صلاح الدين في عيون الغرب.

صدر في فرنسا، عام 2008، كتابان يرويان سيرة القائد الإسلامي العظيم صلاح الدين الأيوبي، الذي حارب الصليبيين وهزمهم، لكنه ظل راسخا في الخيال الغربي، لا غرابة أن عشرات الكتب ومئات الدراسات اختصته بالإشادة والتبجيل التاريخي العميق.

جاء الكتاب الأول بعنوان "صلاح الدين"، وهو من تأليف الكاتبة والباحثة آن ماري إدي.

تعتبر المؤلفة، أن صلاح الدين الأيوبي، صنع التاريخ ولعب دور الموحد للمسلمين. حيث حرر القدس من الغزاة الصليبيين، وألحق هزيمة نكراء بالدول اللاتينية في الشرق، معتبرة أيضًا أن القائد صلاح الدين الأيوبي، الذي عاش ما بين 1138 و1193، فرض نفسه، كواحد من أعظم قادة ما اسمته "إسلام الانتصارات".

وقال أنتوني نتنج، "كان صلاح الدين فارسًا من أعظم الفرسان وبطلًا مغوارًا"، كما وصفه المؤرخ الإنجليزي رونيسمان، بأنه لم يكن مثل ملوك الصليبيين، لم يتراجع عن كلمته مطلقًا مع أي شخص بغض النظر عن ديانته، وكان دائمًا مجاملًا كريمًا رحيمًا، عندما يكون منتصرًا وكان قاضيًا عادلًا متساهلًا".

وأكد الكاتب "إدوارد كين"، أشهر رواد المنهج العلمي في كتابة التاريخ، عن صلاح الدين: "إنه كان متواضعا لايعرف البذخ ولا يرتدي سوى عباءته المصنوعة من الصوف الخشن، ولم يعرف غير الماء شرابا... وكان متدينا قولا وفعلًا".

صلاح الدين مثل خالد بن الوليد.

قال الدكتور عطية القوصي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، إن صلاح الدين الأيوبي، شخصية إسلامية بارزة لا تقل مكانة عن المجاهدين الأولين، كخالد بن الوليد.

وعلق "القوصي"، في تصريح خاص لـ"المواطن"، على ما قاله الكاتب والمفكر يوسف زيدان، في وصف صلاح الدين بأنه أحقر شخصية في التاريخ، أنه غير قارئ للتاريخ، موضحًا أنه لو كان يعلم التاريخ جيدًا لعلم أن صلاح الدين شخصية إنسانية إسلامية، نذر نفسه لتحرير بيت المقدس ومحاربة الصليبيين، وكان حاكم عادل وتسامح عن المسيحيين واليهود.

وأضاف "القوصي"، أن العرب جميعًا كانوا يمتدحون صلاح الدين في كتبهم، متمنيًا أن يعود مرة أخرى.

وطالب "القوصي"، زيدان، بقراءة التاريخ ككتاب الكامل لابن الأسير، وكتاب ابن شداد المحاسن اليوسفية.

وقال أستاذ التاريخ الإسلامي، إن صلاح الدين هو من حرر القدس بعد 70 سنة من الاحتلال الصليبي، وفي تحريره له لم يقتل امرأة، طفل أو عجوز، لم تراق الدماء كما حدث في الحملة الصليبية، حيث افتخر ملك الحملة الصلبية، في رسالة بعثها إلى البابا، بأن خيوله كانت تغوص في دماء المسلمين.

"القوصي" يكذب "زيدان".

ونفى "القوصي"، عن ماقاله الكاتب يوسف زيدان، بأن صلاح الدين قام بحرق مكتبة كبيرة، قائلًا: "لم يثبت على صلاح أنه حرق مكتبة أبدًا ولكن الصليبيين هم من حرقو كتب الأندلس، حينما احتلوها وطردوا المسلمين منها، وحرقوا كل الكتب الإسلامية، وحولوا الجوامع إلى كنائس، لدرجة أن الأسبان ندموا على مافعلوه أجدادهم".