خطيب الجامع الأزهر: نحن في حاجة إلى تجديد معنى قضية الإيمان وفهمها
الجمعة 17/فبراير/2023 - 11:29 م
آلاء الله خليل
طباعة
أوضح الدكتور محمود الهوارى، خطيب الجامع الأزهر، اليوم الجمعة، أن مراد الله تعالى في خلقه، أن نكون أهل سلام ومسالمة مع الكون كله، لافتًا بأننا في حاجة إلى تجديد معنى قضية الإيمان وفهمها، ولتأكيد حقيقة أن الإيمان في أصله هو تسليم القلب لله وتسلم ذاتك أيضًا لربك، مستشهدًا على ذلك قول الله عز وجل "قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ".
وأشار خطيب الجامع الأزهر، خلال خطبة الجمعة اليوم، لعجيب وصف القرآن الكريم للإيمان، والذي في أول آياته قوله تعالى "الٓمٓ (١) ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ (٢)"، ثم قدم وصف هؤلاء المتقين على أنهم "ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ (٤)"، موضحًا بذلك الوصف الدقيق أن الله تبارك وتعالى قد قدم الإيمان بالغيب على الصلاة والذكاة، لافتًا لكون "الصلاة والزكاة" في الأساس هما عمد الإيمان وأنهم عمل بدني ومالي، مستنتجًا أن ذلك يؤكد بأن الإيمان بما غاب عنا، هو جوهر رسالة نبينا الكريم ﷺ، وأن الرسل قد أرسلت لنؤمن بالغيب الذي لم تراه عقولنا.
خطيب الجامع الأزهر يتحدث عن الإسراء والمعراج
وفصل الدكتور الهواري، قصة "الإسراء والمعراج"، على أنها تؤكد حاجتنا للإيمان بالله عز وجل وبما غاب عنا، مبلغًا أدوات الحس والمشاهدة والعقول مهما بلغت، تظل قاصرة عن إدراك الغيبيات، والأصل في ذلك أنه لا تعارض بين العلم والإيمان، فأمتنا هي أمة العلم، علم الدين والدنيا.
ولفت الهواري، لبلوغ علماء الإسلام السابقين من العلم، بأنه ساهموا في الكثير من علوم الدنيا، ومنها الحساب، الجغرافيا، الفلك، الطب والهندسة وغيرها، مؤكدًا أن علومنا الإسلامية لم تكن قاصرة فقط على العلوم الشرعية.