بالصور.. دينا سمير.. حكاية امرأة عشقت "السواقة" فتفوقت على الرجال
الإثنين 20/مارس/2017 - 12:50 م
رحاب جمعة
طباعة
"سواقة الستات زي الزفت".. جملة لطالما يرددها الرجال تعبيرا منهم عن حال السيدات في قيادة السيارات، ولكن بعد عمر من السخرية استطاعت إحداهن ضرب تلك الجملة عرض الحائط، لتحوّلها لمزحة تغلبت عليها من خلال تمكنّها وتفوقها على قيادة الرجال.
دينا سمير، بنت المعادي، صاحبة الوجه البشوش والروح المرحة، امرأة ثلاثينية، انفصلت عن زوجها بعد 8سنوات زواج، خرجت بعدها من تحت عبائة الحياة الأسرية، بثلاثة أطفال تعول منهم فتاة عمرها قارب العشرون، فاصطدمت بالواقع الذي بدأته موظفة بالمركز الأوليمبي لمدة عشر سنوات من العمل الروتيني، لتنطلق منه إلى حرية وجرأة من خلال عملها كسائقة في شركة "أوبر".
تروي "دينا" حكايتها التي بدأتها من يوم ولادتها ووصفتها بالحياة العادية التي تعيشها أي فتاة، تربت على قيم وتقاليد العائلات التي تبلور قيمة البنت بأنها إحدى مكملات الحياة ولكن لا يمكن الاعتماد عليها، فقالت "من وأنا صغيرة كنت عالة على بابا في كل حاجة ودايمًا كلامهم ليا كان أن أهم حاجة في حياة البنت الزواج وأولادها، والكلام ده اترسخ في دماغي وعشت عليه ونفذته، فسيبت جامعتي واتجوزت وأنا عندي 19 سنة".
عاشت "دينا" حياتها الأسرية لم تستطع الخروج عن ظل العادات والتقاليد التي رسمتها لها عائلتها ومن بعدهم المجتمع، فعاشت لأطفالها الثلاثة "روان، عمر، حلا" كأم تقليدية موجودة في كل بيت مصري، ولكن فجأة تطورت تلك الحياة وانفصلت عن زوجها بعد أن رفعت قضية خلع، خرجت بها من طي المرأة التقليدية للمرأة المتحضرة المعاصرة.
بدأت دينا في تحويل حياتها بقرار الخلع من زوجها، وكان هذا أول قرار جرئ حوّل حياة المرأة العادية للأسطورة التي يصفها الكثيرين بـ"الخارقة"، لتتوالى بعده القرارات التي لم تقل جرأة عنه، فقامت باستكمال تعليمها، وخلال الدراسة قررت العمل بالمركز الأوليمبي، لتغطية مصاريف أبنائها الثلاثة، ولكن لم تتمكن من تلبية احتياجتهم، فاستردهم والدهم ليترك قلب الأم موجوع على حضن أطفالها، واستمر ذلك الوجع حتى حصلت "دينا" على شهادتها الجامعية "ليسانس آداب" وبعدها اتخذت ابنتها "الكبرى" قرارها بالرجوع إليها.
ولخوف "دينا" من التقصير في تربية ابنتها على نفس المستوى الذي كانت تعيش فيه مع والدها قررت باتخاذ ثالث قرار جرئ في حياتها وهي أن تعمل سائقة بشركة "أوبر"، لتتحدى بذلك القرار تقاليد المجتمع الذي يأبى انخراط الفتيات بأي عمل اتخذه الذكور حكراً لهم.
واجهت "دينا" العديد من الأزمات بعد قرارها، كانت من العائلة التي رفضت أن تعمل ابنتهم "سائقة" لكن إصرارها لم يجعل رفضهم حائل بينها وبين حلمها، فكانت فكرة أن تكون دينا سائقة في البداية مجرد عمل سيساعدها للارتقاء بمستواها المادي، حيث أن متطلبات العمل كانت في البداية مناسبة لها، ولكن بعد إمضاء ثمانية أشهر عشقت "دينا" مهنة السواقة حيث أنه بفضلها تتمكن من التعايش مع كافة فئات المجتمع التي حرمت من التعايش معه طوال عمرها، بجانب أنها اكتسبت قوة وجرأة جعلتها مؤهلة لخوض أصعب الكوارث بدون عناء.
عن المهنة تقول "دينا" "بصراحة من أول ما قررت أكون سائقة في أوبر وكل الناس بتستغرب كوني سيدة وكمان بتسوق، النظرة المجتمعية للست أنها تشتغل الشغل البسيط ده، وكمان معروف أن الستات مش بيعرفوا يسوقوا، علشان كده كانت الناس اللي بتقدم معايا في أوبر كانوا مخضوضين من الفكرة".
واستكملت "مع الوقت الخضة دي قلت لحد ما راحت، بس بالنسبة للناس في الأول بيستغربوا بس بيشجعوني، مررت بالكثير من المواقف الكوميدية، الإنسانية، والخطرة خلال عملي، ولكن لم أرغب يوم أن أتركها، في بداية شغلي في أوبر أتعرض عليا أظهر في الإعلام بس خفت جداً من هجوم الناس، بس دلوقتي بعد ما شفت بنات وستات ورجالة كتير مبسوطين وفخورين باللي عملته ظهرت في الإعلام علشان أكون دافع لفتيات كتير خايفة من رد فعل المجتمع".
وعن أصعب المواقف التي مرت بها "دينا" قالت "أنا مريت بمواقف كتير كوميدية وإنسانية وفي كوارث مريت بيها، مرة وصلت بنت نزلت اشتريت حشيش وواحد اشترى ويسكي، ومرة واحد سعودي اتحرش بيا، بصراحة الرجالة اللي بتركب معايا المصريين كلهم بيكونوا محترمين وبيشيدوا بكوني سواقة، والموقف الوحيد اللي كان وحش كان من راجل مش مصري السعودي، تحرّش بي فهزأته وعملتله بلوك".
وعند سؤالها عن حمايتها لنفسها قالت "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأنا في حاجات كتير باتبعها تخليني في أمان، العميل اللي بوصله بشوف تقييمه الأول من ابلكيشن الشركة ولو تقييمه مش كويس مش بروحله، وأغلب المشاكل اللي حصلتلي في أوبر كان سببها بعض السيدات، بيغيروا مني على أجوازهم وبيوقعولي التقييم، مش كل السيدات كده فيه منهم كتير بيشجعوني وبيكونوا فخورين أمام ازواجهن كوني ست، بس الأغلب بيعاملني وحش وخايفين أسرق منهم أجوازهن".
وأشارت دينا إلى أنه عرض عليها أن تعمل في شركة مثل أوبر ولكن أن تتخصص مع سيدات، بأن تطلب السيدة سائقة، ولكنها رفضت الفكرة بسبب خوفها الشديد من السيدات، فقالت "المصايب لا تأتي إلا من السيدات، فالكثير من السيدات الذين تعاملت معهن من خلال أوبر يتكبرن ويغيرنّ مني على أزواجهن".
وبسؤالها عن تقييم سواقة السيدات، قالت "زي الزفت.. كتير من الستات والبنات مش بيعرفوا يسوقوا، ولما بشوف بنت أو ست بتسوق ببعد عنها أحسن، باتقي الشر اللي ممكن تسببه بسواقتها".
وفي نهاية حديثها لـ"المواطن" وجهت دينا رسالة لكل فتيات وسيدات مصر، قائلة "أحب أقول لأي بنت اشتغلي أي شغل أنتي عاوزاه طالما هو مش حرام وليه مبدأ، ميهمكيش كلام الناس لأنه هيتغير لما تثبتلهم العكس، وأن البنت تقدر تعمل أي حاجة طالما بتراعي ربنا، هيكون بيراعيها وبيحافظ عليها، وهتكوني بتشتغلي تحت حراسة ورعاية الله عز وجل".
دينا سمير، بنت المعادي، صاحبة الوجه البشوش والروح المرحة، امرأة ثلاثينية، انفصلت عن زوجها بعد 8سنوات زواج، خرجت بعدها من تحت عبائة الحياة الأسرية، بثلاثة أطفال تعول منهم فتاة عمرها قارب العشرون، فاصطدمت بالواقع الذي بدأته موظفة بالمركز الأوليمبي لمدة عشر سنوات من العمل الروتيني، لتنطلق منه إلى حرية وجرأة من خلال عملها كسائقة في شركة "أوبر".
تروي "دينا" حكايتها التي بدأتها من يوم ولادتها ووصفتها بالحياة العادية التي تعيشها أي فتاة، تربت على قيم وتقاليد العائلات التي تبلور قيمة البنت بأنها إحدى مكملات الحياة ولكن لا يمكن الاعتماد عليها، فقالت "من وأنا صغيرة كنت عالة على بابا في كل حاجة ودايمًا كلامهم ليا كان أن أهم حاجة في حياة البنت الزواج وأولادها، والكلام ده اترسخ في دماغي وعشت عليه ونفذته، فسيبت جامعتي واتجوزت وأنا عندي 19 سنة".
عاشت "دينا" حياتها الأسرية لم تستطع الخروج عن ظل العادات والتقاليد التي رسمتها لها عائلتها ومن بعدهم المجتمع، فعاشت لأطفالها الثلاثة "روان، عمر، حلا" كأم تقليدية موجودة في كل بيت مصري، ولكن فجأة تطورت تلك الحياة وانفصلت عن زوجها بعد أن رفعت قضية خلع، خرجت بها من طي المرأة التقليدية للمرأة المتحضرة المعاصرة.
بدأت دينا في تحويل حياتها بقرار الخلع من زوجها، وكان هذا أول قرار جرئ حوّل حياة المرأة العادية للأسطورة التي يصفها الكثيرين بـ"الخارقة"، لتتوالى بعده القرارات التي لم تقل جرأة عنه، فقامت باستكمال تعليمها، وخلال الدراسة قررت العمل بالمركز الأوليمبي، لتغطية مصاريف أبنائها الثلاثة، ولكن لم تتمكن من تلبية احتياجتهم، فاستردهم والدهم ليترك قلب الأم موجوع على حضن أطفالها، واستمر ذلك الوجع حتى حصلت "دينا" على شهادتها الجامعية "ليسانس آداب" وبعدها اتخذت ابنتها "الكبرى" قرارها بالرجوع إليها.
ولخوف "دينا" من التقصير في تربية ابنتها على نفس المستوى الذي كانت تعيش فيه مع والدها قررت باتخاذ ثالث قرار جرئ في حياتها وهي أن تعمل سائقة بشركة "أوبر"، لتتحدى بذلك القرار تقاليد المجتمع الذي يأبى انخراط الفتيات بأي عمل اتخذه الذكور حكراً لهم.
واجهت "دينا" العديد من الأزمات بعد قرارها، كانت من العائلة التي رفضت أن تعمل ابنتهم "سائقة" لكن إصرارها لم يجعل رفضهم حائل بينها وبين حلمها، فكانت فكرة أن تكون دينا سائقة في البداية مجرد عمل سيساعدها للارتقاء بمستواها المادي، حيث أن متطلبات العمل كانت في البداية مناسبة لها، ولكن بعد إمضاء ثمانية أشهر عشقت "دينا" مهنة السواقة حيث أنه بفضلها تتمكن من التعايش مع كافة فئات المجتمع التي حرمت من التعايش معه طوال عمرها، بجانب أنها اكتسبت قوة وجرأة جعلتها مؤهلة لخوض أصعب الكوارث بدون عناء.
عن المهنة تقول "دينا" "بصراحة من أول ما قررت أكون سائقة في أوبر وكل الناس بتستغرب كوني سيدة وكمان بتسوق، النظرة المجتمعية للست أنها تشتغل الشغل البسيط ده، وكمان معروف أن الستات مش بيعرفوا يسوقوا، علشان كده كانت الناس اللي بتقدم معايا في أوبر كانوا مخضوضين من الفكرة".
واستكملت "مع الوقت الخضة دي قلت لحد ما راحت، بس بالنسبة للناس في الأول بيستغربوا بس بيشجعوني، مررت بالكثير من المواقف الكوميدية، الإنسانية، والخطرة خلال عملي، ولكن لم أرغب يوم أن أتركها، في بداية شغلي في أوبر أتعرض عليا أظهر في الإعلام بس خفت جداً من هجوم الناس، بس دلوقتي بعد ما شفت بنات وستات ورجالة كتير مبسوطين وفخورين باللي عملته ظهرت في الإعلام علشان أكون دافع لفتيات كتير خايفة من رد فعل المجتمع".
وعن أصعب المواقف التي مرت بها "دينا" قالت "أنا مريت بمواقف كتير كوميدية وإنسانية وفي كوارث مريت بيها، مرة وصلت بنت نزلت اشتريت حشيش وواحد اشترى ويسكي، ومرة واحد سعودي اتحرش بيا، بصراحة الرجالة اللي بتركب معايا المصريين كلهم بيكونوا محترمين وبيشيدوا بكوني سواقة، والموقف الوحيد اللي كان وحش كان من راجل مش مصري السعودي، تحرّش بي فهزأته وعملتله بلوك".
وعند سؤالها عن حمايتها لنفسها قالت "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وأنا في حاجات كتير باتبعها تخليني في أمان، العميل اللي بوصله بشوف تقييمه الأول من ابلكيشن الشركة ولو تقييمه مش كويس مش بروحله، وأغلب المشاكل اللي حصلتلي في أوبر كان سببها بعض السيدات، بيغيروا مني على أجوازهم وبيوقعولي التقييم، مش كل السيدات كده فيه منهم كتير بيشجعوني وبيكونوا فخورين أمام ازواجهن كوني ست، بس الأغلب بيعاملني وحش وخايفين أسرق منهم أجوازهن".
وأشارت دينا إلى أنه عرض عليها أن تعمل في شركة مثل أوبر ولكن أن تتخصص مع سيدات، بأن تطلب السيدة سائقة، ولكنها رفضت الفكرة بسبب خوفها الشديد من السيدات، فقالت "المصايب لا تأتي إلا من السيدات، فالكثير من السيدات الذين تعاملت معهن من خلال أوبر يتكبرن ويغيرنّ مني على أزواجهن".
وبسؤالها عن تقييم سواقة السيدات، قالت "زي الزفت.. كتير من الستات والبنات مش بيعرفوا يسوقوا، ولما بشوف بنت أو ست بتسوق ببعد عنها أحسن، باتقي الشر اللي ممكن تسببه بسواقتها".
وفي نهاية حديثها لـ"المواطن" وجهت دينا رسالة لكل فتيات وسيدات مصر، قائلة "أحب أقول لأي بنت اشتغلي أي شغل أنتي عاوزاه طالما هو مش حرام وليه مبدأ، ميهمكيش كلام الناس لأنه هيتغير لما تثبتلهم العكس، وأن البنت تقدر تعمل أي حاجة طالما بتراعي ربنا، هيكون بيراعيها وبيحافظ عليها، وهتكوني بتشتغلي تحت حراسة ورعاية الله عز وجل".