فاينانشيال تايمز: حلفاء واشنطن في آسيا مستاؤون من مبدأ "أمريكا أولا"
الأحد 04/يونيو/2017 - 03:20 م
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الصادرة اليوم الأحد أن حلفاء وشركاء الولايات المتحدة اعربوا عن استيائهم بشأن التداعيات الاستراتيجية لخطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مبدأ "أمريكا أولا"،لاسيما في ضوء تنامي التوقعات بانسحاب أمريكي من القيادة في آسيا خلال قمة الأمن الآسيوي المعروفة بحوار شانجريلا، المنعقدة حاليا في سنغافورة.
وقالت الصحيفة –في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني- إن جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكي أكد أن بلاده ستواصل توسيع انخراطها في منطقة المحيط الهادئ – حيث يتم نشر 60% من سفن البحرية الأمريكية واغلبية ضئيلة من القوات الأمريكية- "من أجل ضمان السلام والازدهار والحرية في آسيا" على حد قوله.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فيما كان ماتيس يوجه كلمته أمام القمة، كانت حاملتا طائرات أمريكية تشاركان في تدريبات مع القوات البحرية والجوية اليابانية في بحر اليابان، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها حاملتا طائرات أمريكيتان معا قبالة شبه الجزيرة الكورية منذ التسعينيات.
مع ذلك، واجه ماتيس تساؤلات تشككية خلال القمة؛ حيث اعربت بعض الدول الصديقة للولايات المتحدة عن شكوكها. إذ قال وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين للصحفيين انه "مازال يحاول استكشاف" الاستراتيجية الأمريكية في آسيا.
وأضاف: "أود أن أعرف بوضوح ماهي النوايا الحقيقية للإدارة الجديدة في واشنطن". فيما أعربت وزيرة الدفاع الفرنسية سيلفي جولار عن أسفها حيال القرار الأمريكي بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ، وقالت: "إن هذا القرار ينطوي على عواقب وخيمة"، مشددا على الآثار الأمنية لتغير المناخ. وفي هذا، قالت الصحيفة: "إن ثقة الحلفاء اهتزت في واقع الأمر بقرار الرئيس ترامب بالانسحاب من اتفاق باريس، ومن اتفاقية التجارة عبر المحيط الهادئ، وهي اتفاقية تجارية تضم 12 دولة وكانت بمثابة مبادرة ، لتعزيز " المحور " الذي كان يتبناه سلفه باراك أوباما نحو آسيا.
وأضافت: "إن الرئيس ترامب، خلال رحلته إلى أوروبا الأسبوع الماضي، انتقد الحلفاء بشدة بسبب "النقص المزمن في تمويل حلف شمال الاطلسي (الناتو) ورفض التأكيد على التزام الحلف بالدفاع المتبادل". من جانبه، قال بن شرير، الخبير في شئون آسيا في جامعة ماكواري في سيدني، إن مبدأ أمريكا أولا لا يتفق مع نموذج القيادة الذي يمكن للحلفاء والشركاء أن يتبعوه. وأضاف: "انه اذا استمرت الولايات المتحدة، ورئيسها، في رؤية العلاقات مع الحلفاء على انها مجرد معاملات، فإن من شأن ذلك أن يضع الضغوط على هذه العلاقات".
وأشارت الصحيفة الى أن ماتيس بعد أن فرغ من إلقاء كلمته أمام القمة، سأله خبير أمني عما إذا كان العالم سيواجه "تدميرا" للنظام العالمي الذي حافظت عليه الولايات المتحدة بشكل تقليدي طيلة الأعوام الماضية.
وأخيرا، قالت "فاينانشيال تايمز" إن موضوع تنامي قوة الصين ظل موضوعا رئيسيا في اجتماع هذا العام بسنغافورة، فيما ناشدت الولايات المتحدة ودول أخرى بكين لأن تلعب دورا رائدا في كبح جماح كوريا الشمالية التي أجرت قبل أيام أحدث تجاربها لإطلاق صواريخ باليستية.