كاتب بريطاني: مأساة اختطاف «بوكو حرام» للفتيات النيجيريات تبدو بلا نهاية
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 02:29 ص
حذر الكاتب البريطاني ديفيد بلير، من الانخداع بفيديو بثته جماعة بوكو حرام الإرهابية يوم الأحد لفتيات يُعتقد أنهن التلميذات اللائي اختطفتهن الجماعة ذاتها من منطقة "شيبوك" شمال شرق نيجيريا قبل عامين.
وقال بلير - في صحيفة التلغراف - تبدو الفتيات مذعورات وخاضعات لكنهن أحياء، للمرة الثانية فقط، يبث متطرفو بوكو حرام فيديو يظهر بعض الفتيات اللائي اختطفوهن من شيبوك، ويُظهر الفيديو نحو 50 فتاة، إحداهن تعرّف نفسها بأنها مايدا ياكوبو، تم السماح لها بالتحدث، وتحت ضغط ظاهر، قالت ياكوبو: "نحن نعاني عن جدّ، لا طعام للأكل، ولا مياه صالحة للشرب هنا".
وأكد الكاتب أن ظهور هؤلاء الأطفال المفقودين على شاشة كفيلٌ ببث الراحة في نفوس آبائهم، ومن أسفٍ أنه لا توجد أرضيات أخرى للتفاؤل.
ورأى بلير أن أولى الملاحظات على الفيديو، هي أن عدد فتيات شيبوك المختطفات ليلة 14 أبريل 2014 كان 276 فتاة، فماذا حدث للـ226 اللائي لم يظهرن في الفيديو؟ إن مصيرهن يظل مجهولا – على الرغم من حملة (أعيدو_فتياتنا) التي تدعمها شخصيات شهيرة بينها ميتشيل أوباما – على الرغم من أن حفنة من الفتيات ربما استطعن الهرب، بينهن "أمينة علي" ذات الـ 19 عاما والتي هربت في وقت مبكر من العام الجاري.
ورأى صاحب المقال، أن ثمة جوانب مثيرة للقلق تكتنف هذه التراجيديا، قد يخفق الغرباء في الوقوف عليها، فثمة حقيقة تقول إن فتيات شيبوك لم يمّثلن يوما أولوية للحكومة النيجيرية.. لقد استغرق الأمر 19 يوما حتى يقول جودلاك جوناثان، رئيس نيجيريا إبان عملية الاختطاف، شيئا للجماهير عن الحادث.
على عكس ذلك، جاءت إدانات الساسة الأجانب سريعة لما حدث في شيبوك، لكن الرجل الذي يحمل على عاتقه مسؤولية رخاء وأمن وسلامة النيجيريين لم ير حاجة ماسة للتدخل، وفي غضون 24 ساعة من عملية بوكو حرام، أعلن وليام هيج، وزير الخارجية البريطانية وقتذاك، إدانته لاعتداء وصفه بالوحشي على فتيات ضعيفات.
غير أن الرئيس جوناثان انتظر حتى يوم 4 مايو قبل أن يقول أي شيء على الإطلاق في هذا الصدد، وفي أثناء ظهور تليفزيوني روتيني، حدث أن مذيعا جريئا سأل الرئيس عن عمليات الاختطاف، فأجاب هذا بوعد لم يوّفه للأسف قائلا "أينما كانت هذه الفتيات، سنحررهن بالتأكيد"، وربما لو لم يكن المستر جوناثان سُئل، لما علق من الأساس على المأساة.
وأكد صاحب المقال: "نحن نعلم أنه في يوم 6 مايو، أصرت زوجة الرئيس جوناثان على إنكار وقوع عملية افتقاد لأي طفل في ولاية بورنو (المنطقة المنكوبة بجماعة بوكو حرام)، وألمحت سيدة نيجيريا الأولى آنذاك إلى أن الواقعة بأسرها مختلقة "نحن، السيدات النيجيريات، نقول إنه ليس ثمة طفل واحد مفقودًا في ولاية بورنو، إذا كان هنالك أي طفل مفقود، فليذهب المحافظ ويبحث عنه، ليس ثمة ما يمكننا فعله بعد ذلك".
واستطرد بلير قائلا "في انتخابات نزيهة، صوّت النيجيريون بإخراج المستر جوناثان من السلطة في 2015 ثم جاء الرئيس الجديد، محمد بخاري، وسلك مسلكا أكثر حزما ضد بوكو حرام، ومع ذلك، فإن تدشين حملة لإنقاذ فتيات شيبوك لا يزال أمرًا غير مرجح الحدوث."
وأوضح الكاتب أن المخاطر المكتنفة أمثال عملية الإنقاذ هذه هي مخاطر جمّة على نحو يُحْجم معه أي قائد نيجيري عن إصدار أمر تنفيذ عملية الإنقاذ، حتى حال تحديد أماكن الأسرى.
ورصد بلير إعلان المفوض السامي البريطاني السابق في نيجيريا، أندرو بوكوك، في وقت سابق من العام الجاري، عن أن طائرة تجسس أمريكية حددت مكان مجموعة كبيرة من الفتيات بعد شهرين من عملية اختطاف شيبوك، لكن لم تتم أية محاولة لإنقاذ لتلك الفتيات لسبب بسيط هو أن أية محاولة من هذا النوع كفيلة بالتسبب في القتل المؤكد لمعظم الأطفال المختطفات، يقول بوكوك "قد تستطيع إنقاذ عدد صغير، لكن العديد سيقتلون، ملعونٌ أنت إن فعلتْ، وملعونٌ إن لم تفعلْ".
ورأى صاحب المقال أن الأمل الوحيد ينعقد على إنزال هزيمة ساحقة بـجماعة بوكو حرام وتحرير كل الأسرى، أو إبرام صفقة تسمح بإطلاق سراح فتيات شيبوك، ربما في تبادل لسجناء إرهابيين، وقد أظهر الفيديو الذي بثته الجماعة رجلا قياديا مُلثمًا وهو يقول: "نريد من الحكومة أن تطلق سراح مقاتلينا المعتقلين منذ سنوات، وإلا فلن نطلق سراح الفتيات أبدا".
واختتم الكاتب قائلا "لأسباب وجيهة جدا، استبعدت الحكومة النيجيرية مسألة إبرام صفقة مع بوكو حرام، فيما تبدو عملية القضاء المبرم على الجماعة الإرهابية وقطع دابرها أمرًا متعذرًا، وعلى ذلك تبقى فصول المأساة تتوالى دونما نهاية مرتقبة لإسدال الستار."
وقال بلير - في صحيفة التلغراف - تبدو الفتيات مذعورات وخاضعات لكنهن أحياء، للمرة الثانية فقط، يبث متطرفو بوكو حرام فيديو يظهر بعض الفتيات اللائي اختطفوهن من شيبوك، ويُظهر الفيديو نحو 50 فتاة، إحداهن تعرّف نفسها بأنها مايدا ياكوبو، تم السماح لها بالتحدث، وتحت ضغط ظاهر، قالت ياكوبو: "نحن نعاني عن جدّ، لا طعام للأكل، ولا مياه صالحة للشرب هنا".
وأكد الكاتب أن ظهور هؤلاء الأطفال المفقودين على شاشة كفيلٌ ببث الراحة في نفوس آبائهم، ومن أسفٍ أنه لا توجد أرضيات أخرى للتفاؤل.
ورأى بلير أن أولى الملاحظات على الفيديو، هي أن عدد فتيات شيبوك المختطفات ليلة 14 أبريل 2014 كان 276 فتاة، فماذا حدث للـ226 اللائي لم يظهرن في الفيديو؟ إن مصيرهن يظل مجهولا – على الرغم من حملة (أعيدو_فتياتنا) التي تدعمها شخصيات شهيرة بينها ميتشيل أوباما – على الرغم من أن حفنة من الفتيات ربما استطعن الهرب، بينهن "أمينة علي" ذات الـ 19 عاما والتي هربت في وقت مبكر من العام الجاري.
ورأى صاحب المقال، أن ثمة جوانب مثيرة للقلق تكتنف هذه التراجيديا، قد يخفق الغرباء في الوقوف عليها، فثمة حقيقة تقول إن فتيات شيبوك لم يمّثلن يوما أولوية للحكومة النيجيرية.. لقد استغرق الأمر 19 يوما حتى يقول جودلاك جوناثان، رئيس نيجيريا إبان عملية الاختطاف، شيئا للجماهير عن الحادث.
على عكس ذلك، جاءت إدانات الساسة الأجانب سريعة لما حدث في شيبوك، لكن الرجل الذي يحمل على عاتقه مسؤولية رخاء وأمن وسلامة النيجيريين لم ير حاجة ماسة للتدخل، وفي غضون 24 ساعة من عملية بوكو حرام، أعلن وليام هيج، وزير الخارجية البريطانية وقتذاك، إدانته لاعتداء وصفه بالوحشي على فتيات ضعيفات.
غير أن الرئيس جوناثان انتظر حتى يوم 4 مايو قبل أن يقول أي شيء على الإطلاق في هذا الصدد، وفي أثناء ظهور تليفزيوني روتيني، حدث أن مذيعا جريئا سأل الرئيس عن عمليات الاختطاف، فأجاب هذا بوعد لم يوّفه للأسف قائلا "أينما كانت هذه الفتيات، سنحررهن بالتأكيد"، وربما لو لم يكن المستر جوناثان سُئل، لما علق من الأساس على المأساة.
وأكد صاحب المقال: "نحن نعلم أنه في يوم 6 مايو، أصرت زوجة الرئيس جوناثان على إنكار وقوع عملية افتقاد لأي طفل في ولاية بورنو (المنطقة المنكوبة بجماعة بوكو حرام)، وألمحت سيدة نيجيريا الأولى آنذاك إلى أن الواقعة بأسرها مختلقة "نحن، السيدات النيجيريات، نقول إنه ليس ثمة طفل واحد مفقودًا في ولاية بورنو، إذا كان هنالك أي طفل مفقود، فليذهب المحافظ ويبحث عنه، ليس ثمة ما يمكننا فعله بعد ذلك".
واستطرد بلير قائلا "في انتخابات نزيهة، صوّت النيجيريون بإخراج المستر جوناثان من السلطة في 2015 ثم جاء الرئيس الجديد، محمد بخاري، وسلك مسلكا أكثر حزما ضد بوكو حرام، ومع ذلك، فإن تدشين حملة لإنقاذ فتيات شيبوك لا يزال أمرًا غير مرجح الحدوث."
وأوضح الكاتب أن المخاطر المكتنفة أمثال عملية الإنقاذ هذه هي مخاطر جمّة على نحو يُحْجم معه أي قائد نيجيري عن إصدار أمر تنفيذ عملية الإنقاذ، حتى حال تحديد أماكن الأسرى.
ورصد بلير إعلان المفوض السامي البريطاني السابق في نيجيريا، أندرو بوكوك، في وقت سابق من العام الجاري، عن أن طائرة تجسس أمريكية حددت مكان مجموعة كبيرة من الفتيات بعد شهرين من عملية اختطاف شيبوك، لكن لم تتم أية محاولة لإنقاذ لتلك الفتيات لسبب بسيط هو أن أية محاولة من هذا النوع كفيلة بالتسبب في القتل المؤكد لمعظم الأطفال المختطفات، يقول بوكوك "قد تستطيع إنقاذ عدد صغير، لكن العديد سيقتلون، ملعونٌ أنت إن فعلتْ، وملعونٌ إن لم تفعلْ".
ورأى صاحب المقال أن الأمل الوحيد ينعقد على إنزال هزيمة ساحقة بـجماعة بوكو حرام وتحرير كل الأسرى، أو إبرام صفقة تسمح بإطلاق سراح فتيات شيبوك، ربما في تبادل لسجناء إرهابيين، وقد أظهر الفيديو الذي بثته الجماعة رجلا قياديا مُلثمًا وهو يقول: "نريد من الحكومة أن تطلق سراح مقاتلينا المعتقلين منذ سنوات، وإلا فلن نطلق سراح الفتيات أبدا".
واختتم الكاتب قائلا "لأسباب وجيهة جدا، استبعدت الحكومة النيجيرية مسألة إبرام صفقة مع بوكو حرام، فيما تبدو عملية القضاء المبرم على الجماعة الإرهابية وقطع دابرها أمرًا متعذرًا، وعلى ذلك تبقى فصول المأساة تتوالى دونما نهاية مرتقبة لإسدال الستار."