أزمات متلاحقة تكبدتها وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية، لتعكس صورة خاطئة عن دورهم الحقيقى فى تحقيق الأمن للمواطنين والحفاظ على الاستقرار، لتأتى كنوع من الهدايا للجماعات المتطرفة لاستغلال تلك الأزمات للعزف عليها لخلق فجوه بين الأمن وشعبه، ويرصد «المواطن» خلال هذا التقرير أبرز هذه الأزمات.

أزمة الصحفيين
أولى الأزمات التى شغلت الرأى العام الفترة الماضية، أزمة نقابة الصحفيين والداخلية والإتهامات التى حاضرت الوزارة بإقتحام النقابة دون إذن، لتشكل نوعًا من التعدى على حرية الصحافة فى مصر، واحتشد العشرات من الصحفيين احتاجًا على القبض على زملائهم من داخل النقابة واقتحامها.

لتخرج وزارة الداخلية عن صمتها وتؤكد علم يحيي قلاش، نقيب الصحفيين عملهم بالقدوم، والسماح لهم بالقبض عليهم من داخل النقابة.

الأمر نفسة أكده بيان النائب العام، والذى كان بمثابة انتصارًا لوزارة الداخلية وتبريرًا قانونيًا لعملية اقتحام النقابة، مما تسبب فى غضبًا واسعًا بين الصحفيين، بعد أن حمل في طياته اتهامات لنقيب الصحفيين يحيى قلاش بالتستر على مطلوبين للعدالة وحمايتهما داخل مقر النقابة.

وجاء في بيان النائب العام: «إنه بخصوص أمر الضبط والإحضار للمتهمين, عمر بدر ومحمود السقا فإن النيابة تؤكد أن ما تم من إجراءات فى هذا الشأن يتفق مع القانون كونه تنفيذ لإذن النيابة, وإن النيابة هي الوحيدة صاحبة القرار, وإن المتهمين قد نسب إليهما جرائم جنائية غير متعلقة بعملهما الصحفي, معاقب عليها قانون العقوبات والإرهاب».

وأكد البيان أن مقر نقابة الصحفيين لا يستعصي على ضبط وإحضار المتهمين اللذين اعتصام بها، اعتبارًا أن هذا الضبط كان تنفيذًا للقرار القضائي الصادر من النيابة العامة، وهو الأمر الذي أباحه الدستور والقانون لحرمة المسكن الخاص الذي تتعاظم حرمته عن أي مكان آخر.

حوادث الطرق
خرجت الفترة الماضية تقارير مختلفة تؤكد أن مصر تفقد مواطنًا كل نصف ساعة جراء حوادث الطرق، ففى حين يتراوح المعدل العالمى لقتلى حوادث الطرق بين 10 و20 شخصا لكل 10 آلاف مركبة، يصل هذا المعدل فى مصر إلى 25 أى 150% من المعدل العالمى، أما فيما يتعلق بالضحايا.

وانهالت الإتهامات على وزارة الداخلية بالتقصير فى تحقيق الأمن على الطرق، فيما أشار عدد من المتخصصين فى كليات الهندسة ليؤكدوا أن وزارة النقل والمواصلات تتحمل المسئولية كاملاً فى عدد كبير من هذه الحوادث بسبب العيوب الفنية التى تتواجد فى هذه الطرف والكبارى.

البلطجة داخل العشوائيات
يعد العشوائيات واحدة من أخطر الملفات فى مصر، ومع إنتشار البلطجة وتجارة المخدرات والتعاطى، زادت الإنتقادات لوزارة الداخلية بالتقصير فى إحكام قبضة الأمن داخل هذه المناطق، فيما أشار عدد من الخبراء إلى أن المسئولية تشارك فيها وزارة التنمية المحلية والمحليات.

وأكدوا أن تطوير تلك المناطق تقع على عاتقهم، الامر الذى يحد من إنتشار البلطجة والسرقة وغيرها من العمليات الخارجة عن القانون.

السياحة
تعد السياحة واحدة من أهم المجالات فى مصر دخلاً للعملة الصعبة، ولكن مع تكرار الحوادث باتت وزارة الداخلية فى مهب الريح، واتهامات متلاحقة لهم بالعجز فى تحقيق الأمن بعد شهد مجال السياحة عجز كبير خلال الفترات الماضية، الأمر الذى أدى لخسائر فادحة لشركات السياحة فى المحافظات منها أسوان والأقصر.

فيما أكد عدد من الخبراء أن عدد من الحوادث، تكبدت فيها الداخلية المسئولية عن جهات أخرى منها وزارة السياحة، والتى لابد أن تغير من منهج الخطط السياحية للسياح وللفنادق وغيرها من البرامج الترفيهية.

الأولتراس
مازال مسلسل الاشتباكات بين الأولتراس والداخلية عرض مستمر، حيث قال أحمد حسام ميدو، المدير الفنى السابق للزمالك، إن مشكلة الألتراس والداخلية أبدية، مشيرًا إلى أن الأولتراس يعتقد أنهم السبب فى مجزرة بورسعيد والدفاع الجوى، مشدداً على ضرورة التصدى للأمر وعقد جلسات عديدة بين قيادات الداخلية والألتراس لوئد الفتنة.

فيما وجة رواد مواقع التواصل الإجتماعى الاتهامات لوزارة الشباب والرياضة وأشاروا إلى أنهم وراء هذه الأزمات بين الداخلية والأولتراس، بسبب منهم دخول الشباب داخل النوادى وحضور المباريات.