أكد يوسف الكويليت، المحلل السياسي السعودي، أن الأزمة الحالية مع قطر ليست وليدة اللحظة، وهناك تفاهمات وأزمات سابقة قامت الدوحة بالتنصل منها، ولم يكن هناك مفر من قيام المملكة، باتخاذ القرارات الحاسمة الأخيرة بقطع العلاقات.

وقال الكويليت، إن قطر تلعب في نطاق أكبر من حجمها بمعاداتها للمملكة، وبعض الدول العربية أثناء ثورات "الربيع العربي"، وقد هادنت الرياض قطر سنوات طويلة، وصبرت على شطحاتها، وهو ما شجع قطر على المضي قدمًا في تطاولها، معتمدين على صلات القرابة والدم والجوار وغيرها، لكن الأمور في المرحلة الأخيرة تعدت كل ذلك وبدأت تأخذ مسارًا مختلفًا.

يرى الكويليت أن قطر لا تعلم أن ما تفعله هو مصائر شعوب ودعم للإرهاب، ومحاولة استعداء الدول العربية ووضعها في خانه وإيران في خانة أخرى، وهنا جاء القرار السعودي بالقطيعة النهائية مع قطر، إن لم تتراجع عن كل ما تفعله الآن، والدوحة لا تستطيع تحمل قفل الحدود، والسعودية هي مصدر حياتها من الغذاء والدواء وحتى الأمن، على حد قوله.

وأكد الكويليت أن قطع العلاقات لم يأت بشكل مفاجيء، فمنذ سنوات ودول الخليج تعاني من قطر، وقد تم سحب السفراء ووقع معاهدة مع الملك الراحل عبد الله ثم نقضوها بعد ذلك، فكيف نسمح لدولة بهذا الحجم أن تتحكم بدول كبرى في المنطقة.

وأشار الكويليت إلى أن الوضع الحالي مرهون، بوقف الدوحة للعبث الذي تقوم به في السياسة العربية بجانب دعم الإرهابيين، والسياسة القطرية هي نفس "سياسة القذافي"، والذي بدد أموال ليبيا على الإرهابيين، ثم جاءت أزمة لوكيربي، التي قصمت ظهر ليبيا، ثم انتهى بعدها القذافي.

وتابع الكويليت: إن حجم قطر، لا يمكّنها من خلق أزمات سياسية واقتصادية، ولو قامت السعودية بقطع الغذاء والدواء عن الدوحة سوف يثور الأجانب المقيمين على الحكومة لأنهم الأكثر عددًا، فلا أعتقد أن قطر ستؤدي دور السعودية أو مصر أو العراق سابقًا.

ولفت الكويليت إلى أن قطر تدعم إسرائيل من خلال حماس بحجة إحلال السلام، فلا يمكن لأحد أن يتصور أن تؤدي الدور الذي عجزت عنه أمريكا والدول العربية والأوروبية، وتقاربها مع إيران، ما الذي ستجنيه إيران من هذا الوضع، فهل تطمح مثلًا إيران إلى أن تدخل بقواتها إلى قطر وتقوم بمهاجمة السعودية من خلالها، ولو افترضنا أن تقوم إيران بتحويل قطر إلى قاعدة عسكرية لها، هذا يتناقض مع وجود القاعدة الأمريكية بقطر.