«الصليب الأحمر»: حاجة السوريين للإغاثة «هائلة» ويجب فصلها عن العملية السياسية
الجمعة 26/مايو/2017 - 10:02 ص
أ ش أ
طباعة
أكد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير في جنيف ، أن الاحتياجات الإنسانية في سوريا «هائلة» وتزداد بارتفاع حاد في الأجزاء المتضررة بسبب النزاع المحتدم، مطالباً بتجنب الربط بين إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين وسير عملية التسوية السياسية في البلاد. وأضاف ماورير في بيان إثر زيارته الخامسة إلى سوريا منذ اندلاع الأزمة أن «ما يقارب من نصف سكان البلاد نازحون ومنهكون جراء النزاع ويتجلى هذا بصورة خاصة في الأماكن التي يصعب الوصول إليها». وأوضح أن «المصاعب تكمن في عدم انتظام المساعدة المقدمة لهم ما يعرضهم لمخاطر بينها عدم توفر الرعاية الصحية الكافية وسوء التغذية إضافة إلى استخدام مياه غير نظيفة».
وأشار المسؤول الإنساني إلى أن «الوضع الراهن يوضح أنه حتى وإن انطفأت جذوة النزاع، فإن الحاجة للمساعدات الإنسانية ستكون ضخمة» جداً.
ولفت ماورير إلى أنه اطلع المسؤولين السوريين على ضرورة توسيع نطاق وصول الصليب الأحمر بشكل منتظم للمدنيين والمحتجزين وتيسير العمل الإغاثي على الأرض «بصورة أفضل» إضافة إلى منح فرق اللجنة الدولية إمكانية الوصول بشكل أسرع ودون معوقات. وذكر أن «أعمال الإغاثة القصيرة المدى لا تكفي وحدها إذ أن عملية بناء قدرة الصمود على المدى الطويل لا تقل أهمية عن المساعدات الضرورية العاجلة» ، مشيراً إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعتزم التوسع في برامج تأمين سبل العيش استجابة لتوقعات أولئك الذين هم بحاجة إليها في الوقت الحالي إضافة إلى طرح حلول أكثر استدامة مثل المنح النقدية أو المشاريع الصغيرة لإعادة بناء حياتهم.
ورأى المسؤول الدولي أن الأزمة السورية هي «في المقام الأول أزمة حماية، ويجب أن نرى احتراماً لقواعد الحرب ومد يد العون إلى الأطفال ليتمكنوا من التعافي من الندوب النفسية التي خلفها هذا النزاع». كما أكد أن اللجنة ستواصل التحاور مع السلطات السورية لتلبية احتياجات العائلات التي ذهب أحباؤها في عداد المفقودين والمساعدة في تحسين معاملة المحتجزين وظروف احتجازهم والوصول إلى المدنيين العالقين وسط القتال.
وشدد ماورير على أن الحل السياسي «أمر محوري لإنهاء هذه المعاناة» لكن يجب ألا تعمي هذه العملية أنظار العالم عن رؤية معاناة الشعب السوري والتحرك العاجل لمساعدة الضحايا.