رحبت لاعبة الوثب الطويل الروسية داريا كليشينا، لاعبة ألعاب القوى الوحيدة الروسية التي تشارك في اولمبياد ريو دي جانيرو، بحكم المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) بالسماح لها بالمشاركة في المنافسات، وعبرت عن شكرها لانها ستتمكن من التركيز في المنافسات.

وكتبت كليشينا عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) :" بعد النظر في دعوى الاستئناف، يمكنني الآن تركيز وقتي وانتباهي على المنافسات مساء الغد والاستمتاع بتجربتي الاولمبية، والتي حلمت بها منذ أن بدأت ممارسة الوثب الطويل كفتاة صغيرة".

وأضافت :" ألغت المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى وأكدت على أنني رياضية نظيفة وأبقى مؤهلة للمنافسة تحت قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى في الأولمبياد وكافة المنافسات الدولية الأخرى".
وقال مارك ادامز المتحدث الرسمي بإسم اللجنة الأولمبية الدولية إن اللجنة راضية عن الالتزام بالحكم.

وقال أدامز، للصحفيين، في المؤتمر اليومي :" كان من حق الاتحاد الدولي لألعاب القوى، كما كان لكافة الاتحادات، تحديد جموع الرياضيين المؤهلين للاولمبياد".
وأضاف :" نحترم تماما قرار كاس، وعلينا أن نحترمه".

وتابع :" أعتقد انه تأكيد أخر للتعامل بكل قضية بشكل مستقل، وتقديم العدالة الفردية للرياضيين الفرديين، ونتبع ما تقول عليه كاس".
وقال توماس كورشيلجين المدير الرياضي للاتحاد الألماني لألعاب القوى إذا برهنت كليشينا بشكل كاف إنها خضعت لفترة طويلة لضوابط المنشطات طويلة خارج روسيا، فنتفهم قرار كاس الذي اتخذ لصالحها .

ووجهت كيليشنا شكرها لمحاميها ومدربها لورين سياجراف وكافة مشجعيها.
وأضافت :" شكرا، أصدقائي الاعزاء لكل دعمكم. لقد كان هذا الأمر يعني العالم بالنسبة لي في تلك الأيام المرهقة".

وذكرت المحكمة في بيان أنها وافقت على الاستئناف المقدم كمن كليشينا حيث أنها تفي بكل المعايير المحددة من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى ، وأشارت المحكمة إلى مشاركتها في تصفيات الوثب الطويل المقررة مساء الثلاثاء ضمن منافسات ألعاب القوى بريو 2016 .

وقالت كليشينا على (فيس بوك) :" قرار الاتحاد الدولي الذي صدر في التاسع من يوليو يبقى ساري المفعول حيث انتهى إلى أهليتي بالمنافسة لأنني كنت متاحة للخضوع لاختبارات تعاطي المنشطات حول العالم في 90 بالمئة من الوقت".

وكانت كليشينا ، المقيمة في الولايات المتحدة ، الوحيدة من بين محترفي ألعاب القوى الروس التي سمح لها الاتحاد الدولي لألعاب القوى بالمشاركة في الأولمبياد باعتبار أنها خضعت لاختبارات الكشف عن المنشطات خارج روسيا.

وبعدها أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى مساء السبت حرمان اللاعبة من المشاركة في الأولمبياد ، مرجعا السبب في ذلك إلى تلقيه معلومات جديدة من خلال تقرير المحامي الكندي ريتشارد مكلارين.

لكن محكمة التحكيم الرياضي الدولية ذكرت اليوم أن "القرار السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى ، والذي يفيد بأن اللاعبة تفي بالمعايير المحددة والمتعلقة بإقامتها خارج روسيا ، لا يزال ساريا رغم المعلومات الإضافية التي قدمها مكلارين."

ومن جانبه ، أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى اليوم الاثنين عن قرار المحكمة بشأن كليشينا ، من خلال بيان مقتضب من أسطر معدودة.

وذكر بيان الاتحاد "إننا نسعى لإجراء عملية تقييم بعد أدلة جديدة قدمت لنا. وما قررناه بشأن سحب الإذن الاستثنائي لمشاركة داريا كليشينا ، لم يجر تأييده من قبل محكمة التحكيم الرياضي الدولية رغم المعلومات الواردة من مكلارين ، وبالتالي فاللاعبة مؤهلة للمشاركة في ريو."

وكان ذلك التقرير الصادر للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) في 18 يوليو تضمن ادعاءات تطبيق برنامج منشطات ممنهج ومدعوم من قبل الدولة في روسيا.

ورغم ذلك ، أفلتت روسيا من الإيقاف الشامل عن المشاركة في الأولمبياد رغم الادعاءات الخطيرة وجرى السماح للاتحادات الرياضية الوطنية بها بتحديد قوائم المشاركين بشرط الالتزام بمعايير محددة ، وقد شهد أولمبياد ريو 2016 مشاركة نحو 280 رياضيا روسيا.

وكانت كليشينا الوحيدة من لاعبي القوى الروس التي سمح لها بالمشاركة بعد أن أوقف الاتحاد الروسي لألعاب القوى ليحرم 67 رياضيا روسيا من التنافس في ريو ، في قرار أيدته محكمة التحكيم في يوليو الماضي.

وكانت كليشينا، المتوجة بطلة لأوروبا مرتين، قد واجهت انتقادات حادة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي حيث اعتبرها بعض الروس "خائنة".
واحتفل مسؤولون في روسيا بقرار المحكمة حيث اعتبروه انتصارا مهما.

وقال دميتري سفيشتشيف رئيس لجنة الرياضة والثقافة والشباب في مجلس الدوما الروسي ، في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) "انتصرت العدالة".
وأضاف "المحكمة تفهمت عدم وجود حقائق لأي نوع من الانتهاكات."

وقال وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو لوكالة أنباء "إنترفاكس" :"الآن نحن بحاجة للانتظار على أمل أن توفق كليشينا (في المنافسات)".

وقال فالنتين بالاخنيتشيف الرئيس السابق لاتحاد ألعاب القوى الروسي إنه سعيد بقرار المحكمة ، الذي لم يكن يتوقعه هو أيضا ، مشيرا إلى أن الأمر يبدو وكأن عوامل سياسية تحركه.