مراسل حرب..حكايات لاتنتهي في مربع الشفاء
الثلاثاء 02/أبريل/2024 - 12:09 ص
مي ياقوت
طباعة
وهكذا انقضت مدة احتلالهم البغيض للمكان الذي كان محور حديث الاعلام والصحف العالمية منذ بدء حرب السابع من اكتوبر ، هكذا رحلوا بعد ان نجحوا في دخوله بغطاء من كذبات واتهامات ملفقه بأن المقاومه تستخدمه للاختباء او مسرح للتخطيط للعمليات .. هم ارادوا ببساطة وجحود وقسوة ان ينهوا على اي مكان يمكن ان يعطي قبلة حياة لاي جريح او مريض، ارادوا ان يطمئن قلبهم الحجر الا ينجو احدا فكان لابد ان يقضوا على مبني واسم مستشفى الشفاء الذي طلبوا من اطبائه ترك مكانهم فرفضوا ترك الخدج والرضع والمرضى والمصابين متذكرين قسم مهنتهم ومجتمعين الا ينكثوا به مهما كلفهم الثمن ولو كان حياتهم وقد كان، في هذا المكان استشهد الطبيب والممرض والمسعف والمريض والمصاب وكل ماهو على قيد الحياه ، تركوه عديمي الرحمة دون اي حياة تذكر وكأنهم أعداؤها
دمار ورماد وركام بينه اشلاء هي بقايا جثثهم ، ان روح الشهداء ترفرف في المكان تشهد على ماحدث من مذبحة ينأى لها جبين الانسانية ، كل شهيد هنا له قصة وامال وطموحات انهتها الحرب الظالمة والعدوان العاشم والقوة الغير متكافئة والانتقام الأعمى من المدنيين الذي سيظل التاريخ يذكره ، كيف استمر الصهاينه في ابادة الفلسطينيين رغم اعتراض العالم وانتفاضة اغلب شعوبه بقول لا ، الصهاينه الذين لم توقفهم محكمة عدل دوليه ولا قوانين دوليه ولا مجلس امن ولم يعاقبهم احد وكأننا في غابه لاوجود فيها للانسانيه ولاوجود الا للأقوى وان كان ظالما وغادرا وخبيثا وسفيها
في وسط كل تلك العتمة يقف الاطفال على شواطئ غزة ينتظرون المساعدات التي تصل لهم من اشقائهم في مصر والاردن والامارات وبعض الدول لتنقذهم من المجاعة التي فرضها عليهم حصار الصهاينة
الملايين من الشعوب العربيه كبارت وصغارا واطفالا وقفوا في العشر الاواخر دعوتهم الاولي ان ينقذ الله غزة وان يقي الفلسطينيون شر الحرب الطحون وان تتم محاكمة اسرائيل بالعدل على جرائمها التي وثقها جنودها بالصوت والصوره قبل ان يوثقها الابطال من مراسلي الحرب وصحفيوها اولئك الذين مازالوا صامدين رغم ان الكثير منهم دفعوا حياتهم ثمنا لكلمة الحق ونصرة الحقيقة واوفوا القسم ولم ينكثوا به ذلك القسم الذي حلفوه في نقاباتهم الصحفيه بأن يكونوا مدافعين دوما عن الحق وناقلين له بكل موضوعيه
لعن الله الحرب ولعن الظالمين وتوعدهم بسوء الجزاء دنيا وآخره ومازلنا نقص ونقص الكثير من المآسي التي خلفتها تلك الابادة البشريه ، مازلنا سننقل ونوثق ماحدث ومايحدث ومازال في الكلام مادام في العمر بقية