”بنا”: زيارة الملك حمد لمصر خطوة مهمة لتعزيز التضامن العربي
الثلاثاء 26/أبريل/2016 - 01:35 م
أ ش أ
طباعة
ذكرت وكالة أنباء البحرين / بنا / في تقرير لها أن الزيارة الهامة التى يقوم بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر فى وقت لاحق اليوم تأتى في إطار تعزيز وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين ودفعها للأمام، كما تأتى كخطوة مهمة فى الإطار الصحيح لتعزيز التضامن العربى فى مواجهة التحديات التى تواجهها الأمة العربية حاليًا.
وقالت الوكالة فى تقريرها الذى بثته اليوم، الثلاثاء، إن العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية تتسم على الدوام بأنها علاقات متميزة تقوم على التواصل والمحبة والتعاون المشترك بين البلدين ما جعلها نموذجا يحتذى به في العلاقات العربية من جهة تنسيق المواقف وتطابق الرؤى في التعامل مع القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وهى تتجه بشكل اضطرادي تصاعدي متميز على مدار التاريخ دون أن يشبها أي شائبة، ويعمل جلالة الملك المفدى وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على توثيق أواصر هذه العلاقات خدمة للشعبين الشقيقين البحريني والمصري.
وأضافت: والحديث عن العلاقات البحرينية المصرية هو حديث عن ماض وحاضر ومستقبل يربط بينهم جميعًا روابط متينة من الود والمحبة والتآلف، فلم تبدأ هذه العلاقات فقط مع بدء التمثيل الدبلوماسى الرسمى بين البلدين، بل ترجع جذورها إلى مرحلة تاريخية عميقة من خلال الترابط التاريخى بين حضارة دلمون والحضارة الفرعونية القديمة. ثم تواصلت خلال فترة الخلافة الإسلامية حيث ضمت الدولة الإسلامية أبناء البحرين ومصر، وفى العصر الحديث كانت مصر من أول الدول التى اعترفت باستقلال البحرين ودعمت قضيتها إزاء المطالبات الإيرانية غير المشروعة. ولن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب المصرى فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، ومواقف التأييد والمساندة التى صاحبت بناء السد العالى، وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربى بعد نكسة عام 1967.واشتراك مملكة البحرين فى حرب 1973 بالدعم العسكرى والمادى وقطع النفط.
وشهدت العلاقات مع تولى جلالة الملك المفدى الأمانة تطورًا هائلا، انطلاقا من رؤية جلالته لمصر باعتبارها بيت العرب والعمق الاستراتيجى للعالم العربى، ورؤية مصر لمملكة البحرين باعتبارها البوابة الأمنية الشرقية للعالم العربى وأن حماية الاستقرار بها هو هدف استراتيجى لا حياد عنه حماية للأمة كلها. وتعتمد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين على ثلاثة محاور رئيسية هى: التعاون الوثيق بين القيادتين على مر العصور وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما كليهما للآخر فى مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك فى شتى المجالات.
وتمثل الزيارات المتعددة والمتبادلة بين قيادتى ومسؤولى البلدين، محوراً مهماً فى مجال تعزيز العلاقات الثنائية على الصعد كافة، حيث تظهر هذه الزيارات مدى روح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين.
ويحرص جلالة الملك المفدى على زيارة مصر حيث بلغت زياراته أكثر من 23 زيارة منها ثلاث مرات خلال عام 2015 فقط. كما يحرص الجانب المصرى على زيارة المملكة وزار كل رؤساء مصر مملكة البحرين تأكيدًا على أهميتها بالنسبة لمصر وتدعيما لأواصر التعاون بين البلدين وكانت أحدث هذه الزيارات الزيارة التى قام بها فخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى أكتوبر من العام الماضى والتى أعطت دفعة قوية للمزيد من الارتقاء بالعلاقات بين مملكة البحرين ومصر على كافة المستويات. وعلى الصعيد السياسى تمثل مملكة البحرين بعدا استراتيجيا كبيرا لمصر، فأمن مصر شرقا يبدأ من الخليج العربى، وعليه كانت دوما تصريحات المسؤولين والقادة فى مصر تؤكد على أن أمن البحرين هو خط احمر لأمن مصر القومى، كما أن مصر تمثل أيضا عمقًا استراتيجيًا لدول الخليج وبصفة خاصة البحرين.
كما تتوحد رؤية البلدين إزاء العديد من قضايا المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال دعم كفاح الشعب الفلسطينى المشروع فى إقامة دولته المستقلة، كما يعمل البلدان على استعادة الشرعية فى اليمن من خلال المشاركة جنبًا إلى جنب فى عمليتى عاصفة الحزم وإعادة الأمل كما يسعى البلدان لحل سياسى للأزمة السورية والحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسى وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه ومطالبة إيران بضرورة الكف والتوقف عن التدخل فى الشؤون الداخلية العربية. وعلى الصعيد الأمنى يتعاون البلدان على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى فى مكافحة الإرهاب ويؤكدان على الخطر الداهم الذى تمثله ظاهرة الإرهاب على الأمن والاستقرار فى المنطقة فى ظل تنامى التنظيمات الإرهابية وأهمية تكثيف التعاون والجهود على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى لمواجهة خطر هذه التنظيمات وتجفيف منابع تمويلها. ويربط بين البلدين مذكرة تفاهم بشأن التعاون والتنسيق الأمنى يرجع تاريخها إلى عام 2006. وتتبادل الخبرات الأمنية الزيارات والتشاور لمزيد من التنسيق والتشاور فى هذا الإطار وتدعم جمهورية مصر العربية الإجراءات التى تقوم بها مملكة البحرين فى حماية أمنها واستقرارها ومكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والمحرضين عليه وتقديم كل الدعم لتحقيق ذلك. وتقف مملكة البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً، جنباً إلى جنب مع جمهورية مصر العربية، وتساندها فى جميع المحافل الإقليمية والدولية، حتى تعبر بسلام المرحلة الدقيقة التى تمر بها، بحكمة قيادتها وحكومتها، وبإرادة شعبها العظيم، ترسيخاً للأمن والاستقرار وتحقيقاً للطموحات إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، وحتى تستعيد جمهورية مصر العربية دورها العربى والإقليمى الريادى فى الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. كما تشهد العلاقات العسكرية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية تطورًا كبيرًا ولعل من الدلائل على ذلك قيام القوات البحرينية والمصرية لأول مرة بتنفيذ مناورة بحرية - جوية مشتركة فى أبريل من العام الماضى، كما نفذت عناصر من سلاح الجو الملكى البحرينى والقوات الجوية المصرية بالتعاون مع 9 دول عربية وأجنبية التدريب الجوى المشترك الربط الأساسى 2014 والذى يأتى فى إطار التنسيق والتعاون المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة لتوحيد الرؤى والعمل المشترك فى العديد من المجالات للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة. وفيما يتعلق بتفعيل علاقات التعاون الإعلامى بين البلدين،أشار التقرير إلى أنه تم التوقيع على البرنامج التنفيذى للتعاون بين وزارة الإعلام فى مملكة البحرين ونظيرتها المصرية للفترة من 2009 - 2011، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات الإعلام الخارجى، الإذاعة والتليفزيون، التدريب والتأهيل الإعلامى وتبادل الخبرات والمعلومات إلى جانب تشكيل لجنة إعلامية مشتركة، فضلا عن تنشيط بروتوكول التعاون الإعلامى فى مجال الإعلام الداخلى والتنمية المجتمعية، وهناك تعاون إعلامى بارز بين المؤسسات الإعلامية البحرينية الرسمية والخاصة مع وسائل الإعلام المصرية بما يخدم ويحقق تطلعات الشعبين.
وعلى الجانب الاقتصادى يتخذ التعاون بين مصر والبحرين أشكالاً متعددة ومتنوعة تشمل تقريباً جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية وتشهد حركة التبادل التجارى بين البلدين نموًا متزايدًا، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين مصر والبحرين أكثر من 100 مليون دولار، وبلغت الصادرات المصرية للبحرين 18 مليون دولار منها المواد الغذائية والملابس والأدوات الصحية والسيراميك وأجهزة التكييف واشتملت الواردات البحرينية إلى مصر على منتجات الألمنيوم والبتروكيماويات والأنابيب والمواسير الصلبة. كما ارتفعت قيمة الاستثمارات البحرينية فى مصر إلى ما يزيد عن 1.7 مليار دولار، ما زالت الجهود مستمرة على الجانبين لزيادة تلك الأرقام بما يتماشى مع مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
كما تسعى مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية إلى تشجيع القطاعات الخاصة للاستثمار السياحى المتبادل وعلى هذا الصعيد وقعت البلدين على اتفاق برنامج تنفيذى للتعاون فى مجال السياحة، والعمل على تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين فى القطاع السياحى الخاص فى كلا البلدين لإقامة مشروعات سياحية مشتركة فى مناطق التنمية السياحية الجديدة بما فى ذلك المشاركة فى مشروعات البنية الأساسية.
وأشار التقرير إلا أن العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان قد وافق على تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز تجارى مصرى دائم بالبحرين خلال مقابلته لوزير الخارجية فى ديسمبر 2009. وجاء فى التقرير أن اللجنة المشتركة البحرينية المصرية والتى تشكلت منذ العام 1992 مثلت قمة أشكال التنسيق والتعاون بين البلدين، وقد تطور أعمال اللجنة بدعم من العاهل البحرينى حيث وجه إلى تفعيل دورها فى جميع المجالات.
حيث تم إنشاء آلية جديدة داخل اللجنة فى ديسمبر 2004 على مستوى مدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية البحرينية والسفير المصرى بالبحرين وتجتمع دوريا كل ثلاثة أشهر لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات وتوصيات اللجنة المشتركة وذلك لتفعيل هذه الاتفاقيات. وقد أنجزت اللجنة المشتركة العديد من الاتفاقات التى تصب فى مصلحة الشعبين الكريمين. ويسعى البلدان - حسب التقرير - لاستعادة اجتماعات اللجنة بعد فترة توقف نظرًا للظروف التى مرت بها مصر. وهناك أيضًا مجلس رجال الأعمال البحرينى - المصرى الذى تأسس فى ديسمبر 1999 ويعمل على دفع التعاون بين القطاع الخاص فى كلا الجانبين فى المجال الاقتصادى. ويرتبط البلدان باتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم تشمل مختلف المجالات فهناك 9 اتفاقيات تعاون تشمل الإعلام والثقافة والعمل والمجالات العلمية والتكنولوجية والقانونية والتجارية وتشجيع وحماية الاستثمار ومجال النقل الجوى. وهناك 14 مذكرة تفاهم تشمل مجالات المرأة والرياضة المصارف المركزية وحماية البيئة والحياة الفطرية والنفط والغاز والتعاون والتنسيق الأمنى والطيران المدنى والمجال القانونى والقضائى والتخطيط العمرانى والإسكان والمرافق والمجال الصحى والسياحة والزراعة وسوق الأوراق المالية (البورصة). وأيضًا ترتبط البحرين ومصر بـ 6 برامج تنفيذية للتعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والإعلامية والثقافية والسياحية والزراعية والقضائية والبيئية وفى مجال المرأة قالت بنا فى تقريرها لعل من الشواهد الحية على عمق العلاقات ذلك التعاون الوثيق بين المجلس الأعلى للمرأة فى البحرين والمجلس القومى للمرأة فى مصر، والتى توجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين عام 2008، كما شاركت صاحبة السمو الملكى الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين بصفتها رئيس المجلس الأعلى للمرأة فى العديد من المؤتمرات التى عقدت بمصر ومن بينها المؤتمر الاستثنائى لقمة المرأة العربية فى نوفمبر 2001، والمؤتمر الدولى الذى عقد بمدينة شرم الشيخ سبتمبر 2002 تحت عنوان المرأة من أجل السلام، ومنتدى الأقصر الدولى لمناهضة الاتجار بالبشر أوقفوا الاتجار بالبشر الآن: تطبيق بروتوكول الأمم المتحدة فى سبتمبر 2010، وخلال هذه المشاركات عقدت الشيخة سبيكة عدة لقاءات مع المسؤولين بالمجلس القومى للمرأة فى مصر.
واختتمت وكالة الأنباء البحرينية تقريرها قائلة على المستوى الشعبى لا يشعر أى من مواطنى الشعبين أنه غريب عندما يزور أو يقيم فى البلد الآخر، فهناك علاقات مصاهرة وصداقة وتواد بين الشعبين الشقيقين، ولا يجد الزوار البحرينيون سواء من طلبة العلم أو السياحة أو غيرها فى مصر إلا مشاعر الحب والمودة من الشعب المصرى، كما يحيا المصريون العاملون فى البحرين والذين بلغ تعدادهم أكثر من 20 ألف وكأنهم بين أهليهم ولا يشعرون أبدًا بأنهم غرباء عن شعب مملكة البحرين.وستظل مشاعر المحبة المترسخة فى قلوب الشعبين الشقيقين على الدوام أن شاء الله ما بقيت العروبة وبقيت البحرين وبقيت مصر .
وقالت الوكالة فى تقريرها الذى بثته اليوم، الثلاثاء، إن العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية تتسم على الدوام بأنها علاقات متميزة تقوم على التواصل والمحبة والتعاون المشترك بين البلدين ما جعلها نموذجا يحتذى به في العلاقات العربية من جهة تنسيق المواقف وتطابق الرؤى في التعامل مع القضايا العربية والإقليمية والدولية.
وهى تتجه بشكل اضطرادي تصاعدي متميز على مدار التاريخ دون أن يشبها أي شائبة، ويعمل جلالة الملك المفدى وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى على توثيق أواصر هذه العلاقات خدمة للشعبين الشقيقين البحريني والمصري.
وأضافت: والحديث عن العلاقات البحرينية المصرية هو حديث عن ماض وحاضر ومستقبل يربط بينهم جميعًا روابط متينة من الود والمحبة والتآلف، فلم تبدأ هذه العلاقات فقط مع بدء التمثيل الدبلوماسى الرسمى بين البلدين، بل ترجع جذورها إلى مرحلة تاريخية عميقة من خلال الترابط التاريخى بين حضارة دلمون والحضارة الفرعونية القديمة. ثم تواصلت خلال فترة الخلافة الإسلامية حيث ضمت الدولة الإسلامية أبناء البحرين ومصر، وفى العصر الحديث كانت مصر من أول الدول التى اعترفت باستقلال البحرين ودعمت قضيتها إزاء المطالبات الإيرانية غير المشروعة. ولن ينسى التاريخ تفاعل شعب البحرين مع ثورة 23 يوليو 1952 وقراراتها الكبرى، كما شهدت مدن البحرين مظاهرات حاشدة تضامنا مع الشعب المصرى فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، ومواقف التأييد والمساندة التى صاحبت بناء السد العالى، وتجاوب البحرينيين مع حملة التبرعات لصالح المجهود الحربى بعد نكسة عام 1967.واشتراك مملكة البحرين فى حرب 1973 بالدعم العسكرى والمادى وقطع النفط.
وشهدت العلاقات مع تولى جلالة الملك المفدى الأمانة تطورًا هائلا، انطلاقا من رؤية جلالته لمصر باعتبارها بيت العرب والعمق الاستراتيجى للعالم العربى، ورؤية مصر لمملكة البحرين باعتبارها البوابة الأمنية الشرقية للعالم العربى وأن حماية الاستقرار بها هو هدف استراتيجى لا حياد عنه حماية للأمة كلها. وتعتمد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين على ثلاثة محاور رئيسية هى: التعاون الوثيق بين القيادتين على مر العصور وتأكيد البلدين دعمهما ومساندتهما كليهما للآخر فى مواجهة مختلف التحديات، والتعاون المشترك فى شتى المجالات.
وتمثل الزيارات المتعددة والمتبادلة بين قيادتى ومسؤولى البلدين، محوراً مهماً فى مجال تعزيز العلاقات الثنائية على الصعد كافة، حيث تظهر هذه الزيارات مدى روح الود والتفاهم بين البلدين الشقيقين.
ويحرص جلالة الملك المفدى على زيارة مصر حيث بلغت زياراته أكثر من 23 زيارة منها ثلاث مرات خلال عام 2015 فقط. كما يحرص الجانب المصرى على زيارة المملكة وزار كل رؤساء مصر مملكة البحرين تأكيدًا على أهميتها بالنسبة لمصر وتدعيما لأواصر التعاون بين البلدين وكانت أحدث هذه الزيارات الزيارة التى قام بها فخامة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى أكتوبر من العام الماضى والتى أعطت دفعة قوية للمزيد من الارتقاء بالعلاقات بين مملكة البحرين ومصر على كافة المستويات. وعلى الصعيد السياسى تمثل مملكة البحرين بعدا استراتيجيا كبيرا لمصر، فأمن مصر شرقا يبدأ من الخليج العربى، وعليه كانت دوما تصريحات المسؤولين والقادة فى مصر تؤكد على أن أمن البحرين هو خط احمر لأمن مصر القومى، كما أن مصر تمثل أيضا عمقًا استراتيجيًا لدول الخليج وبصفة خاصة البحرين.
كما تتوحد رؤية البلدين إزاء العديد من قضايا المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال دعم كفاح الشعب الفلسطينى المشروع فى إقامة دولته المستقلة، كما يعمل البلدان على استعادة الشرعية فى اليمن من خلال المشاركة جنبًا إلى جنب فى عمليتى عاصفة الحزم وإعادة الأمل كما يسعى البلدان لحل سياسى للأزمة السورية والحفاظ على سيادة العراق واستقلاله السياسى وعروبته ووحدة وسلامة أراضيه ومطالبة إيران بضرورة الكف والتوقف عن التدخل فى الشؤون الداخلية العربية. وعلى الصعيد الأمنى يتعاون البلدان على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى فى مكافحة الإرهاب ويؤكدان على الخطر الداهم الذى تمثله ظاهرة الإرهاب على الأمن والاستقرار فى المنطقة فى ظل تنامى التنظيمات الإرهابية وأهمية تكثيف التعاون والجهود على المستوى الثنائى والإقليمى والدولى لمواجهة خطر هذه التنظيمات وتجفيف منابع تمويلها. ويربط بين البلدين مذكرة تفاهم بشأن التعاون والتنسيق الأمنى يرجع تاريخها إلى عام 2006. وتتبادل الخبرات الأمنية الزيارات والتشاور لمزيد من التنسيق والتشاور فى هذا الإطار وتدعم جمهورية مصر العربية الإجراءات التى تقوم بها مملكة البحرين فى حماية أمنها واستقرارها ومكافحة الإرهاب والعنف والتطرف والمحرضين عليه وتقديم كل الدعم لتحقيق ذلك. وتقف مملكة البحرين ملكاً وحكومةً وشعباً، جنباً إلى جنب مع جمهورية مصر العربية، وتساندها فى جميع المحافل الإقليمية والدولية، حتى تعبر بسلام المرحلة الدقيقة التى تمر بها، بحكمة قيادتها وحكومتها، وبإرادة شعبها العظيم، ترسيخاً للأمن والاستقرار وتحقيقاً للطموحات إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً، وحتى تستعيد جمهورية مصر العربية دورها العربى والإقليمى الريادى فى الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. كما تشهد العلاقات العسكرية بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية تطورًا كبيرًا ولعل من الدلائل على ذلك قيام القوات البحرينية والمصرية لأول مرة بتنفيذ مناورة بحرية - جوية مشتركة فى أبريل من العام الماضى، كما نفذت عناصر من سلاح الجو الملكى البحرينى والقوات الجوية المصرية بالتعاون مع 9 دول عربية وأجنبية التدريب الجوى المشترك الربط الأساسى 2014 والذى يأتى فى إطار التنسيق والتعاون المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة لتوحيد الرؤى والعمل المشترك فى العديد من المجالات للحفاظ على الأمن والاستقرار بالمنطقة. وفيما يتعلق بتفعيل علاقات التعاون الإعلامى بين البلدين،أشار التقرير إلى أنه تم التوقيع على البرنامج التنفيذى للتعاون بين وزارة الإعلام فى مملكة البحرين ونظيرتها المصرية للفترة من 2009 - 2011، بهدف تعزيز التعاون بين البلدين فى مجالات الإعلام الخارجى، الإذاعة والتليفزيون، التدريب والتأهيل الإعلامى وتبادل الخبرات والمعلومات إلى جانب تشكيل لجنة إعلامية مشتركة، فضلا عن تنشيط بروتوكول التعاون الإعلامى فى مجال الإعلام الداخلى والتنمية المجتمعية، وهناك تعاون إعلامى بارز بين المؤسسات الإعلامية البحرينية الرسمية والخاصة مع وسائل الإعلام المصرية بما يخدم ويحقق تطلعات الشعبين.
وعلى الجانب الاقتصادى يتخذ التعاون بين مصر والبحرين أشكالاً متعددة ومتنوعة تشمل تقريباً جميع أوجه النشاطات التجارية والاستثمارية والتنموية والسياحية وتشهد حركة التبادل التجارى بين البلدين نموًا متزايدًا، حيث بلغ حجم التجارة البينية بين مصر والبحرين أكثر من 100 مليون دولار، وبلغت الصادرات المصرية للبحرين 18 مليون دولار منها المواد الغذائية والملابس والأدوات الصحية والسيراميك وأجهزة التكييف واشتملت الواردات البحرينية إلى مصر على منتجات الألمنيوم والبتروكيماويات والأنابيب والمواسير الصلبة. كما ارتفعت قيمة الاستثمارات البحرينية فى مصر إلى ما يزيد عن 1.7 مليار دولار، ما زالت الجهود مستمرة على الجانبين لزيادة تلك الأرقام بما يتماشى مع مستوى العلاقات بين البلدين الشقيقين.
كما تسعى مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية إلى تشجيع القطاعات الخاصة للاستثمار السياحى المتبادل وعلى هذا الصعيد وقعت البلدين على اتفاق برنامج تنفيذى للتعاون فى مجال السياحة، والعمل على تشجيع رجال الأعمال والمستثمرين فى القطاع السياحى الخاص فى كلا البلدين لإقامة مشروعات سياحية مشتركة فى مناطق التنمية السياحية الجديدة بما فى ذلك المشاركة فى مشروعات البنية الأساسية.
وأشار التقرير إلا أن العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة كان قد وافق على تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز تجارى مصرى دائم بالبحرين خلال مقابلته لوزير الخارجية فى ديسمبر 2009. وجاء فى التقرير أن اللجنة المشتركة البحرينية المصرية والتى تشكلت منذ العام 1992 مثلت قمة أشكال التنسيق والتعاون بين البلدين، وقد تطور أعمال اللجنة بدعم من العاهل البحرينى حيث وجه إلى تفعيل دورها فى جميع المجالات.
حيث تم إنشاء آلية جديدة داخل اللجنة فى ديسمبر 2004 على مستوى مدير الإدارة العربية بوزارة الخارجية البحرينية والسفير المصرى بالبحرين وتجتمع دوريا كل ثلاثة أشهر لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات وتوصيات اللجنة المشتركة وذلك لتفعيل هذه الاتفاقيات. وقد أنجزت اللجنة المشتركة العديد من الاتفاقات التى تصب فى مصلحة الشعبين الكريمين. ويسعى البلدان - حسب التقرير - لاستعادة اجتماعات اللجنة بعد فترة توقف نظرًا للظروف التى مرت بها مصر. وهناك أيضًا مجلس رجال الأعمال البحرينى - المصرى الذى تأسس فى ديسمبر 1999 ويعمل على دفع التعاون بين القطاع الخاص فى كلا الجانبين فى المجال الاقتصادى. ويرتبط البلدان باتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم تشمل مختلف المجالات فهناك 9 اتفاقيات تعاون تشمل الإعلام والثقافة والعمل والمجالات العلمية والتكنولوجية والقانونية والتجارية وتشجيع وحماية الاستثمار ومجال النقل الجوى. وهناك 14 مذكرة تفاهم تشمل مجالات المرأة والرياضة المصارف المركزية وحماية البيئة والحياة الفطرية والنفط والغاز والتعاون والتنسيق الأمنى والطيران المدنى والمجال القانونى والقضائى والتخطيط العمرانى والإسكان والمرافق والمجال الصحى والسياحة والزراعة وسوق الأوراق المالية (البورصة). وأيضًا ترتبط البحرين ومصر بـ 6 برامج تنفيذية للتعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والإعلامية والثقافية والسياحية والزراعية والقضائية والبيئية وفى مجال المرأة قالت بنا فى تقريرها لعل من الشواهد الحية على عمق العلاقات ذلك التعاون الوثيق بين المجلس الأعلى للمرأة فى البحرين والمجلس القومى للمرأة فى مصر، والتى توجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين عام 2008، كما شاركت صاحبة السمو الملكى الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين بصفتها رئيس المجلس الأعلى للمرأة فى العديد من المؤتمرات التى عقدت بمصر ومن بينها المؤتمر الاستثنائى لقمة المرأة العربية فى نوفمبر 2001، والمؤتمر الدولى الذى عقد بمدينة شرم الشيخ سبتمبر 2002 تحت عنوان المرأة من أجل السلام، ومنتدى الأقصر الدولى لمناهضة الاتجار بالبشر أوقفوا الاتجار بالبشر الآن: تطبيق بروتوكول الأمم المتحدة فى سبتمبر 2010، وخلال هذه المشاركات عقدت الشيخة سبيكة عدة لقاءات مع المسؤولين بالمجلس القومى للمرأة فى مصر.
واختتمت وكالة الأنباء البحرينية تقريرها قائلة على المستوى الشعبى لا يشعر أى من مواطنى الشعبين أنه غريب عندما يزور أو يقيم فى البلد الآخر، فهناك علاقات مصاهرة وصداقة وتواد بين الشعبين الشقيقين، ولا يجد الزوار البحرينيون سواء من طلبة العلم أو السياحة أو غيرها فى مصر إلا مشاعر الحب والمودة من الشعب المصرى، كما يحيا المصريون العاملون فى البحرين والذين بلغ تعدادهم أكثر من 20 ألف وكأنهم بين أهليهم ولا يشعرون أبدًا بأنهم غرباء عن شعب مملكة البحرين.وستظل مشاعر المحبة المترسخة فى قلوب الشعبين الشقيقين على الدوام أن شاء الله ما بقيت العروبة وبقيت البحرين وبقيت مصر .