يسري عبدالله: «رايات الموتى» رواية تناقش التطرف بحثا عن جوهر العالم
السبت 20/أغسطس/2016 - 08:28 ص
في ندوة نقدية عقدها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، مساء الثلاثاء الماضي بمكتبة البلد الثقافية، نوقشت رواية "رايات الموتى" للكاتب الروائي هاني القط، وشارك في المناقشة الناقد الدكتور يسري عبدالله، والدكتور محمود عبدالباري، وأدار الندوة الشاعر علي عطا.
بدأت الندوة بإطلالة موجزة من علي عطا، على عالم الرواية، وصاحبها، ثم قدم الناقد الدكتور يسري عبدالله مداخلته النقدية، التي بدأها قائلا: "يتجادل خطان للسرد في رواية "رايات الموتى" للروائي المصري هاني القط، ويبني الكاتب نصه اعتمادا على استراتيجية للحكي يتقاطع فيها المساران المركزيان في الرواية ويتداخلان. ويمثل المسار الأول هنا الشاعر الإنجليزي "ويليام" الذي تنبأ بموته عبر قصيدة مؤثرة، في لحظة استشراف شفيفة ومؤلمة في آن، ومعه "جانيت" زوجته الحائرة، فقد استبد بحياتهما الملل، لينحو "ويليام" صوب فسحة من الحياة قد تمثلها "جاسمين بريان" الصحفية الشابة المولعة به من جهة، والغارقة في أنانيتها المفرطة من جهة ثانية.
أما المسار المركزي الثاني فيمثله "سعيد"، الذي يصير شيخا جهاديا على يد أحد أمراء تنظيم الجماعة الإسلامية "الشيخ أبو مصعب"، وعينا على الأمير وأتباعه لحساب الأمن في الوقت نفسه.
يلحق "سعيد" بآخر موجات الجهاديين في أفغانستان، ويعود ليصبح شريكا في مذبحة الأقصر عام 1997.
وكما يقول يسري عبدالله؛ يلتقي مسارا السرد المركزيان حين يأتي "ويليام" للقاهرة لزيارة معالمها، ثم يسافر بالقطار إلى الأقصر، حيث يلتقي بسعيد وجها لوجه، ويصبح ويليام قتيلا، وسعيد قاتلا، وما بين لعبة المجرم والضحية، تتقاطع مساحات الحضور والغياب في النص وتتداخل، ويصبح التلاقي بينهما نقطة التماس الرئيسية بين خطي القص الأساسيين في الرواية".
ومن جانبه قال الناقد محود عبدالباري: "رفع وليام رايته منذ كتب قصيدته التي تنبأ فيها بموته، قصيدة (موت شاعر)، لكنه لم يحمل في قلبه كرها لأحد، وإن كانت معاناته مصدرها هذا العالم الذي ظل يشعر فيه بالحيرة، والذهول والضياع.
وتشتد الحيرة مع فقدان جانيت -يضيف عبدالباري- ذلك الملاك الذي قرر أن يفارقه بلا رحمة جزاء خطيئته مع روح خبيثة لم تحمل له غير الرغبة في الموت، روح سعت من أول وهلة إلى استغلاله والتحليق فوق أجنحة روحه التي ظلت تبحث عن المثال، المعاناة هنا شكلتها المرأة منذ أول وهلة، والمصير دفعته إليه حبيبته وإن لم تشاركه فيه، وكأنها كانت تدفعه ليدفع ثمن خيانته لها مع جاسمين بريان.
ويضيف: أما سعيد فقد رفع رايته مدفوعا بالغل، والرغبة في الانتقام من الحياة ومن فيها.. أسموه سعيدا هو الذي لم يذق يوما إلا الشقاء، في قاهرة مغلوبة على أمرها مثل أهلها، تبدأ قصته من حيث أول نهايته، في تلك الحافلة التي يتصيد فيها فرائسه من النساء المغلوبات على أمرهن، يتحرش بهن، فلا يملكن لأنفسهن إلا أن يرضخن لما فرضه عليهن الفقر وضيق المكان وما به من الزحام، وما اقتضته تقاليد تمجد الصمت على ما لا يجوز الحديث عنه اتقاء لسهام الاتهام التي تهتك العرض، ولا تصون السمعة لأولئك اللواتي يئسن أو كدن ييأسن من قدوم ابن الحلال.
حضر الندوة عدد من الشعراء والروائيين والكتاب، في مقدمتهم الشاعر محمود قرني، والروائي يحيى مختار، والروائي علي سيد علي، والروائي وحيد الطويلة، والروائي صبحي شحاتة، والكاتب حسين عبدالرحيم، والروائي أسامة السعيد، والكاتب حسين منصور، والكاتب محمد عاشور هاشم.
بدأت الندوة بإطلالة موجزة من علي عطا، على عالم الرواية، وصاحبها، ثم قدم الناقد الدكتور يسري عبدالله مداخلته النقدية، التي بدأها قائلا: "يتجادل خطان للسرد في رواية "رايات الموتى" للروائي المصري هاني القط، ويبني الكاتب نصه اعتمادا على استراتيجية للحكي يتقاطع فيها المساران المركزيان في الرواية ويتداخلان. ويمثل المسار الأول هنا الشاعر الإنجليزي "ويليام" الذي تنبأ بموته عبر قصيدة مؤثرة، في لحظة استشراف شفيفة ومؤلمة في آن، ومعه "جانيت" زوجته الحائرة، فقد استبد بحياتهما الملل، لينحو "ويليام" صوب فسحة من الحياة قد تمثلها "جاسمين بريان" الصحفية الشابة المولعة به من جهة، والغارقة في أنانيتها المفرطة من جهة ثانية.
أما المسار المركزي الثاني فيمثله "سعيد"، الذي يصير شيخا جهاديا على يد أحد أمراء تنظيم الجماعة الإسلامية "الشيخ أبو مصعب"، وعينا على الأمير وأتباعه لحساب الأمن في الوقت نفسه.
يلحق "سعيد" بآخر موجات الجهاديين في أفغانستان، ويعود ليصبح شريكا في مذبحة الأقصر عام 1997.
وكما يقول يسري عبدالله؛ يلتقي مسارا السرد المركزيان حين يأتي "ويليام" للقاهرة لزيارة معالمها، ثم يسافر بالقطار إلى الأقصر، حيث يلتقي بسعيد وجها لوجه، ويصبح ويليام قتيلا، وسعيد قاتلا، وما بين لعبة المجرم والضحية، تتقاطع مساحات الحضور والغياب في النص وتتداخل، ويصبح التلاقي بينهما نقطة التماس الرئيسية بين خطي القص الأساسيين في الرواية".
ومن جانبه قال الناقد محود عبدالباري: "رفع وليام رايته منذ كتب قصيدته التي تنبأ فيها بموته، قصيدة (موت شاعر)، لكنه لم يحمل في قلبه كرها لأحد، وإن كانت معاناته مصدرها هذا العالم الذي ظل يشعر فيه بالحيرة، والذهول والضياع.
وتشتد الحيرة مع فقدان جانيت -يضيف عبدالباري- ذلك الملاك الذي قرر أن يفارقه بلا رحمة جزاء خطيئته مع روح خبيثة لم تحمل له غير الرغبة في الموت، روح سعت من أول وهلة إلى استغلاله والتحليق فوق أجنحة روحه التي ظلت تبحث عن المثال، المعاناة هنا شكلتها المرأة منذ أول وهلة، والمصير دفعته إليه حبيبته وإن لم تشاركه فيه، وكأنها كانت تدفعه ليدفع ثمن خيانته لها مع جاسمين بريان.
ويضيف: أما سعيد فقد رفع رايته مدفوعا بالغل، والرغبة في الانتقام من الحياة ومن فيها.. أسموه سعيدا هو الذي لم يذق يوما إلا الشقاء، في قاهرة مغلوبة على أمرها مثل أهلها، تبدأ قصته من حيث أول نهايته، في تلك الحافلة التي يتصيد فيها فرائسه من النساء المغلوبات على أمرهن، يتحرش بهن، فلا يملكن لأنفسهن إلا أن يرضخن لما فرضه عليهن الفقر وضيق المكان وما به من الزحام، وما اقتضته تقاليد تمجد الصمت على ما لا يجوز الحديث عنه اتقاء لسهام الاتهام التي تهتك العرض، ولا تصون السمعة لأولئك اللواتي يئسن أو كدن ييأسن من قدوم ابن الحلال.
حضر الندوة عدد من الشعراء والروائيين والكتاب، في مقدمتهم الشاعر محمود قرني، والروائي يحيى مختار، والروائي علي سيد علي، والروائي وحيد الطويلة، والروائي صبحي شحاتة، والكاتب حسين عبدالرحيم، والروائي أسامة السعيد، والكاتب حسين منصور، والكاتب محمد عاشور هاشم.