سفن فوجيان: صناعة مدينة الزيتون الصينية التي شقت طريقها نحو العالمية
الثلاثاء 23/يناير/2024 - 05:43 م
فاطمة بدوي
طباعة
ذكرت السجلات التاريخية الصينية بأن السفن المصنوعة على سواحل مقاطعة فوجيان هي أفضل السفن على الإطلاق.
إن اسم سفينة فوجيان مصطلح عام يطلق على السفينة الشراعية الخشبية العابرة للمحيطات التي تم بناؤها على طول ساحل فوجيان، وتتميز هذه السفينة بكونها عميقة في الأسفل وواسعة في الأعلى وهي مناسبة للإبحار في المحيطات. كنقطة انطلاق لطريق الحرير البحري ازدهرت تشيوانتشو (مدينة الزيتون) في التجارة البحرية وبناء السفن خلال سلالتيْ سونغ ويوان وأصبحت مركز بناء السفن في البلاد. كانت معظم السفن التجارية الصينية التي أبحرت عبر طريق الحرير البحري على طول سواحل شمال شرق آسيا وجنوب شرق آسيا والمحيط الهندي والجزيرة العربية وشرق إفريقيا هي سفن فوجيان.
قال لين بيتسونغ، وهو من الجيل الحادي عشر للحرفين في صناعة مقصورات السفن المانعة لتسرب المياه: "أهم عارضة لهذه السفينة هي العارضة الموجودة في قاعها وهي أثقل هيكل فيها، لذلك هي مثل لعبة رولي بولي، مما يجعل سفينة فوجيان تصمد أمام قوة العواصف في البحر."
أهم تقنية تتميز بها سفينة فوجيان هي مقصورة مانع تسرب الماء فيها. حيث تنقسم المقصورة إلى عدة مقصورات محكمة الإغلاق بشكل متبادل مع ألواح الحواجز، والتي تلعب دور تعزيز الهيكل ومقاومة الماء والعزل المائي.
كما أضاف لين بيتسونغ: "حتى الآن لا تزال السفن الحديثة مثل الغواصات وحاملات الطائرات في الصين تستخدم تقنية المقصورة المانعة لتسرب الماء."
في عام 2010، تم إدراج تقنية تصنيع المقصورات المقاومة للماء لسفن فوجيان الصينية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي نظرا لأنها كانت بحاجة إلى حماية عاجلة.