نظم عدد من المصريون المقيمون بإيطاليا وقفة احتجاجية على خلفية مقتل عامل مصري يدعى «عبد السلام السيد الدنف_ 52 عامًا»، حيث نزلوا إلى سكة القطار ومنعوا مرور القطارات بالمحطة ورددوا هتافات ضد السلطات الإيطالية لإفراجها عن المتهم بدهس العامل المصري أمس الخميس.

وأجرى «المواطن» اتصالاً هاتفيًا مع أحد العمال المتواجدين بالوقفة الاحتجاجية والمتحدث باسم العمال، ويدعى «أشرف»، للوقوف على آخر المستجدات حول القضية التي أثارت جدلاً واسعًا، حيث أكد «أشرف» أنه وزملاؤه في إيطاليا يطالبون بعودة حق «عبد السلام»، حتى لا يتكرر الأمر مع أي مصري بشكل خاص و أي عربي مسلم بشكل عام، يتواجد خارج بلاده للبحث عن لقمة العيش.

وطالب «أشرف» الجالية المصرية في إيطاليا بالاحتجاج والتظاهر أمام مقر عمل «عبد السلام-القتيل» كما طالب المصريون داخل مصر بعدم الصمت حتى يعرف العالم أجمعه أن «دم المصري مش رخيص» على حد قوله.

يقول «أشرف» إنه عندما قتل الطالب الإيطالي «ريجيني» بالقاهرة حدثت ضجة كبيرة في العالم أجمع للمطالبة بعودة حقه، واليوم نحن هنا في إيطاليا لن نهدأ إلا بعودة حق «عبد السلام» فهو ليس أقل من «ريجيني» مقامًا وقدرًا عند المصريين.

يتابع «أشرف» حديثه من خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها «المواطن»، قائلاً إنه عندما سافر طفل مصري ليعول أسرته، قال الإيطاليون إن بلادهم هي من تعول أبناء مصر وتقوم بمساعدتهم أيضًا في إيطاليا وتفتح أبوابها أمام المصريين.

وأضاف «أشرف» أن الشرطة الإيطالية تقف بجوار مواطنها رجل الأعمال الذي يدعى «انطونيو روماني» وهو الذي أمر سائقه بدهس كل من يقف محتجًا أمام سياراته، على خلفية احتجاج العمالة المصرية أمس الخميس، للمطالبة بحقوقهم المادية والمعنوية حيث أنهم يتم معاملتهم مثل «الكلاب» بحسب قوله.

يروي «أشرف» تفاصيل دهس «عبد السلام» قائلًا إن السائق الذي أخذ الأمر بالدهس من رجل الأعمال الإيطالي في حال اعتراض سيارات نقل البضائع الخاصة به، صدمه في قدمه وحينما سقط أرضَا مر بالسيارة على صدره وباقي جسده حتى انقسمت قدمه إلى نصفين وخرج الدم من أنحاء جسمه وتوفي على الفور.

وشدد «أشرف» على أن القنصلية المصرية بروما اتصلت عليهم فور علمها بالحادثة وقدمت لهم الوعود بمتابعة القضية وعودة حق القتيل، إلا أنها لم تفعل شيئًا حتى الآن رغم الاتصالات المتكررة من «أشرف» وزملائه، مؤكدًا أنهم اعتادوا على أن معظم القنصليات المصرية في الخارج لا تقدم لمواطنيها أي شيء، ولا تحمي حقوق المهاجرين في الدول الأجنبية، على غرار ما يحدث مع الجاليات الأخرى وتحديدًا المغاربة والقطريين.

يختتم «أشرف» مكالمته الهاتفية مع «المواطن» قائلًا إنه منذ وقوع الحادثة أمس الخميس، لم يظهر رجل الأعمال المتهم «انطونيو روماني» ولم تتخذ الشركة أي إجراء يذكر لصالح «عبد السلام» وزملائه، رغم تأكيده على أن الإيطاليين أنفسهم مُصرين على فتح تحقيق موسع بشأن الواقعة، وأن القضية سيتم مناقشتها في البرلمان الإيطالي غدًا السبت.

الجالية المصرية بإيطاليا وعلى رأسهم «أشرف» يطالبون رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بالتدخل في هذه القضية تحديدًا للحفاظ على حقوق المصريين بالخارج، وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي من شأنها إهانة المصريين خارج وطنهم، على غرار ما يحدث مع الجاليات الأجنبية في غير أوطانهم والتي كان آخرها قضية الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» حيث تم تصعيد القضية حينها لأعلى مستوى للمطالبة بعودة حقه.