فلاديمير بوتين: لا يمكن حل أي قضية دولية جدية بدون السعودية
الأحد 04/سبتمبر/2016 - 02:18 م
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده تعلق أهمية كبيرة على توسيع التعاون متعدد الجوانب مع المملكة العربية السعودية، معتبرا أن حل أي قضية دولية جدية يعتبر مستحيلا بدون المملكة السعودية التي تعد أكبر منتج للنفط.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن الرئيس الروسي قوله خلال لقائه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اليوم الأحد، على هامش قمة العشرين المنعقدة في الصين: "نحن نولي أهمية كبيرة لتوسيع التعاون متعدد الجوانب الذي يعود بالمنفعة المتبادلة مع المملكة العربية السعودية، وهذا ينطبق أيضا على علاقاتنا الثنائية، أعني كوننا أكبر الدول المنتجة للنفط، وهذا ينطبق أيضا على القضايا الدولية، ونحن نعتقد أنه من دون المملكة العربية السعودية، لا يمكن حل أي قضية جدية في المنطقة".
كما عقد بوتن اجتماعا ثنائيا مع نظيره التركي رجب طيب أرودغان على هامش فعاليات قمة الـ20 التي تعقد حاليا في مدينة هانجتشو الصينية؛ حيث تطرق الزعيمان إلى القضايا محل الاهتمام المشترك وبحث سبل تنفيذ المشاريع المشتركة، وأبرزها مشروع "التيار التركي" لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا ومشروع بناء محطة "أكويو" الكهروذرية.
وتعليقا على محتوى الاجتماع، قال وزير التنمية الاقتصادية الروسي أليكسي أوليوكايف - في تصريحات له نقلتها وكالة "سبوتنيك" الروسية على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد إن اللقاء كان مخصصا بشكل رئيسي لبحث البنود الاقتصادية في الأجندة، واستئناف حزمة التعاون التي كانت قائمة في السابق بين البلدين، بينما اقترب الجانبان من توقيع اتفاق حول التجارة الحرة والخدمات والاستثمارات، مشيرا إلى أن الخبراء من كلا الجانبين قد التقيا في نهاية شهر أغسطس الماضي، بينا اتفق هو ونظيره التركي نهاد زيبكتشي على الاجتماع في نهاية شهر أكتوبر القادم.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الرئيسان تطرقا إلى مشروع "التيار التركي"، قال ألويكايف:" إن الجانبين حرصا على اتخاذ قرارات بشأن هذا الأمر، فعلى سبيل المثال: أين يجب أن يدخل الأنبوب على الساحل التركي، وتخصيص أراض لهذا الغرض.
يذكر أن تنفيذ مشروع "التيار التركي" تأخر قبل أزمة الطائرة الحربية الروسية بسبب الخلافات حول أسعار الغاز الروسي والانتخابات البرلمانية المبكرة في تركيا خلال العام الماضي، كما تم تقليص طاقته التمريرية من 63 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى 31.5 مليار، وينص المشروع على مد خط أنابيب لنقل الغاز الروسي عبر قاع البحر الأسود إلى تركيا وإنشاء مجمع للغاز على الحدود التركية اليونانية لنقله إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وفيما يتعلق ببناء محطة "أكويو" الكهروذرية، قال أليوكايف: "إن الوضع يتقدم بإيجابية، والجانب التركي أوفى بكل وعوده".
إلى جانب ذلك، أوضح الوزير الروسي أن الرئيسين بحثا موضوع حظر استيراد المنتجات التركية إلى روسيا من باب رفع العقوبات، بيد أنه قال: "ينبغي علينا التأكد من أن الشركات التركية الراغبة بتصدير منتجاتها الزراعية إلى روسيا تتطابق مع معايير جودتنا، لكي تعمل المختبرات، لهذا سافر خبراؤنا إلى تركيا للتأكد من اجتياز كافة الأعمال التقنية".
وفيما يتعلق بالعلاقات الروسية الأمريكية، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما اتفقا على عقد لقاء منفرد على هامش قمة العشرين في مدينة هانجتشو بالصين، وذلك حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم".
يشار إلى أن مسألة عقد لقاء منفرد بين الرئيسين على هامش القمة كانت موضع شك، في ظل الخلاف الروسي الأمريكي حول عدد من الملفات الدولية وخاصة سوريا وأوكرانيا، إذ قال الكرملين في وقت سابق إن بوتين و أوباما قد يتبادلان أطراف الحديث بشكل خاطف في كواليس القمة.
وفيما يتعلق بالشأن السوري، قال بوتين إن روسيا ساعدت في بقاء سوريا كدولة وشدد على أن التسوية ممكنة فقط بالطرق السياسية.
ونقلت قناة "روسيا اليوم" عن الرئيس بوتين قوله في حديث له اليوم في لقاء غير رسمي لقادة دول بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) وذلك على هامش قمة G20 في مدينة هانجتشو الصينية: "لا شك أنه لا يمكن تحقيق الحل النهائي لنزاع من هذا النوع إلا من خلال الوسائل السياسية".
وشدد الرئيس الروسي على أن التصدي للإرهاب بشكل حقيقي يبدو ممكنا فقط عن طريق توحيد جهود كل الدول المعنية، مشيرا إلى أن نشاط القوة الجوية الروسية في سوريا سمح بالمحافظة على كيان هذه الدولة وألحق ضررا جديا بالجماعات الإرهابية.
وأضاف بوتين أن القوات الجوية الروسية نفذت ضربة خطيرة وجدية للغاية بالإرهابيين، وألحقت ضررا كبيرا ببنيتهم التحتية وسمحت بالمحافظة على الدولة السورية ككيان.