قال مطلعون على الصناعة بعد صدور أحدث بيانات التجارة الخارجية للصين إن النمو المطرد للتجارة الخارجية الصينية أثبت مرونة سلسلتها الصناعية.

أظهرت بيانات رسمية مؤخرا أن إجمالي التجارة الخارجية للصين حافظ على نمو مطرد في الأشهر الـ11 الأولى للعام الماضي، حيث توسع بنسبة 4.9% على أساس سنوي من حيث اليوان. وارتفعت قيمة التجارة الخارجية للصين إلى 39.79 تريليون يوان (5.43 تريليون دولار أمريكي) في هذه الفترة، وفقا للإدارة العامة الصينية للجمارك.

وأظهرت البيانات أن صادرات الصين ارتفعت بنسبة 6.7% على أساس سنوي خلال الفترة إلى 23.04 تريليون يوان (3.14 تريليون دولار أمريكي)، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 2.4% إلى 16.75 تريليون يوان.

وفي منطقة الجمارك الشاملة بمطار هايكو بجنوبي الصين، ينشغل العمال بإجراء الصيانة الجمركية على الطائرات القادمة من تايلاند وقطر ودول أخرى. وبفضل سياسة "التعريفة الصفرية" وغيرها من التدابير التفضيلية لميناء هاينان للتجارة الحرة، تستفيد الطائرات القادمة من الإعفاءات مثل الوقود المعفى من الرسوم الجمركية ولوازم الصيانة وإعفاءات الودائع النقدية.

وارتفعت قيمة سلع الصيانة المرتبطة بالتأمين خلال الأشهر الـ11 الأولى للعام الماضي بنحو 4.5 ضعف مقارنة بالفترة نفسها للعام السابق.

وفي منطقة ميشان بميناء نينغبوه-تشوشان بشرقي الصين، واصل حجم مناولة الحاويات الارتفاع، ليتجاوز 10 ملايين حاوية نمطية للمرة الأولى. ويجعل هذا الإنجاز ميناء نينغبوه-تشوشان الميناء الوحيد في العالم الذي يضم محطتين تعملان بمستوى 10 ملايين حاوية نمطية.

وتتمتع منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، التي تضم 119 طريقا دوليا ثنائيا للنقل البري تمثل أكثر من ثلث الإجمالي الوطني، بأعلى معدل نمو للتجارة الخارجية في البلاد.

وفي العام الماضي، ارتفع عدد الشركاء التجاريين الرئيسيين للصين من أكثر من 140 دولة ومنطقة إلى أكثر من 150 دولة ومنطقة. ولأول مرة في التاريخ، تجاوز حجم التجارة الخارجية للبلاد في كل من الأرباع الثلاثة الأولى للعام الماضي 10 تريليونات يوان (1.36 تريليون دولار أمريكي).

وقال تشاو تشونغ شيو، رئيس جامعة الأعمال والاقتصاد الدولي ببكين "في العام الماضي، عززت الصين مكانتها كأكبر دولة في العالم في تجارة السلع، في حين استمر هيكلها التجاري في التحسن. ويوضح النمو المطرد للتجارة الخارجية بشكل كامل فعالية تنمية البلاد لقوى منتجة جديدة النوعية، فضلا عن مرونة وحيوية سلسلة الصناعة والتوريد. ويلعب النمو دورا داعما مهما في التعافي الاقتصادي للبلاد".

وقال ليانغ مينغ، مدير معهد التجارة الدولية بالأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي "بفضل التنمية الخضراء والذكية والراقية للصين، وصلت حصة صادرات الدوائر المتكاملة والسيارات والأجهزة المنزلية والسفن إلى مستويات قياسية على أساس سنوي. وتبلغ مساهمة صادرات الصين في الصادرات العالمية الآن 40%".

في العام الماضي، استحوذت الصين على أكثر من 70% من طلبات السفن الخضراء في العالم. كما نمت صادرات التجارة العامة للبلاد بنسبة 7.9% في الأشهر الـ11 الأولى للعام الماضي، بزيادة 5.9 نقطة مئوية عن الفترة نفسها للعام السابق.

وأصبحت خدمات السفر أكبر قطاع في تجارة الخدمات للصين، بدعم من سياسة الإعفاء من التأشيرة لـ38 دولة. وفي الأشهر العشرة الأولى للعام الماضي، بلغت التجارة الخارجية الصينية لخدمات السفر 1.67 تريليون يوان (228 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 41.2%.

وتعد الصين موطنا لأكثر من 120 ألف شركة تجارة إلكترونية عبر الحدود وأكثر من 2500 مستودع خارجي. وأنشأت البلاد آليات تعاون ثنائية في مجال التجارة الإلكترونية مع أكثر من 30 دولة. ويمثل حجم التجارة الخارجية للبلاد مع الدول المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" 47% من الإجمالي.

وأحرزت الصين تقدما في تنفيذ اتفاقيات التجارة الحرة مع نيكاراغوا والإكوادور وصربيا، ووقعت ترتيبات الحصاد المبكر بموجب اتفاقية التجارة الحرة مع هندوراس، وعملت على الانضمام إلى اتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ واتفاقية شراكة الاقتصاد الرقمي.

وحتى الآن، وقعت الصين 23 اتفاقية للتجارة الحرة مع 30 دولة ومنطقة، ما يمثل نحو ثلث إجمالي تجارتها الخارجية. وفي العام الماضي، خفضت الصين التعريفات الجمركية بشكل استباقي، مما أدى إلى انخفاض مستوى التعريفات الجمركية الإجمالي إلى 7.3%، مستوى أقل بكثير من متوسط مستوى الدول النامية.