لم تكتف قطر بعلاقاتها المتوترة بمصر، منذ دعمها لنظام المعزول محمد مرسي، ونشرها الأكاذيب والسموم من خلال قناتها "الجزيرة"، بل سعت إلى تفخيخ العلاقات بين مصر ومجلس التعاون الخليجي، وذلك بعد بيان الداخلية المصرية الذي يتهم قادة جماعة الإخوان الإرهابية بتمويل منفذ انفجار الكنيسة البطرسية، وهو ما دفع قطر إلى توريط مجلس التعاون الخليجي بإصدار بيان لتبرأتها ورفض الزج باسم قطر في تفجير الكنيسة.

وفي المقابل، ردت مصر على بيان مجلس التعاون الخليجي، معربةً عن تقديرها لحرص دول مجلس التعاون على صفاء العلاقات المتينة مع مصر، وأنها كانت تأمل أن يعكس البيان قراءة دقيقة للموقف المصري، كما أكد أعضاء مجلس النواب، أن قطر دائمًا ما تتآمر على الجميع.


"الداخلية" تتهم قطر بتمويل منفذ التفجير

بدايةً، اتهمت وزارة الداخلية المصرية، يوم الإثنين الماضي، قادة جماعة الإخوان الإرهابية المقيمين في قطر، بتدريب وتمويل منفذي التفجير الانتحاري، الذي استهدف الكنيسة البطرسية في العباسية، الأحد، وأوقع 25 قتيلًا، وذلك بهدف "إثارة أزمة طائفية واسعة" في البلاد.

"التعاون الخليجي" يرفض الزج باسم قطر في التفجير

وأعربت دول مجلس التعاون الخليجي، في بيان لها، عن انزعاجها لما وصفته بـ" الزج باسم قطر" في تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة.

وقال الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، "إن التسرع في إطلاق التصريحات دون التأكد منها، يؤثر على صفاء العلاقات المتينة بين مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية".

وأكد "الزياني"، على ضرورة التواصل في مثل هذه القضايا الأمنية، وفق القنوات الرسمية لتحري الدقة، قبل نشر بيانات أو تصريحات تتصل بالجرائم الإرهابية، لما في ذلك من ضرر على العلاقات "العربية - العربية".

وأضاف أن "موقف دول مجلس التعاون جميعها من الإرهاب ثابت ومعروف، وقد أدانت دول المجلس جريمة تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، مؤكدةً تضامنها ووقوفها مع الشقيقة مصر في جهودها لمكافحة التنظيمات الإرهابية، فأمن مصر من أمن دول مجلس التعاون".

"الخارجية المصرية" تكتفي بالرد الدبلوماسي

ومن جانبها ردت وزارة الخارجية المصرية على هذا البيان، معربةً عن تقديرها لما تضمنه بيان أمين عام مجلس التعاون الخليجي، من دعم وتضامن مع مصر عقب الحادث الإرهابي بالكنيسة البطرسية، ومن تأكيد على حرص دول مجلس التعاون الخليجي على صفاء العلاقات المتينة مع مصر.

وأشارت الخارجية، إلى أن مصر كانت تأمل أن يعكس موقف أمين عام مجلس التعاون الخليجي قراءة دقيقة للموقف المصري، حيث أن البيان الرسمي الوحيد الذي صدر عن وزارة الداخلية المصرية بشأن الحادث تضمن معلومات مثبتة ودقيقة بشأن الإرهابي المتورط في هذا العمل وتحركاته الخارجية خلال الفترة الأخيرة.

وجددت وزارة الخارجية في بيانها التأكيد على أن السلطات المصرية المعنية تواصل جمع كافة خيوط هذه الجريمة النكراء، والمعلومات الدقيقة والموثقة بشأن كل من مولها وخطط لها وساهم في تنفيذها، وسوف تعلن عن كل ذلك فور اكتمال عملية التحقيق، موضحةً أن علاقات مصر مع أشقائها العرب يجب أن تظل محصنة وقوية، وألا يتم تعريضها لصدمات أو شكوك نتيجة قراءات غير دقيقة للمواقف، وهو المنحى الذي تتخذه مصر في تعاملها مع جميع الدول العربية حفاظًا على العلاقات والروابط التاريخية المتينة التي تربط مصر بأشقائها العرب.

"بكري": قطر تآمرت على مصر

شن الإعلامي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، هجومًا على دولة قطر بعد بيان دول مجلس التعاون الخليجي برفض الزج بدولة قطر في تفجير الكنيسة البطرسية.

وقال "بكري"، إن قطر تآمرت على مصر وشاركت في التفجير وذلك من خلال استضافة الإرهابي محمود شفيق، واتفق هناك مع قيادات الإخوان على تفجير الكنيسة في مصر.

وأضاف "بكري"، أن هناك مؤامرات تُحاك ضد القاهرة من دولة قطر، متابعًا: "ويؤسفني بيان دول مجلس التعاون الخليجي لم يكن موفقًا ورد الخارجية المصرية الذي تميز بدبلوماسية أكد الحرص على العلاقة المصرية الخارجية وبالتأكيد برفض البيان".

السعودية تعتزم تصفية الأجواء

ووفيما يخص المبادرات التي تحاول الصلح بين البلدين، طرحت السعودية مبادرة على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير، الذي أكد أنه في حال مطالبة بلاده بالتدخل بين البلدين لتصفية الأجواء، فإنها لن تتأخر، مؤكدًا إجراء محاولات لتقريب وجهات النظر بين البلدين.

وأضاف "الجبير"، أن هناك تواصلًا بين البلدين، وهناك محاولات لتقريب المواقف بين البلدين، متوقعًا حل هذه الخلافات في وقت قريب، إذا كانت هناك حسن نية بين الطرفين.

وأشار "الجبير"، إلى أن الخلافات، ليست بالعمق الذي يوضحه المحللون، لكنها يمكن حلها بسهولة، مؤكدًا أن مصر وقطر بينهما روابط اقتصادية وأسرية.