ردود الفعل الأمريكية دعاية انتخابية.. "مخلوف" يكشف سر تظاهرات الإسرائيليين والفشل الاستخباراتي ويعتبرها أقوى ورقة ضغط على نتنياهو
الإثنين 02/سبتمبر/2024 - 10:56 م
هانيا رضوان
طباعة
يقول خبير شئون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحافي محمد مخلوف، نائب رئيس تحرير بدار أخبار اليوم، أن حادثة العثور على جثامين 6 من الأسرى الإسرائيليين، أدت إلي ردود أفعال واسعة النطاق، تمثلت أهمها من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمرشحة الديمقراطية هاريس في إدانة قيادات وكوادر حركة حماس، وتوعدهم قيادات الحركة بإجراءات عقابية ضدهم، وفي اعتقادي الشخصي أن ردود الفعل الأمريكية تأتي في إطار الحملة الانتخابية ومحاولة سد الثغرات أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بينما تأتي أهم ردود الأفعال المؤثرة من الداخل الإسرائيلي، التي يمكن رصد أبرز تداعياتها في اتساع نطاق التظاهرات الاحتجاجية ضد "نتنياهو" الذي بدأت غالبية الجماهير الإسرائيلية تقتنع الآن بعدم وجود الرغبة لديه للتوصل لاتفاق يؤدي للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين أحياءً، واستقرار موقفه علي استمرار الحرب والتصعيد في غزة، ثم نقل التصعيد للضفة الغربية أيضاً.
كشف الصحافي محمد مخلوف إلى أن سر تظاهرات الإسرائيليين ضد نتنياهو هو الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في الوصول إلى أية معلومات عن أماكن الاسرى في فلسطين، وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي التغطية على هذا الفشل باتباع سياسة الاغتيالات، والشعب لديه القدرة على اكتشاف أكاذيب وألاعيب نتنياهو، فكيف استطاع تحديد اماكن قيادات لحماس وحزب الله واستهدافهم في دول أجنبية ولم يستطع تحديد أماكن الاسرى؟، متوقعاً تزايد احتمالات تحول الاحتجاجات إلي إضراب عام في أكثر من مدينة رئيسية من المدن الإسرائيلية، خاصةً في ضوء تزايد حدة الانتقادات التي يوجهها قيادات عسكرية وسياسية سابقة وحالية إلي "نتنياهو" وارتكاز معظمها علي تفضيله مصالحه الخاصة علي مصلحة إسرائيل التي لحق بها من الأضرار خلال الأحد عشرة شهراً الماضية ما يفوق ما لحقها من أضرار منذ إنشائها، وكان أكثر منتقديه ومعارضيه هو وزير دفاعه "يوآف جالانت" فضلاً عن رئيسا الوزراء الأسبق والسابق "إيهود باراك، يائير لابيد" الأمر الذي يرجح في ضوئه ترجيح احتمالات تحول التظاهرات الاحتجاجية إلي الإضراب وربما تتصاعد الأمور وتتغير وتتحول إلى فوضى وحرب أهلية.
يشير مخلوف إلى توافر القناعة لدى القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية المعارضة بأن "نتنياهو" يعمل على استمرار الحرب وتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية لأسبابه الشخصية التي من أبرزها (استمرار ائتلافه المتطرف وعدم تفكك الحكومة تخوفاً من إحالته للمحاكمة الجنائية في تهم الفساد أو خضوعه للجنة تحقيق في أحداث السابع من أكتوبر التي تشير الدلائل إلي تلقيه تحذيرات بشأنها تعمد إهمالها ليتسنى له البقاء في الحكم والانتقام من حماس وأهالي قطاع غزة- محاولة إطالة أمد الحرب والتصعيد الممنهج في الضفة أملاً في استهلاك مزيد من الوقت لحين إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يمكن أن تؤدي لفوز حليفه السابق "ترامب" الذي سيقدم له كافة أنواع الدعم- وتحقيق هوسه الشخصي بأن يكون "ملك إسرائيل" بتحقيق رقم قياسي في مدة الاحتفاظ بمنصب رئيس الوزراء مهما كان الثمن الذي تدفعه إسرائيل وشعبها…).
أوضح مخلوف، أن الضغوط الداخلية التي يواجهها "نتنياهو" تعد هي الأشد تأثيراً عليه من الضغوط الخارجية التي قد تفيده غالبية الأحيان خاصةً مع الأوساط اليمينية المتطرفة التي تدعم ائتلافه الحكومي بدعوى أنه يواجه ضغوطاً من الخارج لكنه يحاربها في سبيل إسرائيل ومصالحها، بينما لا يستطيع محاربة الضغوط الداخلية وكل ما يستطيعه هو المناورة في مواجهتها، الأمر الذي يؤدي لتلقيه المزيد من الانتقادات والإهانات أيضاً مما يزيد موقفه الداخلي ضعفاً فيساهم في زيادة حجم الضغوط والممارسات الاحتجاجية الإسرائيلية ضده، لافتاً إلى أن "نتنياهو" يتسم بالتطرف والعناد، الأمر الذي يشير إلي أنه سيبذل قصارى جهده للمناورة في مواجهة التحديات بكافة الوسائل المتاحة له، فضلاً عن أنه سيلجأ لخيارات الهروب للأمام بزيادة تصعيد العمليات العسكرية وتوسيع نطاقها، كل ذلك في سبيل شراء الوقت حتى الانتخابات الأمريكية تأتي بحليفه "ترامب" الذي سيزيد من فرص بقاؤه من خلال الدعم غير المحدود الذي سيقدمه له.