وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، شرطًا على ممثلي السلطة الفلسطينية، لكي يثبتوا أنهم بالفعل لديهم الرغبة، في تعزيز سبل السلام مع الجانب الإسرائيلي، وهو أنه يستوجب عليهم فرض ضغوط على أسر الأسرى الفلسطينيين، ووقف الرواتب التي تقدمها لهم، واصفًا اتخاذ هذه الخطوة بأنها بمثابة اختبار حقيقي لهم، بحسب ما ورد في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

واهتمت الصحيفة الإسرائيلية بإلقاء الضوء على أبرز النقاط، التي عرضها نتنياهو في الحوار الذي أجراه مع "فوكس نيوز"، حيث أكد في تصريحاته، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كثيرًا ما يدلي بتصريحات مفادها أنه حريص على تعزيز السلام، من أجل سلامة شعبه لكنه في حقيقة الأمر يساعد دائمًا على التحريض ضد إسرائيل والشعب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه يستلزم على عباس من وجهة نظره، فرض العديد من الضغوط على سائر الشعب الفلسطيني، وخاصة أسر الأسرى لإجبارهم على السلام.

وبسؤال نتنياهو عن سبب وضعه لهذا الشرط، الذي يتعلق بأسر الأسرى الفلسطينيين، ولماذا يضعه شرط للسلام، كان جوابه: "أنه من الصعب أن أعتبر أن هناك سلطة تريد تطبيق السلام، وهي تعمل على دفع رواتب لأسر "إرهابيين" يتعمدون ارتكاب العديد من الجرائم، والهجمات الإرهابية"، ويبدو من حديثه هنا أنه يقصد بالإرهابين هم الأسرى.

وتساءل نتنياهو متعجبًا، عن كيفية مطالبة مختلف دول العالم من إسرائيل بتعزيز سبل السلام، مع من يحرضون شعبهم ضدها ويطالبونها بقتل من يمثلونهم، مضيفًا أنه يعتبر هذه الرواتب التي تدفع لأسر الأسرى، بأنها بمثابة مكافأة وتقدير لما تقوم به من قتل للإسرائيليين.

ويبدو أن إيران هي بمثابة العفريت الذي يخيف إسرائيل، حيث أن بنيامين نتنياهو لم يغفل الحديث عنها، فقد وصفها بأنها مصدر تهديد للمنطقة بأسرها، بسبب مشروعها النووي الإيراني، مؤكدًا أن إيران تمثل خطورة شديدة على بلاده على وجه الخصوص بسبب كراهيتها الشديدة لإسرائيل.

ويشار إلى أن نتنياهو سبق أن أكد، لوزير الدفاع الأمريكي، أن بلاده على استعداد لتغير كامل سياستها التي تتبعها مع الفلسطينيين، لكن ذلك إذا لاحظت القيام بأي مبادرة منهم وتحديدًا من السلطة التي تمثلهم، لإثبات أنهم يريدون حقا تطبيق السلام، كما أنه أكد على أن بلاده لم تنس أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، أقدم على خطوة سيئة، وهي تخفيف العقوبات على إيران والموافقة على المشروع النووي، وكأنه يحذر الإدارة الحالية من القدوم على نفس الشيء.