العلماء يواصلون استنطاق مومياء رجل الجليد
الخميس 22/سبتمبر/2016 - 12:29 م
اسراء عامر
طباعة
كشفت مومياء الرجل الجليدي التي عثر عليها قبل 25 عاما في جبال الألب أسرارا ما كان لها أن تظهر لولا تلك الجثة التاريخية التي حفظت طبقات الجليد أنسجتها لنحو 5000 عام.
وكانت هذه المومياء الفريدة قد عثر عليها في جبال الألب الإيطالية، وسميت "أوتزي" تيمنا باسم واد ممتد على الحدود الإيطالية النمساوية في عام 1991 متسلقان ألمانيان على ارتفاع 3210 أمتار وهي في حالة جيدة ما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق جنائي ظنا منها أنها جثة حديثة.
إلا أن الأمور سرعان ما اتضحت وتبين أن تلك الجثة التي كشف عنها الجليد الذائب بفعل التغير المناخي تعود إلى رجل عاش قبل 5000 عام.
وعلى الرغم من أن العلماء والخبراء تمكنوا من استنطاق المومياء التي باحث ببعض أسرارها إلا أنها لا تزال تكتم الكثير ولذلك افتتح مؤتمر علمي في إيطاليا الاثنين 19 سبتمبر ليتبادل الخبراء الآراء حول ما تبقى من ألغاز بشأنها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إنجيليكا فليكينغر، مديرة متحف "بولتسانو" بإيطاليا حيث تحفظ المومياء التي تجذب أكثر من 260 ألف زائر سنويا قولها: "رجل الجليد هذا واحد من المومياوات الأهم في تاريخ البشرية"، مضيفة "لقد فتح بابا فريدا من نوعه لدراسة حقب ما قبل التاريخ، ولدينا بفضله كم كبير من المعلومات".
وتمكن العلماء من معرفة تفاصيل عن حياة "رجل الجليد"، وحددوا عام 2001 سبب وفاته إذ قضى نحبه بين عامي 3100 – 3350 إثر نزيف من إصابة كتفه الأيسر بسهم.
بل وعرف العلماء آخر وجبة أكلها قبل مقتله، وتبين أنها لحم وعل، وكان ذلك في فصل الربيع. عرفوا ذلك بفضل حبيبات لقاح الأزهار التي عثروا عليها في أحشائه.
ليس ذلك فحسب، بل هدتهم الفحوصات العلمية عام 2012 إلى أن عينية كانتا بنيتان، وشعره أسود، أي بصفات مشابهة لسكان سردينيا وكورسيكا.
وعرف العلماء بعض أسراره الحميمة والدفينة فقد قد قضى "رجل الجليد" نحبه وكان له 46 عاما، وكان طوله مترا وستين سنتمترا، ووزنه خمسين كيلو غراما، وعرفوا أيضا أنه كان يعاني من حساسية من منتجات الحليب، وأنه كان عرضة للإصابة بأمراض القلب الوعائية، وهو المرض الذي كان الرأي السائد يعزو أسبابه إلى نمط الحياة العصرية.
ومن بين الأسرار العامة التي باحث بها جثة رجل الجليد للعلماء أن تحليل البكتيريا في معدته عزز نظرية ترجح حدوث هجرة كبيرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا في وقت أبكر مما كان يعتقد.
ويقول البرت زينكن وهو مدير مؤسسة معنية بالأبحاث حول مومياء "أوتزي" إن العثور على جرثومة المعدة أو "الملوية البوابية" في أمعائه أثار اهتماما خاصا بين العلماء، علما أن هذه البكتيريا منتشرة كثيرا اليوم وهي مسؤولة عن الإصابة بالقرحة والأمراض السرطانية، مضيفا "ربما كانت هذه البكتيريا مفيدة فيما مضى، تسهل هضم اللحوم، ثم أصبحت ضارة بعد ذلك".
مع كل ذلك لا تزال الكثير من الأسئلة تحير الخبراء والمختصين من بينها شخصية هذا الرجل الذي أظهرت الدراسات أن لباسه كان متقنا ويضم خمسة أنواع من جلود الحيوانات، وكان حوزته جعبة من المعدات منها فأس نحاسي، يعد من أكثر الأدوات تطورا في ذلك الزمن، وخنجر حجري وأداة لإضرام النار وأدوات طبية.
ويحاول العلماء معرفة من يكون "رجل الجليد" هذا، وفيما ظن في السابق أنه صياد، دفع وجود 61 وشما على جسده الخبراء إلى احتمال أن يكون مشعوذا، إلا أنهم حتى الآن لا يعرفون إجابات عن عديد الأسئلة منها، ماذا كان يفعل في هذا الارتفاع الشاهق؟ ولماذا قتل؟ ولماذا لم يدفن؟
في كل الأحوال لن يتوقف الخبراء عن دراسة هذه المومياء الفريدة ومقتنياتها النادرة واستنطاق أنسجتها لمعرفة المزيد عن حياة هذا الرجل وبيئته التي يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام قبل الميلاد.
وكانت هذه المومياء الفريدة قد عثر عليها في جبال الألب الإيطالية، وسميت "أوتزي" تيمنا باسم واد ممتد على الحدود الإيطالية النمساوية في عام 1991 متسلقان ألمانيان على ارتفاع 3210 أمتار وهي في حالة جيدة ما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق جنائي ظنا منها أنها جثة حديثة.
إلا أن الأمور سرعان ما اتضحت وتبين أن تلك الجثة التي كشف عنها الجليد الذائب بفعل التغير المناخي تعود إلى رجل عاش قبل 5000 عام.
وعلى الرغم من أن العلماء والخبراء تمكنوا من استنطاق المومياء التي باحث ببعض أسرارها إلا أنها لا تزال تكتم الكثير ولذلك افتتح مؤتمر علمي في إيطاليا الاثنين 19 سبتمبر ليتبادل الخبراء الآراء حول ما تبقى من ألغاز بشأنها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن إنجيليكا فليكينغر، مديرة متحف "بولتسانو" بإيطاليا حيث تحفظ المومياء التي تجذب أكثر من 260 ألف زائر سنويا قولها: "رجل الجليد هذا واحد من المومياوات الأهم في تاريخ البشرية"، مضيفة "لقد فتح بابا فريدا من نوعه لدراسة حقب ما قبل التاريخ، ولدينا بفضله كم كبير من المعلومات".
وتمكن العلماء من معرفة تفاصيل عن حياة "رجل الجليد"، وحددوا عام 2001 سبب وفاته إذ قضى نحبه بين عامي 3100 – 3350 إثر نزيف من إصابة كتفه الأيسر بسهم.
بل وعرف العلماء آخر وجبة أكلها قبل مقتله، وتبين أنها لحم وعل، وكان ذلك في فصل الربيع. عرفوا ذلك بفضل حبيبات لقاح الأزهار التي عثروا عليها في أحشائه.
ليس ذلك فحسب، بل هدتهم الفحوصات العلمية عام 2012 إلى أن عينية كانتا بنيتان، وشعره أسود، أي بصفات مشابهة لسكان سردينيا وكورسيكا.
وعرف العلماء بعض أسراره الحميمة والدفينة فقد قد قضى "رجل الجليد" نحبه وكان له 46 عاما، وكان طوله مترا وستين سنتمترا، ووزنه خمسين كيلو غراما، وعرفوا أيضا أنه كان يعاني من حساسية من منتجات الحليب، وأنه كان عرضة للإصابة بأمراض القلب الوعائية، وهو المرض الذي كان الرأي السائد يعزو أسبابه إلى نمط الحياة العصرية.
ومن بين الأسرار العامة التي باحث بها جثة رجل الجليد للعلماء أن تحليل البكتيريا في معدته عزز نظرية ترجح حدوث هجرة كبيرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا في وقت أبكر مما كان يعتقد.
ويقول البرت زينكن وهو مدير مؤسسة معنية بالأبحاث حول مومياء "أوتزي" إن العثور على جرثومة المعدة أو "الملوية البوابية" في أمعائه أثار اهتماما خاصا بين العلماء، علما أن هذه البكتيريا منتشرة كثيرا اليوم وهي مسؤولة عن الإصابة بالقرحة والأمراض السرطانية، مضيفا "ربما كانت هذه البكتيريا مفيدة فيما مضى، تسهل هضم اللحوم، ثم أصبحت ضارة بعد ذلك".
مع كل ذلك لا تزال الكثير من الأسئلة تحير الخبراء والمختصين من بينها شخصية هذا الرجل الذي أظهرت الدراسات أن لباسه كان متقنا ويضم خمسة أنواع من جلود الحيوانات، وكان حوزته جعبة من المعدات منها فأس نحاسي، يعد من أكثر الأدوات تطورا في ذلك الزمن، وخنجر حجري وأداة لإضرام النار وأدوات طبية.
ويحاول العلماء معرفة من يكون "رجل الجليد" هذا، وفيما ظن في السابق أنه صياد، دفع وجود 61 وشما على جسده الخبراء إلى احتمال أن يكون مشعوذا، إلا أنهم حتى الآن لا يعرفون إجابات عن عديد الأسئلة منها، ماذا كان يفعل في هذا الارتفاع الشاهق؟ ولماذا قتل؟ ولماذا لم يدفن؟
في كل الأحوال لن يتوقف الخبراء عن دراسة هذه المومياء الفريدة ومقتنياتها النادرة واستنطاق أنسجتها لمعرفة المزيد عن حياة هذا الرجل وبيئته التي يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام قبل الميلاد.