أجرى الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، اليوم الأحد، زيارة لمحافظة الوادي الجديد، رافقه خلالها السفير الهولندي، واللواء أشرف شاش سكرتير عام المحافظة، وفريديريك لامهاوس خبير الآثار المشرف علي عمليات ترميم المرحلة الثانية بمنطقة القصر الإسلامية، والأثري بهجت إبراهيم مدير عام منطقة آثار الوادي الجديد، واستغرقت الزيارة يوما واحدا، افتتح خلالها عدد من المشاريع الأثرية بمركز الداخلة، تضمنت مشروعات بقرية القصر الإسلامية وقرية أمهده.

بدأت جولة الوزير بتفقد المنشآت الأثرية بقرية القصر، والتي تضم منازل وأسواق وبوابات وقلاع ذات قيمة معمارية وأثرية عالية، وقام العناني بافتتاح المرحلة الثانية من أعمال ترميم قرية القصر الإسلامية، حيث افتتح ترميم منزلين أثريين هما بيت أبو نفرى وبيت فاروق أبو الحاج أحمد، وهو مكون من 4 طوابق بالطوب اللبن بتمويل دوله هولندا.

وتقع قرية القصر، على بعد 32 كم شمال مدينة موط العاصمة الإدارية لمركز ومدينة الداخلة، ويحدها من الشمال تل مرتفع، ومن الشرق بئر لعين الحامية الجاف، ومن الجنوب مسجد نصر الدين، ومن الغرب مقام الشيخ حمام، وفى طرفه الشمالي ضريح الشيخ أبو بكر، وسميت بهذا الاسم لوجود بقايا قصر روماني قديم تحت أطلال هذه القرية.

من جانبه قال كامل محمود المشرف العام على مشروع ترميم القرية، إنه تم ترميم قرية القصر على مراحل، تحت إشراف قطاع الآثار الإسلامية وقطاع المشروعات بوزارة الآثار، بدعم من دولتي "اليابان وهولندا"، والصندوق الاجتماعي للتنمية، والبرنامج الانمائى للأمم المتحدة، مؤكدا أن البعثة الهولندية بدأت إعمال المرحلة الثانية من الترميم عام 2014،حيث تم ترميم 500 منزل من العصر العثماني، تضمنت بيت القاضي وبيت القرشي، ورممت كذلك منزل آل عثمان وآل يحيا.

وأضاف كامل أن العمل على ترميم قرية القصر استمر علي مرحلتين، المرحلة الأولي بدأت عام 2002، وانتهت في عام 2014، وبدأت المرحلة الثانية في عام 2014 وتنتهي اليوم.

وأكد كامل انه تم الانتهاء من مراحل ترميم المنازل الأثرية بمنحة من الجانب الياباني، وشملت ترميم 7 مواقع بالقرية وهى (منزل عائله عبد الحافظ – طاحونة أبو إسماعيل – منزل أبو عبد المنعم – منزل عوض – سقفي أبو حمام – منزل أو قنديل)، بتكلفة بلغت 2،7 مليون جنيه، كما تم الانتهاء من مرحلة ترميم منزلين آخرين بدعم من الجانب الهولندي، والذي نفذته البعثة الأثرية الهولندية وافتتحه وزير الآثار.
بعدها توجه وزير الآثار إلى مدينة الأمهدة، والتي تبعد عن مدينة القصر 3 كيلو متر، وافتتح مركز الزوار، عبارة عن منزلً مشابهً لمنزل "سينورس"، أحد أثرياء العصر الروماني بـ"أمهدة"، وأصدر الوزير تعليماته بفتح المنزل مجانًا للزائرين من المصريين والأجانب حتى نهاية الشهر الجاري، بمناسبة افتتاح المركز بعد ظهر اليوم الأحد.

وأوضح العناني أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص الوزارة لزيادة الوعي الأثري بين مختلف طوائف الشعب المصري وتعريفهم بحضارتهم، كما أنها تسهم في الوقت ذاته في تنشيط حركة السياحة الوافدة إلى محافظة الوادي الجديد عامة، والواحات الداخلة خاصة، بما يتناسب مع أهميتها الأثرية والتاريخية الكبيرة.

كانت البعثة الأمريكية من جامعة كولومبيا تفقدت هذا الأثر عام 2004، واكتشفوا أن المنزل قد التهمه النمل الأبيض، حيث أن الرومان كانوا يبنون المنازل على هيئة شطرنج، والبيوت تكون متراصة، ولذلك تم تصميم منزل آخر بنفس الحجم، وبنفس الألوان، وبنفس الخامات، حيث تم بناء المنزل الجديد بالطوب اللبن، وبنفس الخامات، وتم رسم النقوش بنفس الألوان، ليكون مزارًا أثريًا هامًا بهذا المكان.

وخلال زيارة وزير الآثار للوادي الجديد، أشاد بالجهود المبذولة للحفاظ على مدينة القصر الأثرية، التي تعكس التراث الاسلامى القديم فى كافة الملامح الإنشائية بالقرية، مشيرا إلى أنه سيجري زيارة لمحافظة الوادى الجديد، لافتتاح مشروع الصوت والضوء بمعبد "هيبس" بالخارجة، الذي سيتم الانتهاء منه خلال 3 أشهر من الآن.