على مدار التاريخ وعشرات القصص تُسرد على مسامعنا عن أساطير قطاع الطرق الذين يعيثون في الأرض فساداً ويبثون الرعب في نفس القاصي والداني ويستحدثون في عالم الإجرام ما لم ولن يخطر على بال بشر ، وهو ما يجعل من يسير بمحاذاة هؤلاء العتاة في رعب دائم وحالة فزع لا تنقضي إلا بعد أن ينجوا ذلك المسكين من أيدي هؤلاء الطغاة المجرمين .
كانت تلك القصص المرعبة مادة خصبة لكتاب الدراما ومؤلفي الروايات السينمائية ، وما أجملها من مادة مشوقة يستحوذ فيها المؤلف على أذن وعين المشاهد ليكمل تلك القصة إلى نهايتها .
كان ذلك قديماً .. أما الآن فلم يعد لقطاع الطرق حاجة لممارسة مهنتهم المفضلة ، فتنحوا جانباً وأفسحوا المجال للكلاب الضالة التي تعج بها الطرقات والتي أصبحت القاسم المشترك في بث الرعب والهلع في نفوس المارة ، فالطريق إلى المدرسة صباحاً والممتلئ بتلك الوحوش كفيل تماماًً أن يكون سبباً مباشراً في نفور الطلبة من الذهاب لمدارسهم خاصةً إذا كانت تلك المطاردات المرعبة بين الكلاب والأطفال تتكرر بصفة يومية ، كما أن الخوف من مطاردة تلك الكلاب لم يعد يقتصر على الصغار فقط بل والكبار أيضاً .
والمتأمل في شوارع وطرقات مدينة السويس سيلحظ انتشاراً كثيفاً للكلاب الضالة في الشارع وليس الأمر مقصوراً على المناطق ذات المستوى المعيشي المنخفض فحسب بل نجد أيضاً انتشار للكلاب في الأحياء الراقية .
من هنا وجب العمل على إيجاد حل لتلك الظاهرة المخيفة والتي أصبحت صداعاً في رأس السوايسة، والتي تقف حائلاً دون قضاء مصالحهم وأهمها ما يعانيه الناس وهم ذاهبون لأداء صلاة الفجر حيث تعوي تلك الكلاب الشرسة على المارة بطريقة مرعبة تجعل الذهاب للمسجد ضرباً من المستحيلات ، وفي بعض الأماكن تظل تلك الكلاب تعوي ليل نهار بصفة مستمرة ولا تبالي بمن يقذف تجاهها حجراً أو من يحاول إسكات نباحها بأي وسيلة من الوسائل .
في الآونة الأخيرة خرجت بعض التصريحات من مسئولي المحافظة وعلى رأسهم محافظ السويس اللواء/ أحمد الهياتمي ، تفيد بالقضاء نهائياً على الكلاب الضالة من خلال تصديرها خارج السويس وهو ما آثار استياء وسخرية الشارع السويسي الذي اكتظ بالعشرات بل والمئات من الكلاب الضالة ، كما خرجت العديد من الأصوات التي تنادي بالرفق بالكلاب غير مباليين بما تحدثه تلك الكلاب من هلع ورعب للكبير قبل الصغير وكأن حقوق الكلاب لدى هؤلاء أولى من حقوق الإنسان.
ونحن إذ نرصد تلك الظاهرة المرعبة فإننا نهيب بمسئولي محافظة السويس سرعة القضاء على الكلاب الضالة بالمحافظة وبث الطمأنينة في نفوس السوايسة بعد خلو شوارع السويس من الكلاب التي طالما تسببت في العديد من الكوارث .