"ماتت رغبتي في كل شيئ".. "متألمة وضاحكة".. "أنا حزينة".. جمعيها كلمات وجدت على إحدى دفاتر ضحايا زلزال سوريا الذي وقع فجر يوم الاثنين في السادس من فبراير الجاري لتعم حالة من الحزن الشديد بعدما انتشرت الصور على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لتكون العبارة الآنسب لها هي "ماتت الضحكة وبقى الآلم"

"كتابات مخطوطة تحولت فجأةً لحطام وذكرى شاهدة على المأساة، رسومات بداخلها وأحلام موجودة بها، شعرت بثقل الدنيا كلها على قلبي".. قالها محمد شما المتطوع في الدفاع المدني السوري والذي وجد الدفتر أثناء عملية الإنقاذ في حديثه لبوابة المواطن الإخبارية.

وجد محمد شما الذي ترك أسرته وأولاده خلفه لأداء واجبه الإنسائي أثناء عملية البحث والانتشال دفترًا ممزقًا آثار فضوله لتفحصه ومعرفه ما يحتويه، ليجده يحتوي على رسومات وعبارات لفتاة تكتب أحلامها وتدون لحظات الحزن التي عاشتها بسبب ما تمر به بلادها.

ما شاهده "شما" في الدفتر جعله يتذكر أولاده وأحلامهم وطموحاتهم "حسيت وكأني عم أقرأ كتابات أولادي وبشوف رسومهم، وهاد الأمر يلي خلاني اتألم أضعاف ألمي على ما جرى"


أحلام تتحول لهباء وذكرى موجعة


ما زاد آلم وأوجاع محمد شما هي الكتابات التي كانت باسم فتاة لديها أحلام وآمال وطموحات حيث ذكرته وقتها بابنته التي توفت أثناء الولادة والتي كان من الممكن أن يكون لديها نفس الآمال والأحلام.

"كل مشهد كان بيحمل ألم من نوع مختلف وبهالدفتر خلف كل صورة ذكرى وبكل ذكرى في حكاية وجع منسية".. يقول "شما"

" وجع الكون بين أيدي"

ولم يكن هذا الدفتر فقط ما أثار حزن محمد شما فخلال عملية الإنقاذ وجد صوت أنين وصراخ لطفلة صغيرة وبعد مرورو ثلاث ساعات من إزالة الركام للوصول للطفلة كانت قد توفت في حضن والديها ليحملها بيده ليودعها لمثواها الأخير"كان العمل على طفلة تحت سقف منزلها بقينا نعمل على إخراجها أكثر من 3 ساعات ولما وصلنا إليها كانت أمها معانقتها في محاولة لأنها تحميها ولكن للأسف كانت متوفية هي وأمها وأبوها حملتها بين يدي، كانت ملامحها بريئة جدًا حسيت وكأن وجع الكون بين أيدي واخذتها لمثواها الأخير لحتى تكون طير بالجنة إن شالله"

ترك محمد شما أسرته وعائلته في إدلب حيث محل مسكنه، ليذهب لتأدية واجبه الإنساني اتجاه ضحايا الزلزال لـ 8 أيام بدون عودة لهم.