ودائمًا ما كانت مباراة الأهلي والترجي محط أنظار جماهير كرة القدم المصرية والتونسية والإفريقية، بسبب تاريخ مواجهات كلا الفريقين داخل القارة السمراء، المواجهات التي لم تخلو أحداثها وتفاصيلها من الأهداف طوال الـ90 دقيقة، التي كانت سببًا في تحقيق أحدهما للقب على حساب الآخر.

وكانت بدايتها في نسخة 2012 وحسم المارد الأحمر اللقب حينها بعدما خيم التعادل على مباراة الذهاب بالقاهرة، قبل أن يفوز الأهلي بهدفين مقابل هدف في تونس، ثم جاء النهائي الثاني والأخير بينهما في 2018 وكان من نصيب فريق الدم والذهب، بعدما حقق الانتصار بنتيجة أربعة أهداف مقابل ثلاثة في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

وحرصت بوابة المواطن الإخبارية على محاورة أسطورة كرة القدم المغربية "عبد العزيز بنيج" لاعب فريق الوداد المغربي ونانسي الفرنسي السابق، ومحلل قنوات beIN Sports الحالي عن مباراة الأهلي والترجي وحظوظ الفريقين في الدور نصف النهائي ومن الأقرب لحسم بطاقة الصعود إلى المباراة النهائية، فإلي نص الحوار:

الأهلي لم يقدم المستوي الفني الكبير والرائع خلال مشوار دور المجموعات، لأننا إذا رجعنا إلى سيناريو التأهل، سنجد أن فريق الهلال السوداني هو من أعطي الأهلي فرصة الحصول على بطاقة الصعود، بعدما أهدر لاعب الفريق السوداني أطهر الطاهر ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من عمر مباراة الفريق مع صن داونز الجنوب إفريقي، وإذا سُجلت تلك الركلة لخرج الأهلي من غمار المنافسة.

ولكن فريق الأهلي بقيادة السويسري مارسيل كولر قد تعلم من الدرس والصعوبات التي واجهته في دور المجموعات واستطاع أن يستعيد روحه وكبريائه من تلك الصعوبات، وأصبح الفريق يقدم مستوي مميز للغاية عما بدأ به البطولة، على الرغم من أن الأهلي لم يتعاقد مع لاعبين أجانب، بل تعاقد مع لاعبين محليين أصحاب إمكانيات استطاعت أن تسد احتياجات الفريق مع وجود مدرب ذكي ويتمتع بالحظ الكبير.

كيف رأيت مباراة الدور ربع النهائي بين الأهلي والرجاء المغربي؟.

الجميع يعرف أن فريق الرجاء المغربي قد رحل عن صفوفه في الموسم الحالي الكثير من اللاعبين، بجانب أن إدارة الفريق لم تقم بضم لاعبين آخرين لتعويض النجوم، بل اعتمدت على أبناء الفريق وبعض اللاعبين أصحاب الخبرات القليلة، بالإضافة إلى أن الفريق يعاني من أزمة مالية خلال الفترة الماضية، والتي كانت سببًا في رحيل لاعبين كبار من أجل تحقيق التوازن والاستقرار.

لذلك لم يظهر فريق الرجاء بنفس المستوي الفني الذي قدمه في دور المجموعات، لأن الأدوار الإقصائية تحتاج إلى لاعبين أصحاب خبرات كبيرة، لأنك تقابل فِرق مميزة، وهذا ما حدث في مباراة الأهلي والرجاء، لأن الأهلي يمتلك لاعبين أصحاب مهارات وخبرات كبيرة، استطاعت أن تحسم المباراة وتسجل أهداف في أوقات حاسمة وصعبة حقق الفريق من خلالها الانتصار.

اعتقد أنها مباراة تحتاج إلى تركيز على المستوي الذهني والنفسي أكثر من الجانب البدني، لأن فريق الترجي يفتقد العديد من الأسماء الأساسية التي تستطيع أن تحسم الفارق في المباراة ومن بينها المعز بن شريفية وهاني عمامو ورياض بن عياد وغيلان الشعلالي.

 الأمر الذي سيجعل المباراة في غاية الصعوبة لأبناء تونس، لأن الأهلي يمتلك كافة الإمكانيات والأدوات التي تمكنه من تحقيق الانتصار. والحصول على نتيجة إيجابية قبل مباراة الإياب في القاهرة، خصوصًا أن الفريق قد تحول على المستوي الفني والبدني بعد مباريات المجموعات كما ذكرت في السابق.

ستكون مباراة في غاية الصعوبة بالنسبة لفريق الوداد المغربي لأن المباراة الأولي ستقام في المملكة، مما يعني أن الفريق مطالب بتحقيق الانتصار وليس أي انتصار وإنما بأكثر عدد من الأهداف، بجانب الحفاظ على نظافة الشباك لأننا نعلم أنه مازال قانون احتساب الهدف خارج الديار بهدفين في حالة التعادل قائمًا حتي الآن.

ولكن حفاظ فريق الوداد على نظافة الشباك يبدو أمرًا شبه مستحيل، لأن فريق صن داونز من الفرق التي تمتلك اللاعبين القادرين على تسجيل الأهداف داخل وخارج الديار، كما يجب على فريق الوداد عدم ترك مساحات كبيرة في المناطق الأمامية لأن صن داونز يتملك لاعبين كبار على رأسهم "شالوليلي" فهو لاعيب رائع.

أعتقد أن الأهم من تسجيل الأهداف هو الحفاظ على نظافة الشباك في المباراة، ولكن بالنسبة لي النتيجة الأفضل في المباراة هي نتيجة هدفين مقابل لاشيء، لأن الفريق الجنوب الإفريقي قادر على تسجيل الأهداف، ولكن إذا تمكن أبناء الوداد من تسجيل أكثر عدد من الأهداف سيساعدهم قبل مباراة الإياب.

خروج فريق كبير بحجم وقيمة الزمالك من بطولة دوري الأبطال أمر محزن للجميع، ولكن الفريق الأبيض يمر بالعديد من الأزمات طوال الفترة الماضية، على مستوي الاستقرار الإداري والفني ورحيل عدد كبير من اللاعبين على رأسهم ثنائي المغرب أشرف بن شرقي ومحمد أوناجم، بجانب التونسي فرجاني ساسي، فهم كانوا إضافة كبيرة للفريق ورحيلهم أثر بشكل كبير.

فنجاح الفريق يتضمن الحفاظ على قوامه الأساسي بجانب التدعيمات في بداية كل موسم، وهذا لم يحدث من قبل فريق الزمالك، على عكس فريق الأهلي الذي حافظ على قوامه الأساسي بجانب إبرام التعاقدات مع لاعبين آخرين، وهذا ما تفعله الفِرق الكبيرة من أجل استمرار التواجد في المنافسة على البطولات والألقاب.

هناك العديد من اللاعبين الذين ظهروا بالمستوي الفني الرائع مع بيراميدز وفيوتشر بكأس الكونفدرالية، بجانب الزمالك والأهلي في بطولة دوري الأبطال، ولكن أفضل اللاعبين هو بالطبع داخل فريق الأهلي، لأن الفريق يمتلك الكثير من العناصر على مستوي المراكز المختلفة الذين ساهموا في حسم الكثير من المباريات.

ومن أفضل اللاعبين الأجانب في الفريق هو بيرسي تاو لأنه قدم مستوي فني مميز وقوي خلال الموسم الحالي وتواجد بشكل أساسي مع الفريق، ولكن بالنسبة لي فإن "حسين الشحات" هو أفضل لاعبي الفريق الذين لديهم قدرة كبيرة على تغيير المسار وتسجيل الأهداف الحاسمة، فهو أفضل اللاعبين هذا الموسم.

ويستعد فريقا الأهلي والترجي لخوض مواجهتي الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال إفريقيا للموسم الحالي يومي 12 و19 مايو في تمام الساعة العاشرة مساءً في رادس والقاهرة على الترتيب.