تنعكس أحداث الحياة بتحدياتها ومشكلاتها على الجوانب المختلفة لشخصية الفرد مما يجعل من الضروري البحث عن الطرق التي يمكن من خلالها مساعدة الفرد على الصمود بصفة عامة والمعلم بصفة خاصة، فهو يتأثر مثل غيره بالتحديات التي تواجهه، وتكمن خطورة الموقف في انتقال هذا الأثر إلى تلاميذه سواء كان أثرًا إيجابيًا أو سلبيًا.
ويحتاج الطالب المعلم في كليات التربية إلى إعداد مهني وأكاديمي وثقافي ونفسي وفكري، وإذا تم التقصير في أحد الجوانب يختل إعداد الطالب المعلم، ولا يتحقق الهدف المنشود من إعداده، ولم يلق البُعدان النفسي والفكري من الاهتمام ما تلقاه الأبعاد المهنية والأكاديمية والثقافية، برغم المحاولات المبذولة للإرتقاء بهما، إلا أن المجال ما يزال بحاجة إلى مزيد من الجهود، وذلك لأهميتهما وتأثيرهما القوي على شخصية الطالب المعلم، وعلى أدائه التدريسي.
ولذا تبدو الحاجة إلى تنشيط المناعة النفسية لدى الطالب المعلم ماسة لكونها ترفع مستوى الحالة المعنوية والفكرية لديه، وتعمل على إعادة بنائه المعرفي وتعديل سلوكه، وطريقة تعامله مع المواقف الحياتية والتدريسية المشكلة بطرق إيجابية.
وهناك حاجة إلى تعديل وتغيير أساليب التفكير التي يستخدمها الطلاب المعلّمون، بحيث يعدلون طرق تفكيرهم في الجوانب المتعلقة بالحياة والتدريس، مما ينعكس أثره على اساليبهم التدريسية بمايؤدي إلى تنمية الاتجاهات الإيجابية لدى تلاميذهم تجاه الجوانب الحياتية والتعليمية المختلفة.