«الكرامة.. النخوة»، صفات دائما ما اتصف بها الرجل العربي، ودائما ما مثل العرض أحد ركائز المخاوف لدي الرجال، ولكن اليوم ومع بداية التوغل في القرن الـ22، وتدخل الأفكار المتحررة إلي مجتمعنا، أصبح «الشرف» من الماضي، والعرض يباع بحفنة من الأموال.

وما بين تجارة الجسدة، واروقة محكمة الأسرة، رصدت «المواطن»، أحد السيدات تسير هائمة على وجهها، خطوتها مترنحة، تتحدث إلي ذاتها في صمت، خشية أن يسمعها أحد، وما بين لحظات «السكوت، والنظر في وجوه الناس»، صدر صوت قائلا: «حسبي الله ونعم الوكيل».

أدركتها ظلمات الدنيا، وتعال صوتها بالبكاء، وبدات دموعها تنهمر كسيل لا يتوقف، وبدات تخاطب نفسها في صمت قائلة: «هعمل ايه.. أصرف منين.. أربي عيالي ازاى.. حسبي الله ونعم الوكيل»، أنها «رانيا»، سيدة العقد الثالث.

روت «رانيا»، لـ «المواطن»، تفاصيل معيشتها مع زوجها سائق التاكسي، قائلة: «زي أي اتنين اتقبلنا في الدنيا، وبعد فترة من الإعجاب عرض عليا محمود الزواج»، موضحًا لم يكن الحب الدافع الرئيسي لزواجي، ولكن بعد فترة أصبح «محمود كل حياتي»، وتابعت: «علشان خاطره انا بعت الدنيا كلها وقاطعت أهلي وأهله خاصة بعد فضيحته الكبري».

وأوضحت أن بعد عدة أشهر من زواجها، تفاجئت بمقاطعت الأهل لهم، وبعد السؤال قالت لها الأم أن زوجها حاول الإعتداء علي شقيقته جنسيا، وما بين لحظات الحيرة والخوف علي نفسها، وحبها الذي أصبح يتملك حياتها، توجهت وسألت «محمود» عن حقيقة الأمر، مشيرة إلي أنها صدقت إنكاره بسبب حبها الشديد له.

وبعد حياة كاملة عاشته معها كانت حصيلتها 6 أطفال، وقبل عامين دق جرس الباب فتحت «رانيا»، لتجد أعز صديقاتها قادمة لزيارتها، وفي جلسة من الضحك والنميمة الأنثاوية، تسألت «أمال» الصديقة، عن زوجها، وأخبرتها أنها شاهدته أكثر من مرة مع مجموعة من النساء بأماكن مختلفة، قائلة: «أمال حذرتني أنا اللي مكنتش مصدقة، قالتلي جوزك بيخونك وأنا مسمعتش كلامها، وفي الآخر يطلع جوزي وصحبتي بيخنوني وبيخدو فلوسي».

كلمات صاحبها صمت عميق، ودموع لا تتوقف وعاويل يحمل الألم والخوف من القادم ومن الماشي، ثم تابعت: «آخر فترة جوزي مكنش بيصرف علي البيت وكان بياخد فلوسي، وفي يوم قلتلها أنا هسافر يومين عند أهلي علشان اصالحهم»، وأردفت: «أهلي عاملوني بطريقة وحشة وهنا قررت أرجع لبيتي».

سعيدة بعودتي لزوجي ولبيتي، أبنائي في يدي، أطالب منهم الأسراع لمساعدة والدهم علي تأمين احتياجاته «أصل البيه سي السيد»، هكذا لفتتحت «رانيا»، بداية الصدمة.

وضعت المفتاح بباب الشقة، وبابتسامة عريضة تنادي «محمود»، وفجأة يظهر سائق التكسي مهرولة من غرفة النوم، عاريًا تماما، تعال صوتها، وجرت علي غرفة النوم لتجد الصديقة الغادرة في أحضان زوجها.

وقالت: «وبدل ما يحول يراضيني ضربني وطردني من البيت»، موضحة أنها ظلت بأبنائها ثلاثة أيام بالطرقات والشوارع تبحث عن مأو لها، حتي استقرت وتوجهت إلى أحد المحامين لرفع قضية خلع، مشيرة إلي أنه بسبب مصاريف المعيشة الجديدة والتى فاقت تحملها لم تعد تقوي على استكمال قضيتها ودفع اتعاب المحاماة.