واقعة مثيرة للجدل شهدتها مدرسة "عمار بن ياسر الثانوية بنين"، عندما تأخر الطالب "كريم"، الذي كان بصحبة والده، عن موعد طابور المدرسة بصحبة 15 طالبا من زملائه، المُقرر لهم 8 صباحًا، في حين تشديد ورفض مدير المدرسة تأخر الطلاب عن موعدهم، وإن حدث فيكون العقاب "تأدية التمارين الصباحية، ويُمنع أيضًا من الدخول".

في يوم 27 مارس الماضي، تأخر الطالب "كريم" عن حضور طابور الصباح، في ظل القانون الذي وضعه مدير المدرسة المدعو "سعيد نوفل"، فما كان من الطالب ووالده إلا الاستنكار والرفض، قام "كريم" بسب المدرسة، حسب شهادة أحد المدرسين "أحمد عبد الحكيم"، والذي كان شاهد على الواقعة منذ حدوثها، فأبلغ مدير المدرسة بتعدي الطالب لفظيًا.

فتوجه مدير المدرسة إلى ولى أمر "كريم"، وطلب منه أن يعود للمنزل بصحبة ابنه وأن يتواجد "كريم" يوم الغد في ميعاده، وواجهه بتعدي نجله لفظيًا على المدرسة، فلم يرد ولى أمر الطالب عليه، مع تكرار "كريم" نفس عبارات الإساءة للمدرسة أمام المدير، وأضاف: "ورايا درس وعندى امتحان ومش هاجي بكرة".

ففوجئ ولى أمر الطالب بالمدير يقول: "أنا هعرفك المدرسة، أنا هصدر قرار بفصل الطالب واعتبروه اتفصل واتفضل حضرتك روح"، فأعاد "كريم" سب المدرسة أمام المدير مجددًا؛ مما أثار استياء المدير وجميع من حوله.

ولأنه من الواضح أن الطالب لم يكن يوم حظه، فمن سوء حظ "كريم" أن يوم الواقعة كان يصادف اجتماع الجمعية العمومية في المدرسة، فرجع مدير المدرسة إلى لائحة الانضباط السلوكي، فلم يجد ما يمنع الطالب من سب المدرسة كما اكتشف أنه لن يستطع من خلال اللائحة عقاب الطالب بالشكل الذي يستحقه، فعرض الأمر على الجمعية العمومية، ووافقوا بالإجماع على فصل الطالب، وتحويله إلى "منازل"، حتى يكون عبرة لزملائه.

وفي صباح اليوم التالي، توجهت أميمه الحامولي، من مكتب مدير عام إدارة العبور التعليمية، وهى جارة "كريم"، لتتحدث مع مدير المدرسة بصفة ودية للسؤال عن تفاصيل واقعة "كريم"، وبعد سرد الواقعة من المدير، أضافت أن "كريم" برر موقفه بسب المدرسة بأنه قد سمع أحد أولياء الأمور يسُب المدرسة من قبل دون تدخل أحد لمنعه، كما فعلوا معه.

فرد عليها مدير المدرسة سعيد نوفل قائلًا: "هل هذا يعتبر مبرر للطالب لشتم وسب المدرسة؟"، فاعتذرت له "أميمه"، مؤكدة أنها لم تكن تعلم تفاصيل الموضوع وانصرفت من مكتبه، فما كان من المدير إلا تحويل الأمر للجهات المعنية، وإرسال خطاب بعلم الوصول لولي الأمر يفيد بفصل "كريم"، بجانب مكالمة تليفونية إلى والده إلا أن والد الطالب لم يجيب على هاتف المدرسة.

وتكتمل تفاصيل الواقعة باجتماع مجلس الآباء لمناقشة الأمر، وإعادة سرد تفاصيل الواقعة أمامهم، وأجمعوا على فصل الطالب "كريم"، ووافقوا أيضًا على القرار، وحدث ما لا يُحمد عقباه، ففي اليوم التالي وأثناء طابور المدرسة، توجه 3 مدرسين من مكتب الأمن التابعة للمدرسة يبلغون المدير، بتواجد ولي أمر الطالب ومعها "كريم".

فتوجه مدير المدرسة على الفور إلى والدة "كريم" ففوجئ بها تقول: "الواد هيدخل غصب عنكم !"، فرد المدير، بأنه قد تم إبلاغكم بفصل الطالب رسميًا فهددته بإبلاغ الشرطة، ولم تكترث لسلطته ولا مكانته، ووجهت له بعض العبارات المهينة لشخصه حيث قالت: "أنا وأنت والزمن طويل ولو الواد مدخلش هعملك محضر تعدي!".

في الوقت الذي كان ينتظر فيه ولي الأمر على باب المدرسة من الخارج، وعندما شاهد المدير وجه له بعض عبارات التهديد أيضا، وأكد أنه سوف يقوم بعمل محضر تعدي على زوجته دون أدنى وجه حق.

وعندما كانت المدرسة تحتفل بـ"يوم اليتيم"، دق باب المدرسة 3 أمناء شرطة من قسم العبور، بصحبة "كريم" وولي أمره، وتوجهوا لمكتب المدير بناءً على محضر شئون إدارية، رفعته والدة الطالب ضد المدرسة، يفيد منع دخول "كريم" للمدرسة، فتوجه مدير المدرسة على الفور لمكتبه؛ لعمل محضر إثبات حالة، وقام بالاتصال بأمن إدارة العبور التعليمية، والمدير العام.

فاستجاب أمن الإدارة والمدير العام، وتوجهوا للمدرسة، فطلب منهم "نوفل" أن يحافظوا على هيبة وكرامة وزارة التربية والتعليم، وأنهم المنوطون بذلك أمام الله والقانون، وطالبهم بموقف حازم ضد تعدي الطالب وأسرته، على هيبة وشخص المدرسة.

وتستمر أحداث ومجريات الواقعة صعوبة، حيث تلقى مدير المدرسة مكالمة هاتفية من نائب مأمور قسم العبور، يبلغه بوفود محضر ضده بمنع دخول الطالب "كريم" إلى المدرسة، مُقدم من والدة الطالب، فطمأنه المدير وأبلغه بذهابه إلى القسم في اليوم التالي لمتابعة الأمر، وبالفعل توجه للقسم ليجد محضر إداري رقم "3573".

فطلب المدير، من نائب مأمور قسم شرطة العبور، عمل محضر عدم تعرض ضد والدة الطالب "كريم"، وعمل محضر إثبات حالة لعدم التعدي؛ حفاظًا على المدرسة ومدرسيها، وتعهد بعدم التعرض، وبالفعل تم عمل المحضر، وسلمه جميع أوراق الطالب من بداية الموضوع، وحتى قرار الفصل، فحفظ القسم المحضر، لأنه "إداري"، وأبلغوا المدير بالتوجه للإدارة التعليمية.

يذكر أن مجلس أمناء العبور اجتمع، ووافقوا على قرار فصل الطالب، إلا أن رئيس مجلس الأمناء لم يكن موجود في هذا الاجتماع، وبعد علمه بالواقعة، لم يتصل بمدير المدرسة ليفهم التفاصيل، بل اجتمع بوالدة الطالب، وتوجه لمدير المدرسة ليسأل عن تفاصيل واقعة "كريم".

على هامش آخر، يجتمع مجلس أمناء إدارة العبور التعليمية على جروب "واتس أب"، من ضمنهم عضو من أعضاء المجلس، يدعى محمد عيد، أرسل لكل الأعضاء أن المدرسة تتجاهل منصب الرئيس، وتتجاهل أعضاء المجلس جميعهم، وأكد على أنه شاهد والدة أمر الطالب تعدت بالضرب على أحد المدرسين، ومدير الإدارة التعليمية قام بإلغاء قرار فصله، مستنكرًا واقعة فصل "كريم".

وطالب محمد عيد، أعضاء المجلس بعقد اجتماع طاريء في المدرسة، 10 صباحًا في اليوم التالي، إلا أنه كان اجتماع "لم يحضر أحد"، فجدد الدعوة في اليوم التالي بحضور المدير العام ومعه عضو من المجلس الحالي وعضو من المجلس السابق.

فتوجه مدير المدرسة سعيد نوفل لمقابلة أعضاء المجلس، الذين شددوا على ضرورة التعامل مع الأمر بشكل ودي، ومحاولة حل المشاكل بعيدًا عن الرسميات، ومعاملة "كريم" كواحد من أبناءه، فعلق المدير قائلًا: "لو عاملت طلاب المدرسة زي ولادي محدش فيهم هيحب يتعامل معايا"، وطلب من الأعضاء أن يتوجهوا لوالد "كريم"، إذا كانوا يريدون بالفعل حل الأمر بشكل ودي، ويحاولوا إقناعه بتحويل الطالب من المدرسة إلى أخرى، مشددًا على أنه لن يقوم بتسليم ورق فصل "كريم" إلى الشئون الإدارية.

فما كان من والد الطالب إلا رفض طلب مدير المدرسة، بتحويل "كريم" إلى مدرسة أخرى، فقام مدير المدرسة، بتسليم ورق فصل الطالب للشئون القانونية.

وفوجئ والد الطالب، في اليوم التالي بأحد أعضاء "جروب مجلس الأمناء" على "واتس أب"، يرسل نسخة مصورة لكل أعضاء الجروب، بالورق الذي سلمه للشئون القانونية، وطالب الأعضاء بالتوجه لمدير عام إدارة "العبور" التعليمية، فقام مدير المدرسة بالاتصال بالشئون القانونية، مستنكرًا وصول أوراق واقعة فصل الطالب لأحد أعضاء المجلس.. فردت مسئولة من الشئون القانونية، بأن لا دخل لهم بوصول الأوراق لعضو مجلس الأمناء، وإنما الورق مسئوليتك القانونية، وأكد المدير على أن ملف القضية مستحيل أن يصل إلى أي شخص من خلاله.

وفي اليوم التالي، واجه مدير المدرسة عضو مجلس الأمناء الذي أكد أنه حصل على نسخة الملف من والدة الطالب، وقام بتصويرها من النيابة، في الوقت الذي وضع المدرسين نفسهم في كفة، والطالب المفصول في الكفة الأخرى، ممانعين تمامًا إلغاء قرار فصل "كريم"، مؤكدين على موقفهم في الحفاظ على هيبة وكرامة المدرسة، فتدخل المدير، وطالبهم بضرورة الابتعاد عن الدخول في تصادم مع الطالب وأولياء أموره.

واتصل مدير المدرسة بمدير عام إدارة العبور التعليمية، وأبلغه برفض المدرسين البقاء في المدرسة، إذا تم إلغاء قرار فصل الطالب، وطالبه بسرعة التوجه إلى وكيل الوزارة؛ لإنهاء الأمر نظرًا للحفاظ على هيبة المدرسة وكرامتها التي يحاول أولياء أمور الطالب التعدي عليها، مشددًا على أن المدرسة ستشهد امتحانات نهاية العام، الثلاثاء المُقبل، وفي حالة حضور الطالب "كريم" إلى المدرسة ودخول الامتحانات، فسوف يقدم جميع المدرسين استقالتهم ويغادرون المدرسة فورًا، مؤكدًا على ضرورة حفاظه على أمن المدرسة وسلامتها، وما تبقى من هيبتها.