن سبب انفصالها بسبب عنف الزوج المتزايد وضربه وإهانته لها باستمرار وغيرته غير المبررة.
وقالت ج. ن أن سبب انفصالها هو عدم قدرته على تلبية احتياجات المنزل ما جعلني أشتغل أكثر من 8 ساعات وأدى ذلك إلى تقصيري في احتياجات المنزل واحتياجاته الشخصية.
فبعد أن استمعت إلى تلك الأسباب وجدت أن سبب هذه الظاهرة عدة عوامل من بينهما عدم الاختيار الصحيح من البداية والذي أصبح بشكل فردي الآن سواء للولد أو للبنت ولم يعد للأسرة الاختيار
عدم سلطة الآباء على الأبناء ما جعل قرار الزواج والطلاق من القرارات الفردية لهم
اعتقاد الأبناء أن المال هو كل شئ في الحياة
البعد عن الدين والانحياز للأبناء دون الوقوف عند المخطئ الحقيقي، اعتقاد البعض أن الطلاق من الحريات التي يجب أن ينالوها
السوشيال ميديا والدراما التي أصبح يتأثر بها الكثير
فجميع المشاكل تحتاج فقط الي توعية وتربية الأبناء تربية صحيحة وأن يتدخل الأهل بشكل مباشر لمنع هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار الحياة.