نيويورك تايمز: روسيا تلمح لاتفاق عسكري مع أمريكا مع فشل هدنة موسكو بسوريا
الثلاثاء 16/أغسطس/2016 - 01:48 م
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في ظل الاعتراف بأبعاد أزمة مدينة حلب السورية التي تتجلى يوما بعد يوم مع حصار ما يقرب من مليوني شخص هناك، أقرت روسيا بأن اقتراحها الأسبوع الماضي حول هدنة وقف إطلاق النار ثلاث ساعات يوميا غير كاف وإنما قد يفسح المجال أمام مزيد من الدخول في هدنة أطول.
وأضافت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن روسيا قالت إنها كانت قاب قوسين أو أدنى من التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة حول تعاون عسكري لمحاربة مقاتلي تنظيم (داعش) الإرهابي في منطقة حلب كجزء من حل.
ورأت أن مثل هذا الجهد المشترك من شأنه أن يمثل مستوى جديدا من التعاون بين القوتين سعيا وراء إيجاد طريق للخروج من حرب سوريا التي اندلعت قبل خمس سنوات والتي تدعم فيها موسكو وواشنطن بشكل أساسي جانبين متناحرين، فالولايات المتحدة تدعم قوى المعارضة فيما تدعم روسيا نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأفادت الصحيفة الأمريكية أن هذه التطورات تشير إلى أن روسيا تسعى إلى تفادي الظهور وكأنها مسئولة عن معاناة حلب التي تحولت من مركز تجاري مزدهر في شمال سوريا إلى ساحة معركة استراتيجية للكثير من الحروب.
وأشارت إلى أن مسلحين كسروا حالة الجمود السائدة في الجزء الشرقي من حلب الأسبوع الماضي بمواجهة القوات العسكرية السورية والقوات الروسية المتحالفة وإغلاق الجزء الغربي من المدينة السورية الذي يخضع لسيطرة الحكومة ما يعني عزل حلب بأكملها.
ومنذ ذلك الحين، أسفرت الغارات الجوية السورية والروسية ضد أحياء المعارضة في حلب عن مقتل عشرات الأشخاص، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأول الأحد إن التدمير لم يكن حدثا عاديا حتى بالنسبة لحلب.
ونقلت عن تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله: إن روسيا والولايات المتحدة كانتا على وشك التوصل لاتفاق حول جهد مشترك في مكافحة داعش في حلب. وأضاف أن مثل هذه الاتفاقية من شأنها المساعدة في تحقيق السلام لهذه البلاد التي تعاني منذ فترة طويلة وتقديم يد العون لشعبها كي يتمكن من العودة إلى موطنه.
ولم يعلق المسئولون الأمريكيون على الفور على تصريحات وزير الدفاع الروسي ومن غير الواضح حتى الآن كيف يمكن اجراء مثل هذا الجهد المشترك.
وفي السياق ذاته، أعرب محللون سياسيون للصراع السوري عن شكوكهم حيال هذا الأمر وقال جوشوا لانديس خبير شئون سوريا بجامعة أوكلاهوما ومؤلف مدونة حول سوريا: "لا يمكنني تحديد كيف يمكن للروس والأمريكيين إيجاد قاسم مشترك بشأن حلب. ولعل الروس يحاولون كسب مزيد من الوقت أو يحاولون درء أي رد فعل غربي أو إقليمي محتمل.