وأثناء عرضه لجوانب مختلفة من الأجندة الوطنية، قال الرئيس توكاييف: “في مثل هذه الفترة المهمة، لدينا كل الفرص لتحقيق اختراق اقتصادي قوي. ولتحقيق ذلك، يجب علينا أن ننتقل بشكل حاسم إلى نموذج اقتصادي جديد، لا يقوده إنجازات مجردة، بل تحسين حقيقي في حياة المواطنين.

علاوة على ذلك، أقر الرئيس توقاييف بالعديد من الإنجازات المهمة في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك مضاعفة رواتب المعلمين منذ عام 2020، وزيادة كبيرة في رواتب الأطباء، وتنفيذ مبادرات مثل "الصندوق الوطني للأطفال"، وبناء أكثر من 300 مستشفى. مرافق الرعاية الصحية في المناطق الريفية.

"إن المهمة الأكثر أهمية هي تشكيل إطار صناعي متين للبلاد، وضمان الاكتفاء الذاتي الاقتصادي. وقال إن التركيز الرئيسي يجب أن ينصب على التطوير المتسارع لقطاع التصنيع، ومن أجل دعم الصناعة التحويلية، اقترح إعفاءات ضريبية للمستثمرين الأجانب والمحليين للسنوات الثلاث الأولى.

وأشار إلى أنه علاوة على ذلك، سيتم التركيز بشكل خاص على قطاعات مثل الهندسة الثقيلة وتخصيب اليورانيوم ومكونات السيارات. واقترح توكاييف أنه لدعم الصناعة التحويلية، يجب إعفاء المستثمرين الأجانب والمحليين من دفع الضرائب والمدفوعات الإلزامية الأخرى للسنوات الثلاث الأولى.

وفيما يتعلق بالمسائل المالية، دعا الرئيس توقاييف إلى سياسات مالية ونقدية منسقة تهدف إلى تحقيق نمو اقتصادي مستقر بنسبة 6-7 في المائة. وشدد على أهمية جذب البنوك الأجنبية لتعزيز المنافسة وزيادة إقراض الشركات.

وأضاف أن "المهمة الرئيسية هي ضمان النمو السنوي للإقراض للقطاع الحقيقي عند مستوى 20% أو أكثر".

وكان دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتسريع عملية الخصخصة من العناصر الأساسية في خطاب الرئيس. وشدد على الحاجة إلى قدر أكبر من الشفافية والكفاءة في إدارة الأصول ودعا إلى إجراء تغييرات في التشريعات لتشجيع الدمج بين الشركات الصغيرة.

وقال: "أوجه الحكومة بالبدء في خصخصة جميع الأصول غير الأساسية والاكتتاب العام الأولي لشركات صندوق Samruk-Kazyna اعتبارًا من عام 2024". وسيتم البدء في إجراء تغييرات في التشريعات لتشجيع الاندماج بين الشركات الصغيرة، وسيتم تكثيف الجهود لإزالة احتكار الأسواق الرئيسية.

وفي كلمته، سلط الرئيس توكاييف الضوء على التزام كازاخستان بالاستدامة البيئية، مع خطط لزيادة قدرة الطاقة المتجددة وتطوير توليد الهيدروجين. واقترح الرئيس توكاييف إجراء استفتاء وطني بشأن بناء محطة للطاقة النووية لتحقيق هذا الالتزام.

وتم تسليط الضوء على طموحات كازاخستان في قطاع تكنولوجيا المعلومات، لزيادة صادرات خدمات تكنولوجيا المعلومات إلى مليار دولار بحلول عام 2026 من خلال الشراكات مع شركات تكنولوجيا المعلومات الأجنبية. وأكد: "نحن من بين رواد العالم في مؤشر تطوير الحكومة الإلكترونية والتكنولوجيا المالية".

وفي مجال النقل، حدد الرئيس توكاييف خططًا لجعل كازاخستان مركز عبور رئيسي في أوراسيا، مع التركيز على الطرق الرئيسية مثل عبر قزوين والممر الدولي بين الشمال والجنوب.

وأشار الرئيس إلى أنه "من الضروري بناء ميناء جاف جديد في معبر بختي، وتسريع بناء مركز الحاويات في أكتاو، وتوسيع مرافق الموانئ على البحر الأسود على طول الممر الأوسط". وشدد على أن كازاخستان يجب أن تصبح في نهاية المطاف قوة نقل ولوجستيات كاملة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار الرئيس إلى أن إمكانات النقل تعتمد على علاقات كازاخستان البناءة والجيدة مع جميع الدول المجاورة، بما في ذلك روسيا والصين وجيراننا في وسط وجنوب آسيا.

وتطرق الخطاب أيضًا إلى الإصلاحات السياسية، بما في ذلك الانتخابات المقبلة لرؤساء البلديات في المناطق والمدن الكبرى المهمة. كما ركز على تطوير القطاعات المختلفة، مثل الزراعة والتغويز ومعالجة الأمن المائي.

واختتم الرئيس توقاييف كلمته بحث جميع المواطنين، وخاصة الشباب، على تجسيد المواطنة المسؤولة والتمسك بالقيم الأساسية لمجتمع عادل. ووصف ذلك بـ "عدل العزمات" أو المواطن المسؤول، قائلاً: "إذا كان الجميع وطنيين، ومتعلمين، ومجتهدين، ومنضبطين، ومسؤولين، وعادلين، ومقتصدين، ومتعاطفين، فلن تكون هناك آفاق بعيدة المنال بالنسبة لنا".

وأنهى الرئيس توقاييف خطابه قائلاً إن الحكومة ستتحمل المسؤولية عن تنفيذ السياسات الاقتصادية والاجتماعية المقترحة. وشدد على أنه “يجب أن تتمتع بكل أدوات الإدارة المستقلة للاقتصاد دون الروتين والبيروقراطية، ودون التنسيق مع الإدارة الرئاسية”.