السعودية وإيران.. سنوات من القطيعة بين مطرقة السياسة وسندان المذهبية
الثلاثاء 01/نوفمبر/2016 - 04:33 ص
عبد الرحمن حماد
طباعة
اتسمت العلاقات السعودية الإيرانية بالاحتقان الشديد، بسبب الخلافات السياسية والمذهبية على مر التاريخ، ووصلت إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
التاريخ يتحدث عن العلاقة المتوترة
قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية للمرة الأولى مع إيران في العام 1988، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيين، أثناء أداء فريضة الحج في منى، إثر مواجهات مع عناصر من الشرطة السعودية، وقد تمت استئناف العلاقات في العام 1991.
وقررت الرياض فى يناير الماضي، وللمرة الثانية في 3 عقود، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران إثر اقتحام سفارتها في طهران احتجاجًا على إعدام الشيخ نمر النمر، وكان محتجون إيرانيون قد اقتحموا السفارة السعودية في طهران وأضرموا النار فيها، كما أنزل المحتجون العلم السعودي من فوق مبنى السفارة، وهاجم متظاهرون إيرانيون مبنى القنصلية السعودية في "مشهد" وأحرقوا جزءً منه على خلفية إعدام نمر النمر.
وتاريخيًا، وفي يوليو عام 1987 توترت العلاقات بين السعودية وإيران وكادت تصل إلى حد القطيعة بعد مقتل 402 حاج من بينهم 275 إيرانيًا في اشتباكات بمدينة مكة المكرمة.
وقد تصاعد التوتر إثر خروج محتجين إلى شوارع طهران واقتحامهم السفارة السعودية 1987 واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها، كما أضرموا النار في السفارة الكويتية، وقد توفي آنذاك الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية، وقد اعتدى المهاجمون على القنصل السعودي في طهران رضا عبد المحسن النزهة، وبعد تلقيه العلاج اقتادته قوات الحرس الثوري الإيراني واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
جدير بالذكر أن الملك فهد قطع العلاقات الدبلوماسية في أبريل عام 1988.
وعام 1986 اكتشفت السلطات الأمنية السعودية عددًا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة يخفون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم C4، وخلال تفتيش رجال الجمارك لـ95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كجم من هذه المادة المتفجرة وقد سجلت اعترافاتهم وبثت على التلفزيون السعودي.
وتوترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى لموسم حج 2015، التي سقط فيها عدد كبير من القتلى الإيرانيين والذي قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية بخصوص الحادثة، وقد أعادت هذه الحادثة للواجهة مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.
ولعل التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران احتد على إثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، والتي أطلقت عليها الحكومة العراقية آنذاك اسم "قادسية صدام" بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس، وقد اندلعت من سبتمبر 1980 حتى أغسطس1988، لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وخلف نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار.
وقد نظم الحجاج الإيرانيون مظاهرة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك أثناء موسم الحج في مكة المكرمة عام 1987 وبعد أحداث الشغب مباشرة طالب "الخميني"، المرشد الأعلى، بالثأر للقتلى من الحجاج الإيرانيين والإطاحة بالحكومة السعودية.
جدير بالذكر أنه في أبريل من عام 1979 تم الإعلان عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ليتولى بعدها الخميني منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وهو المنصب الأعلى في النظام السياسي الإيراني.
3 سنوات بعد الحرب العراقية الإيرانية، واندلعت حرب الخليج الأولى التي انتهت بفرض حصار قاس على العراق ساهمت فيه السعودية والذي استمر نحو 11 عامًا وانتهى بغزو أمريكي واسع للبلاد الرافدين أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد أدى رحيل صدام إلى بعثرة أوراق السعودية في العراق، سيما مع سيطرة قوى حليفة لإيران على الحكم هناك.
لم تتوقف التوترات إلى هذا الحد، بل تسبب البرنامج النووي الإيراني في تعميق المخاوف السعودية من أن طهران تسعى للهيمنة على منطقة الخليج وتعزيز تواجدها الإقليمي إضافة إلى امتلاكها للأسلحة النووية.
وتطورت مخاوف الرياض في العام 2015 إثر توصل إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق شامل في الـ14 من يوليو بخصوص برنامج إيران النووي، وقد رأت السعودية أن الاتفاق يمنح إيران القدرة على تطوير قدراته النووية.
وفي مارس 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة، واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب، فيما قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين.
ومنذ شهور صرح أمير حسين، مساعد وزير النفط الإيراني، عن استعداد بلاده لبيع النفط لمصر، حيث يأتي ذلك العرض بهدف تحسين وتقوية العلاقات المصرية الإيرانية وفتح مجال تجاري بين البلدين، وأوضح أن إيران لن تضع القيود إطلاقًا على استئناف العلاقات التجارية مع مصر إذا قدمت الأخيرة طلبها لذلك، وذلك بعدما صعدت الدول الكبرى من العقوبات المفروضة على طهران بسبب البرنامج النووي.
لكن خبراء استراتيجيون دوليون شككوا في عودة العلاقات التجارية بين مصر وطهران، وذلك بسبب توتر العلاقات بين السعودية وإيران على تداعيات إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر في السعودية، مما دفع إيران لحرق سفارة الرياض لديها.
أما عن العلاقات المصرية الإيرانية فقد تدهورت منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك عقب استقباله لشاه إيران في مصر بعدما أطيح به في طهران، بالإضافة لتوقيع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، وعقب اغتيال الرئيس السادات، أطلقت إيران اسم قاتله على شارع كبير في طهران، وهو الأمر الذي دفع مصر إلى طرد السفير الإيراني لتتدهور العلاقات المصرية الإيرانية حتى الوقت الحالي.
جدير بالذكر أن مصر تعتبر ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حربها ضد الحوثيين أنصار إيران، ولذا استبعد الخبراء تحسن العلاقات بين البلدين على الأقل في الوقت الحالي.
التاريخ يتحدث عن العلاقة المتوترة
قطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية للمرة الأولى مع إيران في العام 1988، بعد مصرع أكثر من 400 شخص، معظمهم إيرانيين، أثناء أداء فريضة الحج في منى، إثر مواجهات مع عناصر من الشرطة السعودية، وقد تمت استئناف العلاقات في العام 1991.
وقررت الرياض فى يناير الماضي، وللمرة الثانية في 3 عقود، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران إثر اقتحام سفارتها في طهران احتجاجًا على إعدام الشيخ نمر النمر، وكان محتجون إيرانيون قد اقتحموا السفارة السعودية في طهران وأضرموا النار فيها، كما أنزل المحتجون العلم السعودي من فوق مبنى السفارة، وهاجم متظاهرون إيرانيون مبنى القنصلية السعودية في "مشهد" وأحرقوا جزءً منه على خلفية إعدام نمر النمر.
وتاريخيًا، وفي يوليو عام 1987 توترت العلاقات بين السعودية وإيران وكادت تصل إلى حد القطيعة بعد مقتل 402 حاج من بينهم 275 إيرانيًا في اشتباكات بمدينة مكة المكرمة.
وقد تصاعد التوتر إثر خروج محتجين إلى شوارع طهران واقتحامهم السفارة السعودية 1987 واحتجاز الدبلوماسيين السعوديين بداخلها، كما أضرموا النار في السفارة الكويتية، وقد توفي آنذاك الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران متأثرا بجروح أصيب بها عندما سقط من نافذة بالسفارة واتهمت الرياض طهران بالتأخر في نقله إلى مستشفى في السعودية، وقد اعتدى المهاجمون على القنصل السعودي في طهران رضا عبد المحسن النزهة، وبعد تلقيه العلاج اقتادته قوات الحرس الثوري الإيراني واعتقلته قبل أن تفرج عنه بعد مفاوضات بين السعودية وإيران.
جدير بالذكر أن الملك فهد قطع العلاقات الدبلوماسية في أبريل عام 1988.
وعام 1986 اكتشفت السلطات الأمنية السعودية عددًا من الحجاج الإيرانيين القادمين لمطار جدة يخفون في حقائبهم مادة شديدة الانفجار وتُعرف باسم C4، وخلال تفتيش رجال الجمارك لـ95 حقيبة تم ضبط ما يعادل 51 كجم من هذه المادة المتفجرة وقد سجلت اعترافاتهم وبثت على التلفزيون السعودي.
وتوترت العلاقات الإيرانية السعودية بعد حادثة تدافع منى لموسم حج 2015، التي سقط فيها عدد كبير من القتلى الإيرانيين والذي قابله صمت شبه مطبق من السلطات السعودية بخصوص الحادثة، وقد أعادت هذه الحادثة للواجهة مطالب الإيرانيين بتسيير مشترك تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي لمناسك الحج.
ولعل التنافس الإقليمي بين السعودية وإيران احتد على إثر اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، والتي أطلقت عليها الحكومة العراقية آنذاك اسم "قادسية صدام" بينما عرفت في إيران باسم الدفاع المقدس، وقد اندلعت من سبتمبر 1980 حتى أغسطس1988، لتكون بذلك أطول نزاع عسكري في القرن العشرين وخلف نحو مليون قتيل وخسائر مالية بلغت 400 مليار دولار.
وقد نظم الحجاج الإيرانيون مظاهرة ضد الموقف السعودي الداعم للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك أثناء موسم الحج في مكة المكرمة عام 1987 وبعد أحداث الشغب مباشرة طالب "الخميني"، المرشد الأعلى، بالثأر للقتلى من الحجاج الإيرانيين والإطاحة بالحكومة السعودية.
جدير بالذكر أنه في أبريل من عام 1979 تم الإعلان عن قيام الجمهورية الإسلامية في إيران ليتولى بعدها الخميني منصب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية وهو المنصب الأعلى في النظام السياسي الإيراني.
3 سنوات بعد الحرب العراقية الإيرانية، واندلعت حرب الخليج الأولى التي انتهت بفرض حصار قاس على العراق ساهمت فيه السعودية والذي استمر نحو 11 عامًا وانتهى بغزو أمريكي واسع للبلاد الرافدين أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقد أدى رحيل صدام إلى بعثرة أوراق السعودية في العراق، سيما مع سيطرة قوى حليفة لإيران على الحكم هناك.
لم تتوقف التوترات إلى هذا الحد، بل تسبب البرنامج النووي الإيراني في تعميق المخاوف السعودية من أن طهران تسعى للهيمنة على منطقة الخليج وتعزيز تواجدها الإقليمي إضافة إلى امتلاكها للأسلحة النووية.
وتطورت مخاوف الرياض في العام 2015 إثر توصل إيران والقوى العالمية الست إلى اتفاق شامل في الـ14 من يوليو بخصوص برنامج إيران النووي، وقد رأت السعودية أن الاتفاق يمنح إيران القدرة على تطوير قدراته النووية.
وفي مارس 2015 بدأت السعودية حملة عسكرية في اليمن لمنع الحوثيين المتحالفين مع إيران من الاستيلاء على السلطة، واتهمت الرياض إيران باستخدام مسلحي الحوثيين لتنفيذ انقلاب، فيما قالت طهران إن الضربات الجوية التي تنفذها الرياض تستهدف المدنيين.
ومنذ شهور صرح أمير حسين، مساعد وزير النفط الإيراني، عن استعداد بلاده لبيع النفط لمصر، حيث يأتي ذلك العرض بهدف تحسين وتقوية العلاقات المصرية الإيرانية وفتح مجال تجاري بين البلدين، وأوضح أن إيران لن تضع القيود إطلاقًا على استئناف العلاقات التجارية مع مصر إذا قدمت الأخيرة طلبها لذلك، وذلك بعدما صعدت الدول الكبرى من العقوبات المفروضة على طهران بسبب البرنامج النووي.
لكن خبراء استراتيجيون دوليون شككوا في عودة العلاقات التجارية بين مصر وطهران، وذلك بسبب توتر العلاقات بين السعودية وإيران على تداعيات إعدام الشيخ السعودي الشيعي نمر النمر في السعودية، مما دفع إيران لحرق سفارة الرياض لديها.
أما عن العلاقات المصرية الإيرانية فقد تدهورت منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وذلك عقب استقباله لشاه إيران في مصر بعدما أطيح به في طهران، بالإضافة لتوقيع اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، وعقب اغتيال الرئيس السادات، أطلقت إيران اسم قاتله على شارع كبير في طهران، وهو الأمر الذي دفع مصر إلى طرد السفير الإيراني لتتدهور العلاقات المصرية الإيرانية حتى الوقت الحالي.
جدير بالذكر أن مصر تعتبر ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في حربها ضد الحوثيين أنصار إيران، ولذا استبعد الخبراء تحسن العلاقات بين البلدين على الأقل في الوقت الحالي.