في ذكرى ميلاده.. ما لا تعرفه عن عمدة تلاوة القرآن الكريم "الشيعشاعي"
الثلاثاء 21/مارس/2017 - 12:40 م
رحاب جمعة
طباعة
عمدة فن التلاوة، صاحب الصوت الندي، الشيخ الذي عنده عشاق بالألوف، قارئ مسجدي السيدة نفيسة والسيدة زينب، وأول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات، إنه الشيخ عبد الفتاح الشيعشاعي، الشيخ الذي قضى 72 عامًا في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء.
وفي ذكرى ميلاده، التي تمر علينا اليوم في الواحد والعشرين من مارس، يرصد "المواطن" مسيرة عطاء عمدة فن التلاوة "عبد الفتاح الشعشاعي" منذ ولادته وحتى الوفاة.
مولده
ولد الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي في قرية شعشاع بالمنوفية فِي 21 مارس عام 1890، ووالده هو الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي، وقد سميت القرية باسم جده شعشاع.
نشأته
أتم حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي في 10 سنوات في عام 1900، سافر الشيخ "الشعشاعي" بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فالتحق بالأزهر ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع، كان ذلك عام 1914، وسكن بحي الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت.
عاد الشيخ إلى قريته وبين جوانحه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه في زحام عباقرة التلاوة.
شهرته
ترجع بداية شهرة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وذيوع صيته الحقيقية فِي ذلك المساء البعيد الذي دخل ليقرأ فيه بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ أحمد نداو الشيخ على محمود والشيخ العيسوي والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدين وتلاميذ، ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبو العينين شعيشع، وغيرهما كثير.
صوته وأداؤه
تميز الشيخ "الشعشاعي" بالصوت الندي، والتجويد والترتيل الذي يأخذك إلى عالم من الخشوع والتدبر في آيات الله وملكوته، حتى أن البعض وصفه بأنه عمدة فن التلاوة في عصر الرعيل الأول للقراء في مصر والعالم العربي.
"الشعشاعي" والتواشيح الدينية
كَوَّن "الشعشاعي" فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد الذي ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ الشعشاعي.
غامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة في التلاوة، فقرأ في مأتم سعد زغلول باشا، وعدلي يكن باشا، وثروت باشا، فأصبح الشعشاعي الذي نعرفه الآن، ومنذ عام 1930 م تفرغ الشيخ الشعشاعي لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة، ومع ذلك لم ينسَ رفاقه في الدرب فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم.
التحاقه بالإذاعة المصرية
التحق الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي بـ الإذاعة المصرية عند افتتاحها، فكان ثاني قارئ يقرأ بها فِي عام 1934، بعد الشيخ محمد رفعت، و علي الرغم من أنه قد رفض الالتحاق بالإذاعة فِي بادئ الأمر إلا أنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه.
المساجد التي قرأ بها
عُين الشيخ الشعشاعي قارئًا لـ مسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939.
الأوسمة
حاز الشعشاعي على العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990 منح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسم الشيخ الشعشاعي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.
رحلاته خارج مصر
حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، و يعتبر الشيخ الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948م، وسافر كذلك إلى العراق عام 1954 م، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958 وعام 1961.
وفاته
توفي القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء، وخلف وراءه تراثًا قيمًا سيظل خالدًا خلود القرآن، ومكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من 400 تسجيلًا موجودة بالإذاعة المصرية، وترك ابنه إبراهيم الشعشاعي على دربه فتألق وجابت شهرته الآفاق.
وفي ذكرى ميلاده، التي تمر علينا اليوم في الواحد والعشرين من مارس، يرصد "المواطن" مسيرة عطاء عمدة فن التلاوة "عبد الفتاح الشعشاعي" منذ ولادته وحتى الوفاة.
مولده
ولد الشيخ عبد الفتاح محمود الشعشاعي في قرية شعشاع بالمنوفية فِي 21 مارس عام 1890، ووالده هو الشيخ محمود إبراهيم الشعشاعي، وقد سميت القرية باسم جده شعشاع.
نشأته
أتم حفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعي في 10 سنوات في عام 1900، سافر الشيخ "الشعشاعي" بعد ذلك إلى طنطا لطلب العلم من المسجد الأحمدي، وتعلم التجويد وأصول المد بالطريقة العادية، ولتفوق الشيخ وتميزه بصوت عذب فقد نصحه المشايخ بالسفر إلى القاهرة والالتحاق بالأزهر الشريف، فالتحق بالأزهر ودرس هناك القراءات على يد الشيخ بيومي والشيخ علي سبيع، كان ذلك عام 1914، وسكن بحي الدرب الأحمر، وبدأ صيته يذيع في القاهرة بين أساطين دولة التلاوة أمثال على محمود ومحمد رفعت.
عاد الشيخ إلى قريته وبين جوانحه إصرار عنيد على العودة إلى القاهرة مرة أخرى ليشق طريقه في زحام عباقرة التلاوة.
شهرته
ترجع بداية شهرة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي وذيوع صيته الحقيقية فِي ذلك المساء البعيد الذي دخل ليقرأ فيه بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين، مع أعظم وأنبغ المقرئين في بداية القرن العشرين أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ أحمد نداو الشيخ على محمود والشيخ العيسوي والشيخ محمد جاد الله، ومن تلك الليلة انطلق صوته إلى العالم الإسلامي وأصبح له مكان في القمة وأصبح له مريدين وتلاميذ، ومنهم الشيخ محمود على البنا والشيخ أبو العينين شعيشع، وغيرهما كثير.
صوته وأداؤه
تميز الشيخ "الشعشاعي" بالصوت الندي، والتجويد والترتيل الذي يأخذك إلى عالم من الخشوع والتدبر في آيات الله وملكوته، حتى أن البعض وصفه بأنه عمدة فن التلاوة في عصر الرعيل الأول للقراء في مصر والعالم العربي.
"الشعشاعي" والتواشيح الدينية
كَوَّن "الشعشاعي" فرقة للتواشيح الدينية وكان في بطانته الشيخ زكريا أحمد الذي ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي يتألق ويلمع وأصبح له عشاق بالألوف ولكن فرقة التواشيح لم تكن ترضي طموح الشيخ الشعشاعي.
غامر وألقى بنفسه في البحر الذي يتصارع فيه العمالقة في التلاوة، فقرأ في مأتم سعد زغلول باشا، وعدلي يكن باشا، وثروت باشا، فأصبح الشعشاعي الذي نعرفه الآن، ومنذ عام 1930 م تفرغ الشيخ الشعشاعي لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح إلى غير رجعة، ومع ذلك لم ينسَ رفاقه في الدرب فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاتهم.
التحاقه بالإذاعة المصرية
التحق الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي بـ الإذاعة المصرية عند افتتاحها، فكان ثاني قارئ يقرأ بها فِي عام 1934، بعد الشيخ محمد رفعت، و علي الرغم من أنه قد رفض الالتحاق بالإذاعة فِي بادئ الأمر إلا أنه تراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الظواهري وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان يتقاضى راتبًا سنويًّا قدره 500 جنيه.
المساجد التي قرأ بها
عُين الشيخ الشعشاعي قارئًا لـ مسجد السيدة نفيسة، ثم مسجد السيدة زينب عام 1939.
الأوسمة
حاز الشعشاعي على العديد من الأوسمة من وزارة الأوقاف، وفي عام 1990 منح الرئيس الأسبق حسني مبارك اسم الشيخ الشعشاعي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرًا لدوره في مجال تلاوة القرآن.
رحلاته خارج مصر
حج الشيخ الشعشاعى بيت الله الحرام، وقرأ القرآن فيه على مسامع عشرات الآلاف من الحجاج، و يعتبر الشيخ الشعشاعي أول من تلا القرآن الكريم بمكبرات الصوت في مكة والمسجد النبوي ووقفة عرفات من عام 1948م، وسافر كذلك إلى العراق عام 1954 م، ثم سافر إليها أكثر من مرة بعد ذلك منها عام 1958 وعام 1961.
وفاته
توفي القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي في 11 نوفمبر عام 1962م عن عمر يناهز 72 عامًا قضاها في خدمة القرآن الكريم، وكانت حياته حافلة بالعطاء، وخلف وراءه تراثًا قيمًا سيظل خالدًا خلود القرآن، ومكتبة صوتية للقرآن الكريم تضم أكثر من 400 تسجيلًا موجودة بالإذاعة المصرية، وترك ابنه إبراهيم الشعشاعي على دربه فتألق وجابت شهرته الآفاق.