حدثت مؤخراً العديد من الأحداث التى أخذت من مستوى الإعلام ودرجة الوعي ما تحمله من السخرية عليهما، البداية بجريمة القتل تحت مبرر الشرف عريس يلقي عروسته من الدور الثالث لإكتشافه عدم عذريتها ثم إلى موضوع التعدي بالضرب على فتاة بعد التحرش بها .
على الجانب الشخصي فأنا أتجاهل تلك الحوادث الفردية لكن حينما تتحول لظواهر تترجم الواقع المصري بشكل مثالي، ( التحرش ـ قضايا الجهل الشرف قديماً ـ الإغتصاب الزوجي )، كلها صور واقعية لما وصل له الوعي والفكر المصري، يُصبح تحليلها ودراستها ممتع ومثير للشغف أكثر من التباكي على حال المجتمع .
لا شك في أن البديهيات الطبيعية لحقوق وحرية الإنسان لا تجد لها موطناً بين شعب يري أن حقه الطبيعي هو التحكم والتدخل في خصوصيات الآخر، فمن الطبيعي أن لا يحترم أهلك خصوصيتك فتنشئ وتُربى على عدم احترام خصوصية من حولك ثم أولادك فيما بعد.. وتدور الدائرة هكذا.
ومروراً بالعذرية (غشاء البكارة)، الذي هو مركز افتخار الطبقة المتوسطة والدنيا بدلاً من المال أو النفوذ أو السلطة التي لا تملكهم أو الثقافة والوعي وقوة الشخصية والأخلاقيات العقلانية ( التسامح ـ احترام حقوق الغير) التي تفتقدهم .
نهاية بـ العجز الجنسي كمصطلح ثقافي وليس طبي، فالعجز الجنسي هو أن تُرغم شريكك على ممارسة الجنس معك بالقوة تحت إدعاءات أو مبررات منها الحقوق الشرعية .. فلا يوجد شرعية لتصرفات الإنسان إلا إرادته هو، ولكن منْ لا يمتلكون قدرة أو ميزة، هو سبب كافي لإقناع الآخرين بهم، وتلك هي وسيلتهم الوحيدة للحصول على الجنس .
ويكفي ما ينشره الإعلام تسليماً وتبجيلاً لمُسلمات وعادات وقناعات مُجتمع يوجهه بالأغلبية العمياء من الجهلة والذين لا يعرفون شيئاً عن قيم الحرية والتحضر ولكنهم يُقبلون أقدامها في أي دولة أخرى لأنهم يعلمون جيداً بأنها ستحفظ لهم حريتهم .
يوماً ما عندما يعلم الإعلام ، بأنه - سلطة رابعة - فيعمل على حماية حقوق وحريات الأفراد وليس التحريض عليهم والتشهير بسلوكياتهم الشخصية والتي لا تخص أحداً سواهم .. سيصبح حينها للفرد قيمة ويومها سيقود الوعي كما يجب أن يكون .. ويومها لن يجد العجزة والجهلة مكاناً بيننا .. ولن نجد الإعلام بصورته تلك !.
لن نمتزج بكم مهما حدث .. فمازالت قناعتكم ونتائجها أمام أعيننا وحينما نرى أننا نقترب منكم سهواً أو خطأً سنبتعد فوراً متجنبين مشاركتكم في كل شئ .. وهذا فراق بيني وبينكم، إنكم كنتم قوماً جاهلون ! .