"نائب رئيس المحطات النووية" سابقًا: طريق تنفيذ البرنامج النووي المصري ليس مفروشًا بالورود.. والميديا الصهيونية تحارب تقدمنا
السبت 29/أبريل/2017 - 09:27 م
أحمد القعب
طباعة
خلال الحلقة الثانية من حوار "المواطن" مع الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، أكد أن خبر غلق ألمانيا وسويسرا للمفاعلات النووية "قول حق يراد بها باطل"، يكون المقصود به إقصاء دول مثل مصر عن الدخول في التكنولوجيا النووية، مضيفًا أن الميديا الصهيونية تلعب لعبة قذرة، فالكلام عن مخاطر الإشعاع مبالغ فيه لإرهاب الدولة النامية، والتي تتطلع للتقدم وامتلاك تكنولوجيا نووية مثل مصر.
- هل الطريقة المصرية فى المشروع النووى الحالى سليمة أم بها عيوب ؟
الطرق المتبعة عالميًا في المشاريع النووية هى إما أن تكون بالأمر المباشر وهى الطريقة السائدة، وإما أن تكون عن طريق المناقصة، ومصر كانت دائمًا تسلك طريق المناقصة، فهي سليمة ولكن عليها محاذير كثيرة، فطريق تنفيذ البرنامج النووي المصري ليس مفروشًا بالورود كما يوهمنا البعض وكأنه رحلة ترفيهية، و"الكلام ده كان كله للمصالح الشخصية" ويجب أن ننتبه إليه، بل هناك صعوبات وأعباء سوف تواجهنا ويجب أن نكون حذرين من اللوبي الصهيوني المتربص بمصر ولا يريد لها امتلاك هذه التكنولوجيا، فقد سبق وقامت مصر باستخدام طريق المناقصة ثلاث مرات "سنوات 1964 و1974 و1983، للحصول على محطة نووية واستطاع اللوبي الصهيوني إفشال هذه المحاولات، ومن هذا المنطلق فنحن كنا نحذر من خطورة طرح مناقصة عالمية لإنشاء محطة نووية في مصر، وكنا نناشد أن يكون التعاقد بالأمر المباشر بين دولتين وليس بين شركات أو هيئات، ومصلحة مصر فوق الجميع سواء كانوا أفراد أو شركات أو دول، وكان علينا أن نختار الدولة التي ستقوم بتنفيذ المشروع دون إستغلاله كورقة ضغط أو تتخلى عن تنفيذ المشروع في أي مرحلة من مراحله حتى تكهين المحطة.
-هل أصبحت المفاعلات آمنة.. خاصة مفاعلات الجيل الثالث الحديث ؟
جميع المفاعلات النووية والتي يتم تصنيعها حاليًا من الجيل الثالث مختبرة ومجربة وممتازة، ويمكن تنفيذها في مصر، والمفاضلة هى في اختيارنا للدولة التي لا تستغل مصر.
-ذكرت أن طرح المناقصات النووية به خطورة.. كيف ذلك ؟
خطورة طرح مناقصة عالمية لإنشاء المحطة النووية المصرية، تتمثل في أولًا المواصفات التي سوف تطرح لا يمكن أن تكون مضبوطة بالقدر الكافي لتغطية مواصفات المحطات النووية التي في السوق العالمي، نظرًا لاختلاف مواصفاتها من محطة لأخرى ومن دولة لأخرى، وستكون فيها ثغرات يمكن استغلالها ضد مصر، ثانيا الألاعيب كثيرة من مقدمي عطاءات المحطات النووية، وخاصة نحن لا نمتلك كوادر مصرية فنية ومالية وقانونية شاركت من قبل في تنفيذ محطات نووية تستطيع كشفها، وثالثًا يمكن أن تسفر ترسية تنفيذ مشروع المحطة النووية على دولة تستغل المشروع كورقة ضغط، وبعض القوانين المصرية المعمول بها في المناقصات والمزايدات لا تتناسب مع ضخامة وتعقيدات المشروع في النواحي الفنية والمالية والقانونية، ولو فشلت المناقصة العامة في حصولنا علي محطة نووية كما يتمني المتربصين بمصر فسوف تكون الضربة القاضية للبرنامج النووي المصري كما حدث لنا حيمنا فشلنا في مناقصة سنة 83 وتوقف المشروع المصري 32 سنة، إذا فالعامل السياسي يحتم علينا أن نضع مصلحة البلد فوق كل اعتبار ومما سبق يتضح أن محطة الضبعة النووية أصبحت قرار سياسي بحت وذلك بعد أن قال الفنيين كلمتهم، وكان يجب علينا أن نترك لرجال السياسة المصريين المجال ولا نضغط عليهم، لأنهم اقدر منا تفهما للعبة السياسية، وما يحاك ضد مصر من مؤامرات ودسائس وأحقاد، وكان المطلوب أن نبتعد عن مخططات اللوبي الصهيوني ونشتري المحطة النووية بالأمر المباشر من روسيا وبعيدا عن المناقصة العالمية التي سوف تفشل، ولا توجد دولة على مستوى العالم نفذت محطة نووية عن طريق المناقصة العامة، جميع المحطات النووية التي نفذت في دول العالم المختلفة تم تنفيذها بالأمر المباشر.
- هل هناك مخاوف من المشروع النووي؟ ولماذا تم إيقاف المحطات النووية فى ألمانيا وسويسرا ؟
موضوع غلق ألمانيا وسويسرا للمفاعلات النووية "قول حق يراد بها باطل"، وممكن يكون المقصود به إقصاء دول مثل مصر عن الدخول في التكنولوجيا النووية، واللوبي الصهيوني يمكن أن يفعل المستحيل لإبعاد مصر عن التكنولوجيا النووية، السؤال هو من يمتلك الميديا على مستوى العالم؟، والإجابة اللوبي الصهيوني، وننظر إلى الخبر فنجد أنه طبقًا للخطط الموضوعة وللعمر الافتراضي للمفاعلات سوف تتوقف هذه المفاعلات وليس قرار إيقاف فوري نتيجة حادثة فوكوشيما، حاليا نسبة مشاركة الطاقة النووية فى توليد الكهرباء فى ألمانيا هى 14%، ونسبة مشاركة الطاقة النووية فى توليد الكهرباء فى سويسرا هى 34%، ونسبة مشاركة الطاقة النووية فى توليد الكهرباء فى أمريكا هى 20%، والميديا الصهيونية تلعب لعبة قذرة، فالكلام عن مخاطر الإشعاعات مبالغ فيه لإرهاب الدولة النامية والتي تتطلع للتقدم وامتلاك تكنولوجيا نووية مثل مصر، ولا نقبل أن تعطل خطط التنمية الحتمية لمصر تحت ضغط جاهل أو خائن، والذي يقول غير ذلك فهو إما جاهل، وإما معارض من أجل الشهرة، وإما خائن، وأمريكا تمتلك 99 محطة نووية وتقوم الآن ببناء 4 محطة نووية، والصين تمتلك 37 محطة نووية وتقوم ببناء 20 محطة نووية، حتى أن أوكرانيا (التي وقع بها حادث مفاعل تشيرنوبيل عام 1986) يوجد بها حاليا 15 محطة نووية، وتبني حاليا محطتين إضافيتين، فهل هذه الدول المتقدمة على درجة من الغباء والجهل تجعلها لا تراعي أمن وآمان شعوبها.