المواطن

عاجل
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"جابر الصباح".. زعيم عربي ثار لتحرير بلاده

السبت 31/ديسمبر/2016 - 03:33 م
أماني الشاذلي
طباعة
عرف بشدة وطنيته، ودافاعه عن القومية العربية، ومساندة الدول الفقيرة في التغلب على فقرها، واشتهر بعلاقاته السياسية الخارجية المتوازنة، وقدرته على تخطى الصعاب والأزمات، والعبور ببلاده إلى بر الأمان رغم ماواجهته من حروب وأزمات، إنه الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الثالث عشر والثالث بعد الاستقلال من المملكة المتحدة، وهو الابن الثالث للشيخ أحمد الجابر الصباح، من الشيخة بيبي السالم الصباح ابنة حاكم الكويت التاسع الشيخ سالم المبارك الصباح.

نشأته وتعليمه

ولد الشيخ جابر الصباح في 29مايو 1926، وتلقى تعليمه في المدرسة المباركية والمدرسة الأحمدية، وبعد أن أنهى دراسته في الأحمدية قام والده بجلب أساتذة متخصصين في الدين واللغة العربية وآدابها واللغة الإنجليزية، وبعدها أتاح له والده السفر للعديد من دول العالم ليتعرف على أحوال الشعوب الأخرى.

نال شهادة دكتوراه فخرية من قبل جامعة اليابان في 14 أكتوبر 1965، واختير في عام 1995 شخصية العام الخيرية من قبل مؤسسة المتحدون للاعلام والتسويق البريطانية بعد استبيان شارك فيه 5 ملايين عربي.

زوجته وأبنائه

تزوج 20 مرة، وأنجب 50 من الأبناء، له من الأبناء 23 ولدًا و27 بنتا.

مناصبه

في عام 1949 عينه والده نائبًا له في الأحمدي، وكان المسؤول العام عن المدينة، وفي عام 1959 عينه الشيخ عبد الله السالم الصباح رئيسًا لدائرة المال والأملاك العامة، كما كان رئيسًا لمجلس النقد الكويتي، وقام في 1 أبريل 1961 بإصدار أول عملة في الكويت تحمل توقيعه.

وبعد استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 وإجراء انتخابات المجلس التأسيسي عين وزيرًا للمالية والصناعة في الحكومة الأولى والتي كانت برئاسة الشيخ عبد الله السالم الصباح. 

وعندما تولى الشيخ صباح السالم الصباح رئاسة الحكومة أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وبعد وفاة الشيخ عبد الله السالم وتولي الشيخ صباح السالم الحكم عين في 30 نوفمبر 1965 رئيسًا لمجلس الوزراء.

وفي 31 مايو 1966 بويع في مجلس الأمة وليًا للعهد وذلك بعد تزكية الأمير له، وفي 5 يونيو 1967 أصبح حاكمًا عرفيًا للكويت بعد تطبيق الأحكام العرفية، وذلك إلى أن رفعت الأحكام العرفية في 1 يناير 1968.

توليه الحكم

أصبح أميرًا للكويت في 31 ديسمبر 1977، بعد وفاة الشيخ صباح السالم الصباح.

إنجازاته

قدم العديد من الإنجازات المحلية والدولية، خلال فترة حكمه، حيث قام بالعديد من الرحلات لتوطيد العلاقات مع دول العالم، وكان يوازن خلال الحرب الباردة في زياراته، فكان يزور دول الكتلة الشرقية ودول الكتلة الغربية، وكانت الكويت الدولة الخليجية الأولى التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي في عهده.

كما أنه كان يحاول إصلاح حال اليمن بعد حرب اليمن، فقام بالاجتماع مع علي عبد الله صالح وعبد الفتاح إسماعيل في 30 مارس 1979 في الكويت لتحقيق الوحدة بين اليمن الجنوبي واليمن الشمالي، وفي عام 1981 زار شطري اليمن للأطلاع على الأوضاع فيهما.

وفي فترة غزو العراق للكويت في عام 1990 استطاع بأن يجمع العديد من الآراء المؤيدة للكويت، وأقنع العديد من الدول والشعوب بضرورة استعادة الكويت، وفي المؤتمر الشعبي الكويتي المنعقد في جدة في أكتوبر 1990، أعلن بأن موقف القيادة الفلسطينية لن يؤثر في تضامن الشعب الكويتي مع الشعب الفلسطيني، والأمر مثله للشعب العراقي والشعب الكويتي.

مجلس التعاون الخليجي

وكان صاحب فكرة إنشاء مجلس التعاون الخليجي الذي أنشأ في 1981، ففي 16 مايو 1976 زار دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد مباحثات مع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حول إنشاء مجلس التعاون الخليجي، حيث أنه خطط ونفذ هذا المشروع لإحساسه بوجوب سد النقص الذي خلفته المملكة المتحدة بعد خروجها من الخليج، ثم اقترح إنشاء المجلس في قمة للجامعة العربية في الأردن في عمّان في نوفمبر 1980، وفي عام 1996 اقترح إنشاء مجلس شعبي استشاري لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك في القمة السابعة عشر في الدوحة يتكون من ثلاثين عضو بمعدل خمس أشخاص للدولة الواحدة.

اهتمامه بخفض الديون عن الدول الفقيرة

حمل على عاتقه هموم الأمة العربية والإرتقاء بمستواها الإقتصادي، فكان صاحب فكرة إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والذي أنشأ في 31 ديسمبر 1961، وكان أول رئيس مجلس إدارة له، كما طالب بأن تسقط فوائد الديون المستحقة على الدول الفقيرة وتخفيض هذه الديون على الدول الأشد فقرًا، وكان يهدف من هذا الأمر إلى تقريب الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو الشمال والجنوب، وطرحت هذه المبادرة في 28 سبتمبر 1988 في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت المغرب من الدول التي استفادت من هذه المبادرة التي أسقطت 62 مليون دينار كويتي من ديونها.

محاولة الاغتيال

وفي يوم 25 مايو 1985 تعرض لمحاولة اغتيال باءت بالفشل عندما كان في طريقه للذهاب إلى مكتبه في قصر السيف، ومن المرجح أن يكون موقف الكويت من حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق، وراء هذه المحاولة، حيث أيدت الكويت العراق في الحرب، وكانت المحاولة من مناصري إيران في الحرب، حيث نفذ العملية عضو في حزب الدعوة الإسلامية العراقي،وهو «جمال جعفر علي الإبراهيمي» المعروف باسم «أبو مهدي المهندس»، واتهمت الكويت إيران بالوقوف وراء محاولة الاغتيال.

غزو العراق للكويت

وفي 2 أغسطس 1990 غزت العراق الكويت، فاستخدم كافة الوسائل لتحريرها، وعندما حدث الغزو العراقي للكويت أراد الشيخ سعد العبد الله الصباح المحافظة على الشرعية الكويتية المتمثلة في أمير البلاد، فذهب إلى قصر دسمان مقر إقامه الأمير وأصر عليه بأن يخرج من الكويت بالرغم من رغبه الأمير في البقاء مع شعبه، وأتاحت السياسة المتزنة التي كان يتبعها الشيخ جابر تعاطف أغلب دول العالم مع الكويت بعد الغزو العراقي في عام 1990، وحتى الاتحاد السوفيتي الذي كان يعد حليفا للعراق وكان مرتبطًا باتفاقية تعاون وصداقة معه.

وتم عقد العديد من المؤتمرات منها مؤتمر القمة العربية الذي عقد في مصر في 10 أغسطس 1990، ومؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في مكة المكرمة والجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والأربعين، وقام بالاجتماع مع الدول الخمسة الدائمة العضوية (الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، المملكة المتحدة، فرنسا، وجمهورية الصين الشعبية) وعدد من الدول الصديقة لشرح قضية الكويت.

واتخذت الحكومة الكويتية من الطائف في السعودية مقرًا لها، وعندما وصل إلى الطائف قطع كل الشكوك بشأن سلامته، وخطب بالشعب الكويتي في 3 أغسطس عام 1990، يحثهم على المقاومة والصمود في وجه الجيش العراقي من أجل تحرير الكويت.

أعلن الأحكام العرفية بعد تحرير الكويت في فبراير 1991 لمدة ثلاثة أشهر، وعين الشيخ سعد العبد الله حاكمًا عرفيًا، وقد عاد إلى الكويت في 14 مارس 1991 على متن الطائرة بوبيان التابعة للخطوط الجوية الكويتية بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، وعند نزوله إلى أرض الكويت سجد شكرًا لله على عودة الكويت.

بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، طالب بإطلاق الأسرى الكويتيين الموجودين في العراق، وقام بعدد من الزيارات إلى عدد من دول العالم لشرح القضية، وقد اصطحب معه في تلك الزيارات بعض أبناء الأسرى.

مرضه ووفاته

عانى من بعض المشاكل الصحية في السنوات الأخيرة له، وقد سافر إلى خارج الكويت لتلقي العلاج عدد من المرات، ففي 21 سبتمبر 2001 تعرض لوعكة صحية غادر على إثرها الكويت متوجها إلى المملكة المتحدة، وعاد في 15 يناير 2002 إلى الكويت بعد غياب بلغ 117 يوما خارج البلاد، وهي ثاني أكثر فترة يغيب فيها عن الكويت، حيث غاب في أثناء الغزو العراقي للكويت 225 يوم.

توفي في 15 يناير 2006، إثر نزيف في المخ، وأعلنت عدد من الدول العربية الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام حزنًا على رحيله، وأقيمت له جنازة حاشدة حضرها معظم ملوك ورؤساء العالم.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads